الأزمة الاقتصادية العالمية تحفز الاهتمام بالموانئ الإفريقية

تقرير: ألفت مدكور
جددت الأزمة الاقتصادية العالمية التي أعقبت جائحة “كوفيد19” 2019 وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية الاهتمام بالموانئ الإفريقية، وتعزيزها تجاريا وأمنيا، تضاعفت الأهمية الاستراتيجية لقارة إفريقيا، بما في ذلك منطقتا القرن الأفريقي وغرب أفريقيا، حيث تحظى بسلسلة كبيرة من المواني البحرية، التي تنتشر على طول سواحل القارة، لا سيما منطقة إفريقيا جنوب الصحراء ما يعزز اهتمام القوى الدولية الفاعلة في القارة بالدول الأفريقية الساحلية التي تمتلك موانئ بحرية.
فالمواني البحرية في إفريقيا تمثل مدخلًا مهمًا للنفوذ الأمني والاقتصادي للعديد من القوى الطامحة لتعزيز نفوذها في القارة، فهي بوابتها إلى تطوير التجارة مع الدول الأفريقية، وتعد موطئ قدم مهم لتدشين قواعد بحرية أو تجارية أو عسكرية بهدف تعزيز الحضور الدولي في المناطق الاستراتيجية بالقارة.
تنامى المصالح الأمنية والاقتصادية والاستراتيجية
مع تنامي المصالح الأمنية والاقتصادية والاستراتيجية لتلك القوى، تتعزز أهدافها على المديين القصير والطويل في استغلال موانئ القارة اقتصاديًّا وتجاريًّا لتحفيز اقتصاداتها.
تشهد معظم الموانئ الإفريقية تنافسًا محتدمًا بين العديد من الشركات الدولية التي تعمل في مجال الموانئ البحرية، مثل الشركات الصينية، والأوروبية، والتركية، والعربية الخليجية، وغيرها. من أجل الحصول على امتياز تطوير وإدارة وتشغيل تلك الموانئ، وما يعنيه ذلك من تحقيق مكاسب اقتصادية واستراتيجية كبيرة، ربما لا تحصل الحكومات الأفريقية إلا على نسبة ضئيلة منها.

تحديات تطوير الموانئ الإفريقية
تواجه العديد من الموانئ البحرية الأفريقية العديد من التحديات التي تشكل معوقًا أمام تطوير أدائها، منها تدهور البنية التحتية الأفريقية المتمثلة في شبكة المواصلات والنقل، من خطوط السكك الحديد، وغياب الخدمات اللوجيستية في بعض الموانئ الأفريقية وغيرها.
تفتقر الدول الأفريقية إلى القدرة المالية لتزويد موانئها باللوجيستيات اللازمة لتحديثها وتطويرها، ما يدفع القوى الدولية والإقليمية الطامحة للسيطرة والهيمنة وتطوير العلاقات الاقتصادية مع أفريقيا ببعض شركاتها الدولية نحو أفريقيا للاستحواذ على امتياز إدارة وتشغيل وتطوير هذه الموانئ.

تصاعد التنافس الدولي والإقليمي
يتصاعد التنافس الدولي والإقليمي على الموانئ البحرية في إفريقيا خاصة بعد التطورات العالمية المتصاعدة التى خلفتها تداعيات جائحة “كورونا” والأزمة الاقتصادية العالمية، والحرب الروسية – الأوكرانية، ما قد يجعل إفريقيا الملاذ والبوابة الاقتصادية لمعظم دول العالم خلال المرحلة المقبلة، نظرًا لما تمتلكه من احتياطيات وثروات من النفط والمعادن وغيرها في العديد من المجالات، الأمر الذي قد تستفيد منه الدول الأفريقية فيما يتعلق بالحصول على بعض المكاسب، وربما يترتب على ذلك بعض الارتدادات العكسية السلبية المتعلقة بتصاعد عسكرة القارة الأفريقية، وما يصاحبه من تهديد للاستقرار والأمن الإقليمي في المنطقة.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي