حول الخليجعاجل

هل وصلت العلاقات السعودية الإيرانية إلى المستوى المطلوب؟

 

تقرير: علي عبد الجواد

بعد مرور عام على توقيع اتفاقية التسوية السعودية الإيرانية برعاية صينية، والتي أنهت القطيعة التي استمرت 7 سنوات بين البلدين الجارين، يثير الرأي العام الإيراني تساؤلات حول فاعلية هذا الاتفاق في تقريب وجهات النظر بين الدول الإسلامية وتخفيف التوتر في منطقة الشرق الأوسط، وعما إذا كانت العلاقات بين البلدين قد وصلت إلى المستوى المطلوب.

جذور الخلاف

يتمتع كل من إيران والسعودية بمواقع جيوسياسية واقتصادية استراتيجية في الشرق الأوسط، إلا أن العلاقات بينهما كانت مشحونة بالتوتر والقطيعة لفترة طويلة نتيجة للتنافس الأيديولوجي والاقتصادي والاختلافات السياسية في المنطقة.

على الرغم من أن هجوم محتجين إيرانيين على مقر السفارة السعودية في طهران عام 2016، احتجاجًا على إعدام الرياض رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر، كان يعتبر نقطة تحول مهمة، إلا أنها لم تكن القطيعة الأولى بين البلدين المسلمين، فقد سبق لطهران أن قطعت علاقاتها مع الرياض في عام 1943 عقب إعدام المملكة لحاج إيراني.

عودة العلاقات

في 10 مارس 2023، أصدرت السعودية وإيران بياناً مشتركاً في بكين برعاية صينية، أعلنت فيه عن اتفاق لإعادة فتح سفارتيهما والبعثات الدبلوماسية في غضون شهرين، وهو خطوة شكلت حدثاً بارزاً في ذوبان الجليد في العلاقات بين البلدين.

نجحت الصين في تيسير المصالحة بين السعودية وإيران، مما أدى إلى ظهور فجر جديد من الانفراج في العلاقات بين دول الشرق الأوسط.
وفي فترة قصيرة بعد تحقيق المصالحة، شهدنا سلسلة من التطورات الإيجابية في عملية السلام بالمنطقة، بما في ذلك عودة سوريا إلى الجامعة العربية واستعادة العلاقات الدبلوماسية بين قطر والبحرين، وتحسن العلاقات بين إيران وتركيا ومصر، فضلاً عن تراجع التوترات في اليمن.

نتائج ملموسة

منذ توقيع إعلان بكين الذي نص على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، اتخذت السعودية وإيران خطوات ملموسة لتعزيز العلاقات في مختلف المجالات، من أهمها:

1ـ التبادلات السياسية:

• تبادل زيارات رسمية بين كبار المسؤولين من البلدين.
• تنسيق المواقف بشأن القضايا الإقليمية، مثل الصراع بين إسرائيل وحماس.
• المشاركة في القمم الإقليمية والدولية.

2 ـ التبادلات الاقتصادية:

• توقيع اتفاقيات تجارية واستثمارية.
• زيادة التبادل التجاري بين البلدين.
• عقد منتديات الأعمال لتعزيز التعاون بين القطاع الخاص.

3 ـ التعاون في المجالات الأخرى:

• التعاون الأمني لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.
• التعاون الثقافي والتعليمي.
• التعاون في مجال الطاقة.

تُشير التفاعلات الوثيقة بين البلدين خلال العام الماضي إلى أن هناك تعمقًا أكبر بكثير في انفراج العلاقات مما توقعه بعض المحللين قبل عام مضى.
ومع ذلك، لا تزال هناك بعض التحديات التي يجب معالجتها، مثل ملفات الخلاف الإقليمية، ولكن يبقى الأمل قائماً بأن تستمر العلاقات في التحسن وأن تُثمر عن المزيد من الإنجازات في المستقبل.

 

لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي

زر الذهاب إلى الأعلى