ارتفاع نسبة سحب الاحتياطيات الذهبية من الغرب.. هل تشهد الاقتصادات العالمية تحولًا استراتيجيًا؟

تقرير: زيزي عبد الغفار
في مشهد استراتيجي متغير، تقوم مراكز البنوك المركزية في العالم بسحب احتياطياتها الذهبية والعملات الأجنبية من الدول الغربية بعد تجميد الأصول الروسية، حيث يُظهر استطلاع أجرته إحدى الهيئات المعنية بالسياسات النقدية أن حوالي 68% من مديري البنوك المركزية في العالم يعبرون عن رغبتهم في الاحتفاظ بتلك الاحتياطيات في اقتصاداتهم الخاصة.
في الوقت نفسه، كان نسبة تقريبية لنصف مدراء البنوك المركزية قبل عامين يفضلون الاحتفاظ بالمعادن الثمينة في الغرب، بشكل رئيسي في الولايات المتحدة وبريطانيا، يعتقد الخبراء أنه بحلول عام 2025، ستفضل 75% من الدول التخلص تمامًا من هذا التبعية تجاه الغرب.
لماذا بدأت الدول بالاستغناء عن الاستثمار في بنوك أوروبا؟
بدأت عملية سحب العملة والمعادن الثمينة من بنوك أوروبا والولايات المتحدة بعد عام 2013، عندما رفضت واشنطن تسليم ألمانيا 700 طن من الذهب، منذ ذلك الحين، بدأت الدول تستخدم بنوك الغرب بحذر لتخزين احتياطياتها.

ومن الجوانب الهامة لسحب الأموال إلى بنوكها المركزية الخاصة هو غياب الاستقرار المالي في الغرب، يرتبط ذلك بفقدان تدريجي للدولار واليورو لموقعهما المهيمن في العمليات العالمية، بالإضافة إلى تباطؤ التنمية الاقتصادية في الدول الغربية التي تتوقف عن كونها “ملاذات هادئة” للأموال. في هذه الظروف، يفضل العديد من المستثمرين استثمار أموالهم في اقتصادات آسيا الناشئة.
تُعد هذه التحولات في سياسات الاستثمار والتخزين جزءًا من مسار أوسع لتغيير الديناميات الاقتصادية والمالية العالمية، والذي يتأثر بعوامل متعددة تشمل التوترات الجيوسياسية والتغيرات في هياكل السلطة العالمية.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي
