شخصيات عربية

ليلي خالد قامت بإجراء عدة عمليات لتغيير شكله هربا من الموساد

رؤية : نجوى إبراهيم 

بعد عملية اختطاف الطائرة الأولى حاول”الموساد” اغتيالها أكثر من مرة ففى احدى المرات كانت فى منزل قائدها وديع حداد فى بيروت ,وكان الموساد يستهدفه هو ايضا نظرا لتكرار عمليات خطف الطائرات ,وكان يطلقون عليه هو والجبهة الشعبية “امبراطورية الإرهاب ” وقام الموساد بالفعل بقصف غرفة نومه، لكن انشغاله بحديث مع” ليلى خالد “في غرفة أخرى أنقذ الاثنين,وتم اصابة ابنه وزوجته ولذلك جاءت عملية الاختطاف الثانية رداً على محاولة الاغتيال.

وبعد عام واحد من العملية الأولى  تم الاتفاق على القيام  بالعملية الثانية وهى اختطاف طائرة بوينع 707 التابعة لشركة العال الإسرائيلية  ,ولأن صورها انتشرت بعد العملية الأولى لذلك قررت تغيير ملامح وجهها ,وأجرت عدة عمليات تجميلية غيرت فيها ملامحها تماما حتى لا يتعرف عليها الأمن بالمطار,وذكرت ليلى فى مذكراتها التى حملت عنوان” شعبى سيحيا”  أنها احتاجت عدة عمليات لكى تغير شكل أنفها ووجهها واستمرت سنوات تعانى صداعا مزمنا نتيجة لهذ العمليات التى غيرت شكلها للأسوأ .

وفي السادس من سبتمبر 1970 صعدت ليلى على متن الطائرة الإسرائيلية “العال” برفقة زميلها “باتريك أرغويو “والتي كانت متجهة إلى نيويورك،إلا أنهما لم يستطعا السيطرة على الطائرة وتم قتل زميلها، ونزلت الطائرة في مطار هيثرو ببريطانياواعتقالتها السلطات البريطانيا بعد تنازع الأمن البريطانى والأمن الاسرائيلى ونقلت بسيارة إسعاف للعلاج حيث كانت غارقة بدمائها من الضرب ,وبعد علاجها مكثت في الحجز نحو 28 يومًا، حتى خرجت فيما بعد في صفقة تبادل أسرى..

تزامن مع اختطاف طائرة العاج خطف 3 طائرات أخرى عن طريق فتيات نجحت اثنتان منهم بالفعل، ونزلوا بالطائرتين إلى مطار الثورة بالأردن ,وكان الهدف من عمليات خطف الطائرات وفقا لما ذكرته المناضلة الفلسطينية فى مذكراتها هو اطلاق سراح  الأسرى من سجون الاحتلال ,وفضح انتهاكات الاحتلال على أرض فلسطين

توقفت عمليات اختطاف الطائرات بعد أن أتت ثمارها ولكن لم يتوقف نضال الفدائية “ليلى خالد” فهى ظلت على يقين بأن الاحتلال الذى اغتصب طفولتها وأحلام الأجيال   لا يواجه إلا بالمقاومة المسلحة,واستعادة الحقوق لن يأتى إلا بحمل السلاح ,فعادت ليلى لتمارس عملها عضوا في وحدة العمليات الخارجية للجبهة الشعبية فى بيروت ،وقضت مدة هناك متنقلة من مكان إلى آخر بسبب تهديدات مسؤولين إسرائيليين باغتيالها حيث حكت ليلى خالد فى أحد اللقاءات الصحفية أن عيزرا وايزمان (وزير الدفاع الإسرائيلي)فى ذلك الوقت قال : أنهم لن يتركوا لها مكانا آمنا لتنام فيه,فكانت هناك محاولة فى لبنان عام 1971 ,ولكنها نجت منها

وفي 1972، اتخذت الجبهة الشعبية قرارا بانتقال ليلى خالد إلى المخيمات الفلسطينية لأنها أكثر أمنا، خصوصا بعد اغتيال  عدد من أعضاء جبهة التحرير أمثال غسان كنفاني، وكمال ناصر، وكمال عدوان، وأبويوسف النجار في بيروت خارج المخيمات. وعاشت خالد لفترة في مخيمي شاتيلا وبرج البراجنة

وفي عام 1973 انخرطت ليلى خالد في الحركة النسائية الفلسطينية، وبقيت في عملها بعد اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975، وكانت حينها إحدى ممثلات الجبهة في الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية , وكانت أيضاً تشارك في مساعدة المهجرين والجرحى إثر الهجمات الإسرائيلية على المخيمات الفلسطينية.

درست ليلى خالد، بين سنتي 1978 و1980 في مدينتَي موسكو ورستوف. ولكنها قطعت دراستها عندما دعت منظمة التحرير الفلسطينية الطلاب الجامعيين في الخارج للمساهمة في الدفاع عن الثورة الفلسطينية.

ليلى خالد لم تنصرف يوما عن قضيتها ولم تتوان عن حمل السلاح إلا عندما كانت حاملا فى طفلها الأول حيث منعتها قيادات الجبهة الشعبية من المشاركة فى القتال أثناء غزو لبنان عام 1982 وسُمح لها فقط بمساعدة المهجرين والعناية بالجرحى.

و بعد إنجاب ابنها الأول كانت مهمتها مع رفيقاتها إعادة بناء هيكل الجبهة في دمشق، وحينها بدأت الجبهة تنشئ حضانات للأمهات ترعى أبناءهن أثناء قيامهن بمهامهن النضالية.

وأصبح دور ليلى سياسيا في تلك الفترة حيث عملت أكثر من 20 عاما كعضوة بالأمانة العامة للمرأة الفلسطينية فى جبهة التحرير  ، ثم أصبحت عضوًا في المجلس الوطني الفلسطيني ممثلة عن اتحاد المرأة الفلسطينية، وفي عام 2005 أصبحت عضوًا في للمكتب السياسي للجبهة الشعبية

 وكما حرمت ليلى خالد من طفولتها ومن بيتها وحلمها فضلا عن حرمانها من أن تعود لأرضها فهى أيضا حرمت من أن تعيش حياتها الإنسانية كسيدة بسيطة من حقها أن تحيا حياة هادئة مع زوجها وأبنائها نظرا للظروف التى أحاطت بها طوال حياتها .. إلا إنها  ذكرت فى الفيلم الوئائقى الذى حمل اسمها وعرضه برنامج “مشاهد وآراء”الذى اذاعته قناة العربية

وتعيش حاليا مع زوجها الطبيب والكاتب في عمّان، إلى جانب إبنيهما,وأكدت أنها استمتعت كثيرا بأمومتها على الرغم من كل الصعوبات التي اعترضت حياتها, وتحملت مسؤولية طفليها في غياب زوجها الذي غاب لفترة في دراسات عليا بعيدا عن الأردن. وتصف حياتها الحالية بأنها هادئة، حيث تقوم – كأي ربة منزل – بأعمال الطبخ والنظافة والأعمال المنزلية الأخرى. وتتشارك ليلى مع زوجها القراءة، حيث يقرآن معا، ويتناقشان حول كثير من الكتب والمقالات.

وكذلك عاشت ليلى خالد -تلك الطفلة التى خرجت من منزلها ووطنها عقب نكبة 48- عاشت حياتها من أجل تحقيق هدف واحد فقط وهو الثأر من سارقى أرضها مؤمنة بأن من حق الشعوب أن تقاوم الاحتلال بشتى الوسائل

زر الذهاب إلى الأعلى