الصومال و”القاعدة” بعد رحيل القوات الدولية

تحليل : عبد حشيش
تواصل دولة الصومال الاتحادية حركاتها المكثفة سياسيا وعسكريا لمواجهة تحديات المرحلة المقبلة وخاصة بعد بدء مراحل انسحاب القوات الدولية من الأراضي الصومالية وانتهائها بنهاية ٢٠٢٤ الجاري، مما يتطلب جاهزية الجيش الصومالي لحمايه راضية سواء من تمدد الإرهاب او من اطماع دول الجوار ممثلة في إثيوبيا التي تصر على تنفيذ اتفاق اعلان المبادئ وحصولها على ميناء وقاعدة عسكرية على أرض الصومال.
فيما أعلنت قوة حفظ السلام، التابعة للاتحاد الإفريقي في الصومال استكمال المرحلة الثانية من انسحابها الذي يشمل 3000 جندي بعد تأخير دام 4 أشهر، بناء على طلب من حكومة الصومال، التي تواجه قواتها مؤخراً صعوبات في التصدي لعناصر تنظيم الشباب التابع لتنظيم القاعدة.
وسلّمت “أتميس” 7 قواعد عمليات أمامية لحكومة الصومال المدعومة دولياً، وأغلقت قاعدتين أخريين. وبموجب جدول زمني للأمم المتحدة، سوف تنسحب ” أتميس” بشكل كامل من الصومال بحلول نهاية العام الحالي، وسوف تتسلم المسؤولية قوات الأمن الصومالية فيمابلغ عدد الجنود الذين تم سحبهم في المرحلتين الأولى والثانية 5000 عنصر، فيما لا يزال 14600 عنصر من بوروندي وجيبوتي وإثيوبيا
ومن ناحيته قال قائد قوات بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال سنبدأ قريباً الاستعدادات للمرحلة التالية، وهي المرحلة الثالثة لخفض أعدادنا بمقدار 4000 جندي في يونيو المقبل .
أثارت عملية تنفيذ خطة انسحاب قوات حفظ السلام من الصومال محاوف دول الجوار للصومال والقوي الدولية وبنفس القدر، خشيةعودة نشاط شباب المجاهدين التابع لتنظيم القاعدة ضد الصومال وضد القواعد العسكرية للدول الكبري على سواحل البحر الأحمر وربما بعاود تنظيم القاعدة نشاطه في القرن الافريقي لإثبات وجوده في الساحة وقدرته على البقاء بعد انحسار وجود اتباع تنظيم القاعدة في بلاد الشام والقاعدة في المغرب العربي.
على صعيد متصل فإن انسحاب قوات حفظ السلام في الصومال يثير مخاوف دول الغرب وإسرائيل خشية حدوث تقارب وتنسيق بين شباب المجاهدين الصومالي والحوثيين في اليمن مما يؤثر سلبا على حركة الملاحة في البحر الاحمر وربما يصل إلى استهداف القواعد العسكرية في سواحل البحر الأحمر كما حدث عام ١٩٩٨.
تحسبا لكل هذه المخاوف انطلقت تحركات سياسيةو عسكرية من جانب الدولة الصومالية، كان أبرزها زيارة الرئيس الصومالي لمصر والمباحثات المكثفة التي جرت واعلان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي دعم مصر لدولة الصومال الشقيقة ووقوف مصر بكل قوتها مع الأشقاء في الصومال ضد ايه اعتداء على سيادة الصومال ووحدة راضية، وتزامن ذلك مع زيارة لوزير الدفاع الصومالي الي أوغندا لتوثيق التعاون العسكري بين البلدين وبحث كيفية استثمار قرار مجلس برفع الحظر عن توريد السلاح الي حكومة الصومال، كما شارك وزير الدفاع الصومالي في اجتماع التحالف العسكري الإسلامي لمحاربة الإرهاب والذي استضافته المملكة العربية وأعلن المشاركو ن دعمهم لجهود الصومالي في محاربة الإرهاب
عبدالله حشيش
