تايوان شوكة فى ظهر الصين وورقة يستخدمها الغرب للضغط عليها

تحليل ومتابعة : محمد عطا
لا تزال جزيرة تايوان بؤرة صراع محتدم بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، كلا منهما ينتظر سقطة للآخر للسيطرة على الفريسة ،ولكن الأمور معلقة والطرفين أشد حرصا على ألا يتطور الأمر إلى النزاع العسكرى بينهم حتى لا تتطور الأمور لحرب عالمية ثالثة .
وتخطو الصين خطوات مدروسة لإعادة تايوان للوطن الأم، أما الولايات المتحدة تريد أن تجعل تايوان شوكة في ظهر الصين من أجل خدمة مصالحها في قارة أسيا.
وتعد الجزيرة منتجا رئيسيا لأشباه الموصلات وأكبر منتج للرقائق الإلكترونية فى العالم ،كما يعتبر مضيق تايوان طريق بحريا مهما للتجارة العالمية ، لذا فبسبب ذلك شهد عام 2023 حدة الصراع بين بيكين موسكو مناورات عسكرية مكثفة من الصين يقابلها تهديدات أمريكية حاسمة بالتدخل فى حالة الاندفاع الصيني للسيطرة على الجزيرة.
وتتمتع تايوان بحكم ذاتي ديمقراطي، بينما تراها الصين مقاطعة انفصالية يجب أن تصبح جزءا من البلاد،ولوحت باحتمال استخدام القوة لتحقيق ذلك،وبناء على سياسة “الصين الواحدة”، لا تعترف واشنطن بتايوان دبلوماسياً، أي أنه لا توجد سفارة أميركية ولا بعثة دبلوماسية على أراضي تايوان، لكن ذلك لا يمنع الولايات المتحدة من بيع أسلحة فائقة التقنية للجزيرة حتى تتمكن من الدفاع عن نفسها
وتستعرض الصين دائما قدراتها العسكرية وحاولت فرض سيطرتها على الجزيرة سواء بإجراء مناورات عسكرية في مضيق تايوان أو بالقيام بطلعات جوية بمقاتلات حربية في أجوائها
وحسب مراقبون ومحللون للمشهد فإن العام الجاري سيكون أشد صراعا بين القوتين الكبيرتين ،خاصة بعد انتخاب ممثل الحزب الديمقراطي التقدمى المطالب بالاستقلال رئيسا للجزيرة ،فى موقف تؤيده الولايات المتحدة الأمريكية ،لجعل تايوان شوكة فى ظهر الصين تستخدمها للحفاظ على مصالحها القومية، فى مقابل الصين التى رفضت الانتخابات واعتبرتها تهديد لسيادة وأمن الصين الموحدة وكثفت من التدريبات العسكرية حول الجزيرة
ورغم موافقة أمريكا فى عام 1979 على الاعتراف بسياسة “الصين الواحدة”.هذا يعني أن واشنطن تعترف بموقف بكين ، وأن هناك حكومة صينية واحدة فقط.وبموجب هذه السياسة، تتمتع بعلاقات رسمية مع الصين، وليس تايوان، لكن الولايات المتحدة لا تزال تدعم الجزيرة وقد وعدت بمساعدتها في الدفاع عن نفسها، بما في ذلك إمدادها بالأسلحة.
وحسب مراقبون فإن فترة الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن زادت حدة الصراع بين واشنطن وبكين وزادت اشتعالا منذ زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان فى اغسطس 2022 يزيارة مثيرة للجدل، والتي تعد الزيارة الأبرز لمسؤول أميركي رفيع المستوى منذ 25 عاما.
وفقا لرؤية مراقبون للمشهد ،فإنه على الرغم التوتر الجيوسياسية بين واشنطن وبكين،لكن هناك رغبة مشتركة لدى بايدن وجينبينج على تجنب اندلاع أى صراع مفتوح بين الطرفين بسبب الجزيرة، وإن يبقى الكل مترقب يعد الخطوات نحو الآخر .
وهو ما برهنت عليه الانتخابات التايوانية ،حيث شددت الصين على أن إعادة التوحيد مع الجزيرة حتمية ،بعد انتخاب المرشح لاي تشينغ تي المنتمي لحزب مؤيد للاستقلال رئيسا للجزيرة فى منتصف يناير الماضي،
وأثارت هذه الخطوة غضب بكين، التي أصدرت بياناً بعد وقت قصير من ظهور النتائج، أصرت فيه على أن تايوان جزء من الصين، ورغم إشادة الولايات المتحدة بالانتخابات إلا أنها رفضت فى الوقت ذاته تشجيع تايوان على الاستقلال.
وتعتبر الصين تايوان جزءا من أراضيها، رغم أن تايبيه لديها حكومة منفصل منذ 1949، بينما ويروج الحزب التقدمي الديمقراطي التايواني لهوية منفصلة لتايوان دون إعلان الاستقلال رسميا، والحزب بمثابة شوكة في ظهر بكين التي تتهمه بالانفصالية
وظهرت بوادر التحسن في العلاقات بين الصين وتايوان خلال فترة الثمانينيات، وخلال تلك الفترة، أعلنت الحكومة الصينية طرح صيغة تحت عنوان “دولة واحدة ونظامان”.بموجب هذه الصيغة تقترح الصين منح تايوان استقلالية كبيرة إذا قبلت العودة والتوحد مع الصينن وهو نظام يشبه ما تم إقراره في هونج كونج.
ورفضت تايوان هذه الصيغة، وفي عام 1991، أعلنت انتهاء الحرب مع جمهورية الصين الشعبية، وانطلقت محادثات بين الجانبين، إلا أن إصرار بكين على أن تايوان منشقة عنها تسبب في مزيد من التعقيد .
