الاتحاد الأوراسي حفظ ماء وجه موسكو فى أسيا الوسطى

تحليل ومتابعة: محمد عطا
على الرغم من الضغط الشديد التى تواجهه روسيا من الغرب وأمريكا، بسبب الحرب على أوكرانيا فى فبراير 2022 ، إلا أنها تسعى جاهدة لإبراز أوراق القوة أمام الغرب، وخاصة في مجالها الحيوي بمنطقة أوراسيا التي تتمتع بأهمية استراتيجية وجيوسياسية، بحكم كونها امتدادا بين قارتي أوروبا وآسيا،من خلال الاتحاد الاوراسي فى آسيا الوسطى.
وتزخر هذه المنطقة بطاقات بشرية وطبيعية هائلة، الأمر الذي يجعلها ورقة قوة روسية تقليدية تلوح بها موسكو ، خاصة في المجال الاقتصادي، في رد على العقوبات المفروضة من الغرب بعد انطلاق العمليات العسكرية الروسية ضد أوكرانيا المجاورة .
ويعتبر هذا الاتحاد منظمة دولية للتكامل الاقتصادي، تضم كلا من روسيا وأرمينيا وبيلاروسيا وكازاخستان وقرغيزستان، فيما تحظى كل من مولدوفا وأوزبكستان وكوبا بوضع مراقب فيها.
ويضمن الاتحاد لجميع أعضائه حرية تنقل السلع والخدمات ورؤوس الأموال واليد العاملة بين دوله، وانتهاج سياسة مشتركة في مختلف قطاعات وميادين التجارة والطاقة والصناعة والزراعة والنقل والسياحة والاستثمار والجمارك والتنظيم التقني وتنظيم مكافحة الاحتكار، وتطمح الدول المشاركة في الاتحاد الأوراسي إلى توحيد العملة مستقبلا
ويراهن الروس وشركاؤهم على هذا المنتدى الاقتصادي لتوسيع مجالات التعاون الجماعي بين الدول الأعضاء، وتعزيز قدراتها الاقتصادية وتوظيف واستثمار طاقاتها ومواردها بشكل أكثر تنظيما ومردودية، وصولا إلى التوسع ومحاولة استقطاب دول أخرى في المحيطين الإقليمي والدولي مستقبلا.
وحسب محللون ومراقبون ، فإن هذا التكتل الاقتصادي يصعب عليه منافسة الاقتصادات الغربية كاقتصاد منطقة اليورو، ومجاراتها، وخاصة في المجالات الصناعية والتكنولوجية، وتوظف موسكو هذا الاتحاد الاقتصادي الأوراسي لأغراض سياسية ودعائية، بغض النظر عن الجدوى الاقتصادية، حتى يكون لها تواجد فى منطقة آسيا الوسطى التى تسيطر عليها الصين ،وهناك محاولات لدول أوروبية مثل فرنسا لتواجدي الفعال تعويضا لخروجها من غرب افريقيا .
وتأسس الاتحاد بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014، حيث تعرضت موسكو وقتها لعقوبات غربية كبيرة فقامت لمواجهة ذلك بتشكيل هذا الاتحاد الاقتصادي الضخم بين عدة دول مهمة، يبلغ عدد سكانها مجتمعة نحو 185 مليون نسمة، علاوة على أن الناتج المحلي لها يفوق 5 تريليونات دولار.
