إسرائيل في حالة هزيان ومراهقة سياسية منذ هجوم “طوفان الأقصى”

إيهاب حسن
حالة من الهزيان السياسي يشهدها الكيان الإسرائيلي بالأراضي الفلسطينية المحتلة بعد الضربة الموجعة والمذلة التي تلقاها الجيش الذي لا يقهر ـ بحسب الأساطيرـ وكشفت عن ترهل في أجهزته الأمنية والاستخباراتية فكانت خسائر الفضيحة بالنسبة لساسة الكيان الإسرائيلي أكبر من حجم الخسائر البشرية لديهم ، وبات أعضاء الحكومة المتطرف في حالة قلق على مستقبلهم السياسي الأمر الذي حول المعركة بين حماس وقادة الكيان إلى مسألة شخصية يدافع فيها متطرفي الكيان عن وجودهم السياسي قبل دفاعهم عن الوطن المزعوم والثمن مزيد من دماء أهل غزة .
فمن مرحلة التلاسن والشقاق بين قادة الحرب وبنيامين نتنياهو في بداية المعركة وتشكيل ما يعرف بحكومة الحرب ، إلى مرحلة التصريحات الصبيانية المنفلتة التي تنم عن مراهقة سياسية لمسئولين مبتدئين في العمل السياسي جمعهم الكيان من داخل شبه أحزاب سياسية تربت على التطرف والعنصرية بلا فهم لمقتديات السياسة الدولية والنظام العالمي .
كان أخرها تصريحات ( بتسلئيل سيموتريتش ) الذي يستولي على منصب وزير مالية داخل حكومة الكيان المغتصب للأراضي الفلسطينة والتي تفوه بها ضد مصر والحديث عن تسببها في هجوم حماس على جيشه النائم في 7 أكتوبر ومساعدة حماس عبر الانفاق في تهريب السلاح وبالتالي لابد من ترحيل أهل غزة إلى سيناء حيث قال سموتريش أيضًا في اجتماع الحزب: “بدلاً من إرسال رئيس الشاباك رونان بار إلى القاهرة لإجراء محادثات مع العدو النازي – يجب أن نستمر في إرساله إلى رفح مع رجاله وجنود جيش إسرائيل من أجل تدمير حماس و اخذ يصرخ “اقتلوا اسحقوا .. رؤوس القتلة وكل إرهابيي حماس النازيين بدلا من إرسال رئيس الموساد إلى قطر، يجب إرساله للقضاء على رؤوس حماس في جميع أنحاء العالم”
رد الدبلوماسية المصرية
كان رد الخارجية المصرية الملجم لأمثاله من السفاء معبراُ عن عراقة الدبلوماسية المصرية لدولة بحجم مصر وكيان لقيط يحكمة مجموعة من سفاكي الدماء .
وتحت عنوان تصريحات وزير المالية الإسرائيلي تحريضية وغير مقبولة وتكشف عن نهم للقتل والتدمير جاء رد الخارجية المصرية حيث صرح السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأنه من المؤسف والمشين أن يستمر وزير المالية الإسرائيلي “سموتريتش” في إطلاق تصريحات غير مسئولة وتحريضية، ولا تكشف إلا عن نهم للقتل والتدمير، وتخريب لأية محاولة لاحتواء الأزمة في قطاع غزة.
واعتبر المتحدث باسم الخارجية المصرية، أن مثل تلك التصريحات غير مقبولة جملة وتفصيلاً، حيث تسيطر مصر بشكل كامل على أراضيها، ولا تسمح لأي طرف بأن يقحم اسم مصر في أية محاولة فاشلة لتبرير قصور أدائه.
-
الصحف العبرية ومخاف تأثر معاهدة السلام
نشرت صحيفة ( جيروزاليم بوست الإسرائيلية) تقرير قالت فيه خلال عطلة نهاية الأسبوع، أن وكالة أسوشيتد برس نقلت عن مسؤولين مصريين ودبلوماسي غربي قولهم إن التدفق الجماعي للفلسطينيين إلى مصر قد يعرض المعاهدة للخطر. ويوم السبت، قال جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، إن الغزو الإسرائيلي لرفح “سيؤدي إلى كارثة إنسانية لا توصف وتوترات خطيرة مع مصر”
لكن يوم الاثنين، نفى وزير الخارجية المصري سامح شكري تقرير وكالة أسوشيتد برس، وقال إن مصر ستلتزم باتفاقها مع إسرائيل، الذي وقعته الدولتان في عام 1979.
وقال شكري في مؤتمر صحفي في سلوفينيا حيث يقوم بزيارة رسمية: “اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل موجود بالفعل، وهو ساري المفعول منذ أربعين عاما، وسنواصله”.
كانت الاتفاقات دائما مستقرة وآمنة
وأضافة الصحيفة منذ بدء الحرب – كما هو الحال في الصراعات السابقة بين إسرائيل وحماس – عملت مصر كوسيط بين الجانبين أثناء تفاوضهما حول وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن. ويتبادل الجيشان المصري والإسرائيلي أيضًا المعلومات لإحباط الهجمات الإرهابية التي تنطلق من سيناء.
قبل إبرام المعاهدة، المعروفة باسم اتفاقيات كامب ديفيد، كانت مصر ألد أعداء إسرائيل، حيث خاضت أربع حروب ضدها.
كانت هذه الاتفاقيات هي الأولى التي توقعها دولة عربية مع إسرائيل، وقد أثبتت استمراريتها، حتى بعد اغتيال الرئيس أنور السادات عام 1981، الذي وقع الاتفاق إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن.
