“اليورانيوم” استراتيجية إيران في القارة السمراء

تقرير :عبد الله حشيش
كشفت زيارة وزير خارجية إيران حسين عبد اللهيان الي موريتانيا أواخر يناير الماضي، عودة نشاط ايران المكثف الي القارة الأفريقية في محاولة إيجاد موضع قدم في الغرب الافريقي في ظل حالة انحسار الوجود الغربي بعد انسحاب فرنسا من دول غرب القارة بسبب انتفاضة الشباب الافريقي ضد هيمنة الغرب على القرار الافريقي والنهب المنظم لثروات أفريقيا،فيما يبقى الحصول على” اليورانيوم ” هدفا استراتجيا لإيران بعد التطور الكبير الذي حققته في برنامجها النووي وباتت على أعتاب الدخول إلى النادي النووي، وتحاول الاستفادة َمن حالة السيولة التي يعيشها العالم بسبب تزايد بؤر التوتر والحروب في المشهد العالمي.
وتواصل إيران نشاطها في أفريقيا منذ أربعة عقود حيث بدأت بنشاط مخفي عبر المراكز الثقافية في دول أفريقيا والنشاط المكثف ل”جامعة المصطفى” التي لها فروع في ١٧ دولة أفريقية يتبعها مستشفيات ودور للأيتام وأنشطة دينية متنوعة، تهدف الي استثمار الصوفية في أفريقيا واستغلال عناصر التوافق بين الصوفية والمذهب الشيعي ممثلا في محبة رسول الله وأهل بيته عليهم السلام ، وتلاها محاولة إيجاد موضع قدم لها في البحر الاحمر والمحيط الهندي، وتم ذلك من خلال تفعيل علاقاتها مع اليمن وجيبو تي والصومال، وعبر عدة عقود تواصل إيران نشاطها في أفريقيا وتحاول التجاوب مع المتغيرات الدولية والإقليمية مما اضفي على السياسة الإيرانية قدرا من حالات “المد” كمان حدث في الرئيس احمدي نجاد وحالات “الجزر” كما حدث في عهد الرئيس حسن روحاني.
” نجاد “و “رئيسي”
تواصلت زيارات الرؤساء الإيرانيين الي دول القارة الأفريقية، بدأت بخاتمي ونجاد وانتهت بزيارة ابراهيم رئيسي لثلاث دول أفريقية هي كينيا أوغندا وزيمبابوي.،وشهدت توقيع ٢١ مذكرة تفاهم وتعاون لزيادة التبادل التجاري حيث تطمع إيران في رواج الأسواق الأفريقية ومن خلالها يمكن كسر الحصار الغربي عليها، وتسعى إيران الي زيادة صادراتها في أفريقيا لتصل الي ٥ مليار دولار سنويا وتقدر حاليا بحوالي ٨٠٠ مليون دولار.
” الصوفيه اداة”
تعد الطرق الصوفية احد أدوات اختراق إيران لدول القارة الأفريقية، وتسعى إيران استثمار محبة الصوفية لأهل البيت النبوي للولوج الي البنية الاجتماعية لشعوب القارة مما يضمن لها الوجود حتى في حالات عدم استقرار النظم السياسية التي تشهدها القارة الأفريقية، وبرزت هذه السياسة في نشاط إيران بالسودان ونيجيريا وجزر القمر.
” أهداف عسكرية”
ظهرت الأبعاد العسكرية في التوجهات الإيرانية بعد الصدام مع الغرب وتشديد الحصار الغربي على طهران، وبات من الضروري لإيران التحرك في دوائرها الإقليمية تحسبا لأي صدام عسكري مع الغرب او مع احد القوى المجاورة، وانتقلت إيران من الخليج العربي ومضيق هرمز الي باب المندب والبحر الأحمر، خاصه بعد حرب إسرائيل وحزب الله عام ٢٠٠٦، وتلقاها خطوات تنفيذية بالقمة الإيرانية الجيبوتية بين احمدي نجاد واسماعيل جيله وتم خلالها منح قرض إيراني لدولة جيبوتي لتطوير المستشفيات، وتحظي إيران بوجود عسكري في سواحل إريتريا تحت شعار محاربة القراصنه في مياه البحر الأحمر، كما تملك٦ بوارج حربية في خليج عدن.
” اليورانيوم”
بعد تطورات برنامج إيران النووي، بات من الضروري البحث عن مصادر متنوعة للحصول على اليورانيوم لضمان تشغيل مفاعلاتها النووية واستكمال برنامجها النووي الذي حقق تقدما ملموسا وبات مقلقا للغرب وإسرائيل، وكانت أفريقيا هدفا استراتيجيا للحصول على اليورانيوم عبر تنشيط المبادلات التجارية مع دول اليورانيوم في أفريقيا مثل غينيا التي تم اكتشاف اليورانيوم بها عام ٢٠٠٧ومن قبلها زيمبابوى أوغندا وجنوب إفريقيا وتشاد والسودان ، واكدت زيارة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي لدول كينيا أوغندا وزيمبابوي، إن الحصول على اليورانيوم هدف إيران الاستراتيجي من نشاطها في القارة الافريقية، فيما سهل الاتفاق الموقع بين إيران والغرب عام ٢٠١٥ حول برنامجها الطريق لإيران في اختراق الساحة الأفريقية حيث رفع الحرج عن الدول الأفريقية في التعاون مع ايران.
عبد الله حشيش
