الشرق قادمعاجل

مساعى يابانية لعقد قمة مع زعيم كوريا الشمالية

 

متابعة وتحليل: محمد عطا 

يسعى فوميو كيشيدا رئيس وزراء اليابان جاهدا لعقد لقاء تاريخي مع كيم جومج أون زعيم كوريا الشمالية عدو حليفته كوريا الجنوبية ، لحلحلة الأمور فى قضية المختطفين اليابانيين ، سعيا لتحقيق إنجاز دبلوماسي فى محاولة لإنقاذ رئاسته المتعثرة للحكومة ،مسوالتى تلقى انتقادات بالغة فى طوكيو .

وفي حديثه أمام البرلمان الياباني الأسبوع الماضي ،حسب وسائل اعلام يابانية اطلع عليها ” الوسط العربي” قال كيشيدا للمشرعين: “من المهم للغاية بالنسبة لي أن أبادر لبناء علاقات رفيعة المستوى مع بيونج يانج، وإن اليابان لا ينبغي أن تهدر أي لحظة”.

وتعتبر قضية اختطاف مواطنين يابانيين من قبل كوريا الشمالية من القضايا الشائكة التي لم يتم إحراز أي تقدم لحلها منذ أكثر من 21 عامًا، على الرغم من اعتبارها من قبل الإدارات اليابانية المتعاقبة كواحدة من أهم القضايا الدبلوماسية. ويبلغ عدد الضحايا المعترف بهم رسميًا من قبل الحكومة اليابانية 17 شخصًا، ويتجاوز عدد المفقودين المحددين الذين لا يمكن استبعاد احتمال اختطافهم 800 شخص.

يذكر أن قضية اختطاف كوريا الشمالية لمواطنين يابانيين في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي أصبحت أكثر إلحالاً في ظل تقدم أعمار العديد من أعضاء عائلات المفقودين.

وأدى اجتماع القمة بين زعيمي اليابان وكوريا الشمالية في عام 2002 إلى استرجاع خمسة أشخاص منهم، ولكن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود منذ ذلك الحين. وفي ظل تقدم الضحايا وأسرهم في السن، فهناك آمانى يابانية كبيرة لاحراز تقدم قى هذا الملف المهم والحيوي .

لكن وحسب صحيفة فاينشينال تايمز الأمريكية ، فإن طوكيو لم تبلغ واشنطن بشأن القمة المحتملة، بسبب حساسية الوضع وفقاً لأشخاص المطلعين على الأمر، ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي لم تذكر اسمه، قوله إن واشنطن سترحب بعقد اجتماع رفيع المستوى بين طوكيو وبيونج يانج، بشرط أن تحل اليابان أي مشكلة قد تنشأ مع كوريا الجنوبية مسبقاً.

وحسب مراقبون ومحللون للمشهد فإن الولايات المتحدة تشعر بالقلق من توسيع كوريا الشمالية ترسانتها النووية، وإمداد بيونج يانج لروسيا بالذخائر في حربها على أوكرانيا. ولم تتعامل الولايات المتحدة مع كوريا الشمالية منذ تولي جو بايدن الرئاسة.

ويتخذ الرئيس الكوري الجنوبي المحافظ يون سوك-يول موقفاً متشدداً ضد كوريا الشمالية منذ انتخابه في عام 2022، وتخلت بيونج يانج عن التزامها المستمر منذ عقود بإعادة التوحيد مع كوريا الجنوبية، في واحدة من عدة مؤشرات تنذر بتصاعد التوترات في شبه الجزيرة الكورية.

وعقد آخر لقاء بين رئيس وزراء ياباني وزعيم كوري شمالي في عام 2004، عندما التقى رئيس الوزراء الياباني جونيتشيرو كويزومي مع الزعيم الراحل كيم جونج إيل، والد الزعيم الحالي لكوريا الشمالية، في بيونج يانج.

وتأتي جهود كيشيدا الدبلوماسية المكثفة مع بيونج يانج، بعدما أرسل له كيم رسالة تعزية نادرة عقب الزلزال القوي الذي ضرب اليابان الشهور الماضي، ما اعتبره مسؤولون يابانيون مؤشراً إيجابياً، ومع ذلك، يشعر مسؤولون في طوكيو بالقلق من أن يكون الهدف من التقرب هو عرقلة التعاون العسكري الوثيق بين اليابان وكوريا الجنوبيةوالولايات المتحدة.

زر الذهاب إلى الأعلى