الحوثيون .. علاقات ودوافع سياسية في شمال اليمن

تقرير : احمد حسان
حركة أنصار الله هي حركة سياسية إسلامية شيعية زيدية جارودية مسلحة فقد ظهرت في صعدة محافظة شمال اليمن في التسعينيات و كانت تسمى بحركة الشباب المؤمن عرفت إعلامياً وسياسياً باسم الحوثيين نسبة إلى مؤسسها بدر الدين الحوثي الزعيم الديني للحركة.
و السبب في إطلاق الحوثيون على انفسهم تسمية أنصار الله نسبةً للآية القرآنية”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ “وتعتبر جماعة الحوثي أكبر مليشيا مسلحة في اليمن والجزيرة العربية كلها ويقدر عدد أفراد مليشيا جماعة الحوثي بـ300 ألف فرد ومعقلهم الرئيسي في صعدة
وقد تأسست الحركة عام1992 نتيجة شعور أتباعها بأن الحكومة اليمنية تقوم بالتمييز ضد الهاشميين حيث ينتمي قادة الحركة وأعضائها إلى المذهب الزيدي حيث يعتقدون أن الحاكم يجب أن يكون هاشميا من نسل أهل البيت وتقاد الحركة من قبل شخصيات هاشمية زيدية ويقود الحركة حالياً عبدالملك الحوثي ابن مؤسس الحركة بدر الدين الحوثي
و تعد علاقة الحوثيين معقدة مع المسلمين السنة في اليمن علاقة معقدة حيث قامت الحركة في البداية بالتمييز ضد السنة لكنها بعد ذلك جندتهم وتحالفت معهم وإن كانت الجماعة ظهرت كمعارضة للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح و الذي اتهموه بالفساد المالي الهائل وانتقدوا دعمه من قبل السعودية و أمريكا على حساب الشعب اليمني وسيادة اليمن قُتل حسين بدرالدين الحوثي في صعدة 2004 أثناء مقاومته حكما أصدره علي عبدالله صالح مع عدد من حراسه مما أشعل فتيل تمرد الحوثيين في اليمن منذ ذلك الحين باستثناء فترة قصيرة، قاد الحركة أخوه عبدالملك الحوثي واشتد القتال في اغسطس عندما شن الجيش عملية الارض المحروقة. ودخلت السعودية الصراع في نوفمبر 2008م عندما سيطر المتمردون الحوثيون على بعض الاراضي على حدودها.
شارك الحوثيون في ثورة اليمن 2011 من خلال المشاركة في احتجاجات الشوارع والتنسيق مع جماعات المعارضة الأخرى،
لا ينكر الحوثيين هدفهم الرئيسي باعادة احياء الخلافة في اليمن ويرون جواز ان يكون رئيس/حاكم الدولة ليس هاشمي لكن الإمام/الخليفة يجب ان يكون هاشمي حسب معتقدهم. فجميع اعمالهم مستمدة من تاريخ الأئمة الهاشميين الذين حكموا اليمن الف سنة.
يتخوف قادة الحوثيين من تقلص نفوذ الهاشميين والمذهب الزيدي وانتشارالمذهب الحنبلي”الوهابية” بين الزيود في اليمن ويرون انه فكر ضال تكفيري يتعارض مع اساس فكرة مذهبهم القائمة على فكرة الخروج على الحاكم الظالم ويبيح قتل النفس عبر العمليات الانتحارية, علما ان فتاوى العمليات الانتحارية وفتوى عدم الخروج على الحاكم الظالم هي فتاوى معاصرة لمشايخ مصريين وسعوديين وليست لها علاقة بالمذهب الحنبلي.
