العرب وافريقياعاجل

بعد زيارة اردوغان: مصر و تركيا… عبور القطيعة الي آفاق المستقبل

تقرير : عبد الله حشيش 

اسست زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للقاهرة ومباحثاته مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لمرحلة جديدة في علاقات البلدين وتاتي تحت عنوان “عبور القطيعة السياسية الي آفاق المستقبل المشترك”، فيما كان قطار التطبيع بين البلدين انطلق منذ عام ٢٠٢١ بعد تصريحات تركية إيجابية ساهمت في ترطيب الأجواء الساخنة بين البلدين منذ عام ٢٠١٣ بسبب الموقف التركي الداعم لحكم جماعة الإخوان في مصر واستضافته لرموز قيادات الاخوان وفيح نوافذ اعلامية لهم للهجوم على مصر ونظامها السياسي الجديد الذي جاء بارادة شعبية حرة، فيما اعتبرته مصر تدخلا سافرا في شؤونها الداخلية وتهميشا لإدارة شعب مصر الذي خرج على حكم جامعة الاخوان.
ويرافق الزيارة تفاؤل كبير في القاهرة وأنقرة حول الانعكاسات الايجابية المتوقعة من الزيارة سواء على مستوي العلاقات الثنائية او على القضايا الاقليمية التي تتماس فيها مصالح البلدين،.
نتائج متوقعة للزيارة.
تعد زيارة أردوغان للقاهرة بمثابة تدشين لمرحلة جديدة في منطقة شرق المتوسط البحرية، ومرحج دخول البلدين في استثمارات مشتركة في مجال غاز المتوسط بعد الترحيب التركي بترسيم الحدود البحرية مع مصر دون أي خلاف بين البلدين، ومرجح أيضا ان تقود الزيارة لمزيد من التفاهات في الازمة الليبية، وكانت آثار التقارب بين القاهرة أنقرة بعد سلسلة المباحثات السابقة ، ظهرت ملامحها في سياسة البلدين تجاه الازمة الليبية حيث حدث انفتاح تركي تجاه حكومة الشرق الليبي وقابله انفتاح مصري على الغرب الليبي، وهذه المنطلقات في سياسة البلدين يمكن البناء عليها في المرحلة القادمة.، مما يقود الي إيجاد مخارج للازمة الليبية واحداث اختراق يقود في النهاية الي إجراء الانتخابات المتعثرة في ليبيا.
على صعيد متصل يمكن أيضا ان تقوم مصر بوساطه في ملف خلافات تركيا مع كل من اليونان وقبرص وهما حلفاء مصر في ملف غاز المتوسط، وفي المقابل يمكن أن تقوم تركيا بدور الوساطة للتقريب بين مصر وإثيوبيا في ملف أزمة سد النهضة الإثيوبي حيث تعد تركيا الشريك الشريك الاقتصادي المهم لاثيوبيا، وتاتي بعد الصين من حيث حجم الاستثمارات في إثيوبيا، مما يكسب زيارة أردوغان للقاهرة قيمة مضافة سياسيا اقتصاديا.
نزوح الاخوان من تركيا
ترجح المعطيات السابقة واللاحقة لزيارة أردوغان للقاهرة ان تضع نهاية لوجود بقايا الاخوان في تركيا ، وانه من المرجح ان يحدث تطورات في السياسة التركية تجاه جماعات الإسلام السياسي في الدول العربية لسد الباب أمام انتقادات المعارضة التركية للرئيس أردوغان وان استضافة تلك الجماعات بضر مصالح تركيا مع مصر ، وان تركيا. تملك علاقات اقتصادية ضخمة مع مصر تقدر بأكثر من ١٠ مليار دولار رغم القطيعة السياسية بين البلدين.
وقف الحرب واعمار غزة.
احتلت احداث غزة جانب كبير من مباحثات السيسي /أردوغان ، حيث كشف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في المؤتمر الصحفي عن توافقه مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان على ضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة بشكل فوري وتهدئة التوتر بالضفة الغربية وصولا لتحقيق السلام، في حين أكد أردوغان أن بلاده ستظل على تعاون مع مصر لإعادة إعمار غزة، كما أشار السيسي الي ان زيارة الرئيس التركي إلى القاهرة تمثل صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين، مشيرا إلى تطلعه لتلبية دعوة أردوغان لزيارة تركيا خلال أبريل المقبل، وان مصر سترفع مستوى التعاون الاقتصادي المشترك مع تركيا إلى 15 مليار دولار خلال السنوات القادمة .
تعاون عسكري.
كان ملف العلاقات العسكرية حاضرا على طاولة المباحثات، وتم التوافق على تنمية التعاون بين البلدين، وعودة التدريبات المشتركة بين البلدين وتفعيل مذكرة التفاهم التي وقعها المشير عبد الفتاح السيسي عام ٢٠١٢ وقت كان وزيرا للدفاع في مصرمع نظيره التركي وتجمدت بسبب القطيعة السياسية بين البلدين، فيما يبقى حصول مصر على المزيد من المسيرات التركية يتصدر قائمة التعاون العسكري المتوقعة.

عبد الله حشيش

زر الذهاب إلى الأعلى