عاجلملفاتنحن والغرب

ملف .. غزو العراق.. مزاعم وأكاذيب أمريكية وسياسية الرقص على جثث الأسود

 

تقرير : ألفت مدكور

بحلول  شهر مارس/آذارالقادم ، يكون قد مضى عشرون عاما على غزو الولايات المتحدة وقوات التحالف للعراق والإطاحة  بالرئيس الأسبق صدام حسين، تحت زعم امتلاك العراق لأسلحة نووية ، تهدد الأمن والسلم العالمى حسب المزاعم الأمريكية، ما نفته وثائق سرية تثبت علم الرئيس الأمريكى الأسبق جوج دبليو بوش بعدم وجود أسلحة دمار شامل بالعراق قبل الغزو بعامين.

بعد الانتهاء من غزو أفغانستان، عزمتا الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا على غزو العراق ، واستدعت واشنطن حلفاءها من قادة الكرد العراقيين لإبلاغهم قبل سنة من بدء الحرب، ودعت الولايات المتحدة قادة المعارضة العراقية سرًا لإبلاغهم بذلك القرار والتنسيق معهم  وعلى رأسهم مسعود بارزاني الرئيس السابق لإقليم كردستان العراق بعد ذلك ، ورئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني الراحل جلال طالباني .

وبدأ الترتيب لملء الفراغ بعد سقوط النظام العراقي، بعقد مؤتمر للمعارضة العراقية، في لندن في ديسمبر/ كانون أول عام 2002، وتم خلاله التوافق على رؤية مشتركة لعراق ديمقراطي فيدرالي، لكن سياسة بول بريمر، رئيس الإدارة المدنية الأمريكي  أدت لانهيار مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية والمدنية.

 وعقب تشكيل الأحزاب الشيعية المدعومة من إيران، صدر قانون تفكيك حزب البعث، وبدأت الإجراءات الإنتقامية ضد الفصائل السياسية وبعضها ، وكان الفصيل السني الخاسر الأكبر في هذه التقسيمات، إذ تم تهميشه وإقصاؤه وتحجيم دوره، وأُعتبر داعماً للنظام السابق.

ودفعت ردة الفعل الانتقامية الكثير من منتسبي المؤسسة العسكرية والأمنية المنهارة للالتحاق بتنظيمات متشددة، ووجد تنظيم القاعدة بقيادة أبو مصعب الزرقاوي الفرصة سانحة للعودة مجدداً، ليبدأ حمامُ دم استمر لأعوام وخلف آلاف القتلى ، وانضم إليهم العديد من المقاتلين المسلمين الذين ذهبوا للعراق قبل سقوط النظام للتصدي للغزو، شكلوا جيش كبير من المقاتلين، وانضموا لاحقاً إلى “جيش محمد” و”كتائب ثورة العشرين” و”القاعدة”.

مزاعم وأكاذيب أمريكية

في بداية شهر أكتوبر/ تشرين أول 2003، أكد تقرير المفتشين الدوليين عدم العثور على أسلحة دمار شامل بالعراق ، وبدأت الاتهامات إلى توجه إلى المملكة المتحدة وأمريكا بالتلاعب بالمعلومات الاستخباراتية مستهدفة جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير.

كان التحالف الغربى المؤيد للزعم الأمريكى يتألف من 30 دولة شاركت بريطانيا  بــ45 ألف جندى وأستراليا بــ 2000 وبولندا بــ194 ، فى حين رفضت فرنسا وكندا وألمانيا والمكسيك قرار الغزو.

أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة القرار رقم 687  يأمر بتدمير جميع أسلحة الدمار الشامل بالعراق ، وفي أكتوبر/تشرين الأول عام 2002، أجاز الكونغرس الأمريكي استخدام القوة العسكرية ضد العراق.

بُنى قرار الغزو على مزاعم اثنين من المنشقين العراقيين وهما مهندس كيميائي يدعى رافد أحمد علوان الجنابي وضابط استخبارات يدعى الرائد محمد حارث قالا إنهما كانا على علم مباشر ببرنامج أسلحة الدمار الشامل العراقي واعترفا بعد ذلك إنهما اختلقا تلك الأكاذيب للإطاحة بنظام صدام حسين.

أسباب الغزو

يبين المؤرخ التركى  محمد بيرينجيك أن الهدف من الغزو الأمريكى للعراق ليس فقط سقوط حكومة صدام حسين ، بل كانت محاولة لتغيير حدود 24 دولة  تحت مسمى مشروع “كردستان الكبرى”، وهذا المشروع يستهدف تركيا وروسيا والصين قائلا” لغزو الأمريكي للعراق هو محاولة لتنفيذ مشروع لعالم أحادي القطب” ويجزم أن المشروع الأمريكي لا يعني فقط تقطيع أوصال العراق وتركيا وسوريا وإيران، بل يعني أيضا تقسيم أوراسيا بأكملها، التي تقودها روسيا.

يقول الباحث الأمني العراقي، عامر عواد الدليمي: “لا يخفى على العالم أجمع لماذا جاءت أمريكا لاحتلال بلد مستقر وحر وما هي الأهداف والمبررات، إن أمريكا ومن تحالف معها قد وضعوا خطة احتلال العراق منذ السبعينات أي بعد تأميم النفط، وعندما لاحظت التطور العلمي والثقافي والاجتماعي في العراق كان لا بد لها أن تجد الذرائع والحجج لكي تدخل المنطقة لاحتلال أهم بقعة جغرافية في العالم، حيث الثروات والمعادن والمياه”.

ويشير الدكتور شاكر كتاب الأكاديمي العراقى فى حديث له لوكالة” سبوتنيك”: إلى أن دخول الأمريكيين إلى العراق مخطط صهيوني- أمريكي استهدف تحطيم قدرات العراق العسكرية والاقتصادية، لضمان أمن إسرائيل وتفوقها الاستراتيجي على كافة دول المنطقة وفرض التطبيع معها، والغرض الثاني وضع اليد على منابع الطاقة وتحديدا النفط والغاز.

أثار الغزو

    اجتاحت  قوات التحالف العراق فى ثلاثة أسابيع  فقط وسيطرت على بغداد في التاسع من نيسان/أبريل 2023 ، وتمّ تبرير الحرب الوقائية بوجود أسلحة دمار شامل نووية وكيميائية على الأراضي العراقية التى لم يتم العثور عليها.

عندما انسحبت أمريكا من العراق فى ديسمبر/كانون أول 2011، كانت حصيلة النزاع هائلة وقطعت الطائفية أوصاله، وقتل 100 ألف مدني، بحسب منظمة “ضحايا حرب العراق”، بينما أعلنت الولايات المتحدة عن 4500 قتيل في صفوف قواتها.

يقول جوزيف ويلسون، السفير الأمريكي السابق في العراق الذي أوفدته المخابرات الأمريكية للتأكد من مدى صحة ما قيل عن حصول صدام حسين على مواد نووية من النيجر، وشهد أمام الكونغرس بزيف تلك المعلومات:” فإن الوجود العسكري الأمريكي في العراق ترك آثارا سلبية لدى الرأي العام العربي عن الولايات المتحدة، كما لم تتحقق الوعود الأمريكية بتحويل العراق إلى نظام ديمقراطي يكون نموذجا تحتذي به دول المنطقة الأخرى. وبدلا من ذلك، دخلت منطقة الشرق الأوسط، وعلى رأسها العراق، مرحلة من عدم الاستقرار المروع. وأعرب عن مخاوفه من إمكانية نشوب حرب أهلية في العراق.

وأظهرت نتائج تقرير لجنة كلّـفها الرئيس بوش بالتحقيق في أداء أجهزة الاستخبارات الأمريكية في مرحلة ما قبل غزو العراق فى وقت سابق ،أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية قد أخفقت في جمع وتحليل المعلومات الخاصة ببرامج أسلحة الدمار الشامل العراقية، ووقعت في أخطاء ذريعة في معظم التقارير التي قدّمتها تلك الأجهزة إلى الرئيس بوش قبل شن الحرب.

زر الذهاب إلى الأعلى