العرب وافريقياعاجل

اتحاد المغرب العربي.. “حلم ضائع” للوحدة.

تقرير : عبد الله حشيش

يواجه الوطن العربي تحديثات كثيرة وعلى كافة المستويات والقطاعات، فيما تفرض الظروف الدولية وما صاحبها من نداعيات ضرورة عن ضرورة الدخول في تكتلات نوعية او اقليمية لتقليل حجم المخاطر الناشئة، وقامت الدول لمواجهة هذه المعطيات والتحديات الجديدة تكوين اتحادات جغرافية او اقليمية بعد نجاح الاتحاد الأوربي، وقامت عدة كيان في المنطقة العربية مثل مجلس التعاون الخليجي و الاتحاد العربي ١٩٨٨ وضم كل من مصر والعراق واليمن والاردن ورعان ما انهار بعد حرب الخليج الأولى. ثم جاء التوقيع على معاهدة انشاء اتحاد المغرب العربي عام ١٩٨٩، ويضم خمس دول هي لبييا وتونس والجزائر والمغرب موريتانيا، وتم تشكيل هياكله ولكن دخل مرحلة المواطن السريري بعد ما أصابه الشلل الرباعي وفشل انعقاد على المستوى الرئاسي منذ ١٩٩٦.

تجميد اتحاد المغربي
تجميد اتحاد المغربي دون اعلان إلغائه، يعطي الأمل في افاقته وخروجه من حالة الموت السريري، فيما تبقى استمرار حالة الشلل نظرا لاستمرار الخلافات بين قطبي الاتحاد وهما المغرب والجزائر بسبب أزمة الصحراء المستمرة دون حل دوليا او إقليمي.

وفي محاولة لإدخال اتحاد المغرب العربي الى غرف الأفارقة، فقد تصاعدت في الفترة الأخيرة دعوات نخبوية من أكاديميين ومثقفين في منطقة المغرب العربي إلى إعادة تفعيل “تكتل الاتحاد المغاربي” الذي جمد منذ أعوام بسبب الخلافات السياسية بين دوله الأعضاء، خصوصاً بين المغرب والجزائر، ولكن من خلال تفاهمات جديدة، وتغيير تسميته حتى يكون أكثر انسجاما مع التنوع الثقافي والاجتماعي في المنطقة.

وجاءت هذه الدعوات في أعقاب إعلان لافت من وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف الذي قال إن “حلم اتحاد المغرب العربي لا يمكن أن يُقضى عليه”، فسارع الأمين العام للتكتل الطيب البكوش إلى الترحيب بالموقف الجزائري في بيان رسمي.
والنقاشات الصاخبة حول تسمية الاتحاد ليست وليدة اللحظة، خصوصاً في ظل التنوع الذي تعرفه المنطقة من انتشار للأمازيغ وغيرهم من الأقليات الثقافية التي تسعى إلى تحصين وجودها على رغم التهميش الذي تعانيه في الوقت الراهن، وطرحت تسميات عدة على غرار “اتحاد المغرب الكبير”، لكن لم يتم الاستقرار على تسمية بعد.

حلم ضائع
تأسس اتحاد المغرب العربي كتكتل سياسي واقتصادي قوي في مواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة، لكن بعد عقود ظل هذا الجسم مشلولا بصورة بسبب الأزمات السياسية والدبلوماسية بين الجارين الجزائر والمغرب، بسبب المعارك المستمرة بين المغرب والبوليساريو، و رغم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار برعاية أمنية الا ان الازمة عادت مجددا بعد هجوم وقع بأحد فنادق مدينة مراكش اتّهمت عناصر من أصل جزائري بالتورط فيه، ما دفع المغرب إلى فرض التأشيرة على الجزائريين، فردت الجزائر بالمثل، وأغلقت الحدود بين البلدين، وهناك مشاكل لعرقلة المغرب العربي منها أزمة لوكيربي ساهم في تأزيم عمل الاتحاد، فليبيا في أيام معمر القذافي استاءت كثيرا من عدم دعم الاتحاد المغاربي لها إبان أزمة لوكربي والتداعيات التي خلفتها طيلة سنوات، ما دفع بطرابلس إلى التوجه نحو القارة الأفريقية، وانخرطت في مسلسل طويل لإيجاد أرضية سياسية توافقية مع رؤساء عدد من الدول الأفريقية، بديلا عن اتحاد المغرب العربي وحتى الجامعة العربية علاوة على تأزم العلاقات بين تونس وليبيا لم تكن على ما يرام منذ توقيع اتفاق وحدة اندماجية بين الطرفين، سرعان ما تنصلت منها تونس لبروز خلافات واسعة مع العقيد الليبي الراحل القذافي، ما تسبب في توتر علاقات البلدين.

زر الذهاب إلى الأعلى