حول الخليجعاجل

الموصل مطمع لتركيا.. “قراءة في دفاتر هيكل”

تقرير : إيهاب احمد 

معاهدة “ مونترو” 923 ، التي فصلت الموصل عن حلب و التهديدات التركية بإعادة النظر فيها ما بكشف عن الأطماع التركية في شمال العراق إلى جانب دورها في الازمة السورية ودعم داعش ومن على نهجها والمطالبة اخيرا بمنطقة امنة في شمال سوريا.

ذلك ما يؤكد ان اردوغان يعمل على اعادة العثمانية الجديدة، مستغلا الاوضاع العربية البائسة، والخلافات الخطيرة التيتعصف بالامة

هذا الطرح الاردوغاني  ليس بجديد فهو يسكن عقول وقلوب العديد من سياسي وجنرالات تركيا، وهو ما كشف عنه محمد حسنين هيكل، في كتابه، الامبراطورية الاميركية، الاغارة على العراق.

الخطة العسكرية
فيقول هيكل في كتابه ان اسباب تعديل الخطة العسكرية الاميركية لاحتلال العراق الصخرة والثعبان يعود الى الخلاف بين القيادتين، ورفض اميركا في حينها النوايا او بالاحرى الطروحات التركية، وامكانية البقاء في شمال العراق و قد كانت الخطة المتفق عليها، تنص على دخول الفرقة الرابعة الميكانيكية الاميركية من تركيا، الى شمال العراق، تساعدها فرقتان تركيتان، وما بين10 الى 15 الف جندي من البشمركة الكردية.

حيث قال هيكل “ كان المقدر وفق الخطة، أن الفرقة الرابعة الميكانيكية سوف تدخل الى شمال العراق من تركيا، وكان باديا أن تركيا لا تمانع، بل على العكس تحبذ، اذا كان هناك مقابل، وكان التصور، أن المقابل مساعدات مادية مالية، وعسكرية، يسهل الاتفاق عليها، مهما اشتدت المساومات، لكنه مع تقدم المفاوضات بدأت الريب تداخل بعض الاطراف في أن المقابل المادي الذي يطلبه الاتراك ليس مالا، وليس سلاحا، وانما شيئا أخر مضمرا في النوايا، أكثر مما هو معلن على الموائد، وكانت جماعات الاكراد العراقيين، هي التي بادرت، وألحت، ورأيها أن الأتراك يسعون الى أهداف اقليمية واستراتجية، ويرون الفرصة سانحة لتحقيقها”

” وفي النهاية، فان الاتراك يحلمون بمنطقة الموصل، وفي خيالهم، انها جزء من تركيا فصل عنها في معاهدة “مونترو” 1923، وكان الفصل تعسفيا، فرضه الانجليز بعد ما استقروا في العراق، وأنشأوا فيها مملكة موالية لهم، ومعنى ذلك اذا دخل الجيش التركي الى شمال العراق، فانه لن يخرج، سواء بالدعاوي التاريخية القديمة، الباقية من ارث الخلافة العثمانية، أو بعلة حماية الاقليات التركمانية هناك، وهي مرتبطة بالدم مع الوطن التركي”

كولن باول

 وأشار هيكل الى أن كولن باول اكتشف ان سبب الخلاف مع تركيا، ليس حكومة اردوغان ذات التوجه الاسلامي فحسب، بل موقف جنرالات انقرة “ مجلس الامن الوطني”، وكان اعتماد واشنطن دائما عليه.

لكل هذه الاسباب، اضافة الى تخوف الاكراد من الوجود التركي في شمال العراق، والذي يهدد حلمهم باقامة دولة مستقلة ..أدى الى الغاء القسم الاول من خطة الغزو الاميركي للعراق، والاكتفاء بالقسم الثاني الذي ركز على دخول القوات الاميركية من الكويت وعبر الصحراء الى بغداد مباشرة خطة الثعبان.

مجمل الحقائق والوقائع التي كشفها محمد حسنين هيكل قبل اكثر من عقدين من الزمان تؤكد ان الدول الاقليمية الكبرى المحيطة بالعالم العربي استغلت الاوضاع العربية المزرية، لتحقيق طموحاتها، واحلامها وفرض مشاريعها التوسعية، في ظل فراغ عربي يغري الاخرين بالتوسع والهيمنة

المطالبة بالموصل، ليست زلة لسان..كما يردد المدافعون عن اردوغان.
انما هي حلم تركي يراود الساسة والجنرالات، ويظهر على السطح كلما ظهرت علامات الضعف على الامة.

زر الذهاب إلى الأعلى