مخاوف إسرائيلية من انتفاضة شعبية في البرتغال ضد الإبادة الجماعية لأهل غزة

رؤية وتحليل : إيهاب حسن
تزداد مخاوف سياسيين ومحللين إسرائيليين يوما بعد يوم إثر الاخفاق السياسي الدولي الذي ضرب إسرائيل في أعقاب حرب الإبادة الجماعية التي شنتها على المدنيين في غزة صبيحة عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023 . والتي كشفت سوأة أجهزة المخابرات الإسرائيلية والجيش المتغطرس أما العالم.
جاءت هذه المخاوف كإنعكاس لتفشي الهجوم على إسرائيل من دول عدة دول غيرعربية مثل جنوب أفريقا والبرازيل وإصرارهم على اتهام إسرائيل بارتكاب مجازر إبادة جماعية ضد أهل غزة وقتل المدنيين من الأطفال و النساء وأن الحرب على غير ما تروج له الآلة الإعلامية الأمريكية والإسرائيلية اللتان خدعتا العالم الغربي منذ اللحظات الأولى لطوفان الأقصى ، وروجت لأكاذيب قتل حماس للأطفال في إسرئايل وحرق مجموعة من الشباب أثناء حفلة جماعية ، إلا أن هذه الأكاذيب باتت اليوم عارية أمام الرأي العام العالمي .
دعم ذلك جهود دولة جنوب أفريقيا في محاكمة إسرائيل أمام محكمة الجنايات الدولية واتهامها بتنفيذ الإبادة الجماعية للفلسطينيين المدنيين تحت زعم القتال الدائر مع حركة المقاومة الفلسطينية ” حماس ” .
ثم العاصفة السياسية الدولية التي صحبت كلمة الرئيس البرازيلي ( دا سيلفا) والتي اتهم فيها إسرئايل بارتكاب إبادة جماعية للفلسطينيين لا تختلف عن الهولوكوست المزعوم لليهوزد على يد النازيين ، الأمر الذي ترتب عليه هجو شديد ضده في إسرائيل ثم استدعاء البرازيل لسفيرها واستدعاء الاحتلال الإسرائيلي لسفيره من البرازيل .
اليوم منطقة جديدة تلتهب ضد إسرائيل ليست في أفريقيا وإنما في أقصى جنوب أوربا وهي البرتغال تحديداً

حيث قام مجموعة من النشطاء السياسيين تؤكد دعمهم للقضية الفلسطينية وشعور الشعوب بمايعاني منه أهل غزة من قتل وذبح وتشريد على يد المحتل الإسرائيلي من خلال الطلاء مبانى حكومية بعبارات “أوقفوا الإبادة الجماعية في فلسطين”. فعلى مبنى زارة الخارجية في لشبونة كتبوا: “إسرائيل تقتل، والبرتغال تساعد” .
وهو مايعين أن صوت المظلومين وجدى صدى لدى شعوب في أقصى غرب أوربا لم تقتنع بالأكاذيب والادعاءات الصهيونية بل طالبوا حكوماتهم بالكف عن مساندة هذا الكيان البغيض .
السفير الاحتلال الإسرائيلي في برشلونه دور شابيرا حول تهدئة حكومة تل أبيب برسائل طمئنة قائلاً : “البلديات هنا معنا ” وأي كتابات معادية للسامية يتم التعامل معها على الفور من قبل الحكومة ” ونسى أن غضبة الشعوب إذا قامت لا يمكن السيطرة عليها وأن ما تقوم به وسائل الإعلام العسكرية والمدنية في إسرئايل فشلت في التعتيم الكامل على جرائمها في غزة
حادثتان مناهضتان لإسرائيل خلال يوم واحد في البرتغال: قام مجهولون بكتابة كتابات على أحد المباني في بورتو ضد سفير إسرائيل لدى البلاد، دور شابيرا، وكتبوا “أوقفوا الإبادة الجماعية في فلسطين، عارضوا الفصل العنصري الصهيوني”.
وقال شابيرا: “في البرتغال هناك دعم لإسرائيل، وهو ما يظهر أيضا في استطلاعات الرأي”. “ومع ذلك، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، شهدنا زيادة في حالات معاداة السامية في العالم – والبرتغال جزء من هذا الاتجاه العالمي . هناك حالات محددة نشأت من مظاهرات قام بها اليسار في البرتغال وبعض التيارات السياسية لكن لاحكومة تسيطر عليها بسرعة وأي كتابات معادية لإسرائيل يتم الإبلاغ عنها و يتم التعامل معها على الفور “.
و تشير استطلاعات الرأي التي أجريت خلال الأسبوعين الماضيين إلى أن حوالي 42% من المواطنين البرتغاليين يؤيدون إسرائيل، منهم 15% يؤيدون بشكل كامل والبقية جزئيًاو 18% من المستطلعين يؤيدون الفلسطينيين بشكل كامل و15% يؤيدونهم بشكل جزئي (33% في المجموع).
ومن المعروف أن البرتغال، ستجرى انتخاباتها البرلمانية في غضون ثلاثة أسابيع، ويبدو أن اليمين في البلاد سيزداد قوة. فقد تم حل الحكومة الأخيرة، التي كانت تتألف من الحزب الاشتراكي، وتمت الدعوة لإجراء انتخابات مبكرة. وهذه هي المرة الأولى التي لا يتمكن فيها حزب يتمتع بالأغلبية المطلقة من البقاء في السلطة فترة ولاية كاملة .
