الهلال الخصيبعاجل

رئيس المخابرات المصرية “من القاهرة إلى باريس” لوقف الحرب في غزة

تقرير : إيهاب حسن 

 

منذ اللحظات الأولى لاندلاع الأزمة في غزة والأجهزة الأمنية في مصر تعمل بكل قوة للحيلولة دون إستمرار هذه الحرب ومنع تهجير الفلسطينين خارج حدودهم .. وهذا الدور ليس بالجديد على مصر التي تحملت لسنوات طويلة هموم القضية الفلسطينية وساندت الشعب الفلسطيني الشقيق ضد العدو الإسرائيلي المحتل..  ولقد لعب المفاوض المصري دورًا وطنيا عربيًا بكل اقتدار  سجلته صفحات التاريخ بحروف من نور.

بالأمس اختتم وفد من حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بقيادة رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، زيارة إلى مصر بعد زيارة استغرقت أربعة أيام  لبحث وقف الحرب في قطاع غزة.

صدر بيان مساء الجمعة قالت حماس إن وفدها أجرى “عدة لقاءات مع رئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل والمساعدين، حيث تم بحث الأوضاع في قطاع غزة ووقف العدوان الغاشم على شعبنا وعودة النازحين إلى أماكن سكناهم والإغاثة والإيواء، خاصة في شمال القطاع، وسبل تحقيق ذلك”.

عودة النازحين وملف الأسرى والمسجد الأقصى

تم التطرق إلى ملف تبادل الأسرى، وكذلك ما يخطط له الاحتلال في المسجد الأقصى في ظل قرار حكومة الاحتلال منع أهلنا في الضفة والداخل المحتل الصلاة فيه خلال شهر رمضان”.

وفد حماس برئاسة هنية يختتم زيارته إلى مصر
وفد حماس برئاسة هنية يختتم زيارته إلى مصر

وجاءت زيارة هنية، بينما تتواصل المفاوضات بوساطة مصرية وقطرية بين حماس وإسرائيل بغية التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى ووقف لإطلاق النار في القطاع، وفي ظل مخاوف دولية وإقليمية من خطورة توسيع تل أبيب عملياتها العسكرية في مدينة رفح المتاخمة للحدود المصرية، والمكتظة بالنازحين الفلسطينيين.

قال مسؤول من حركة (حماس) إن الحركة اختتمت محادثات وقف إطلاق النار في القاهرة، و تنتظر الآن لترى ما سيعود به الوسطاء من محادثات مطلع الأسبوع مع إسرائيل، فيما يبدو أنها ستكون المحاولة الأكثر جدية منذ أسابيع لوقف القتال.

وأضاف حماس إن الحركة لم تقدم أي اقتراح جديد في المحادثات مع المصريين، لكنها تنتظر لترى ما سيعود به الوسطاء من محادثاتهم المقبلة مع الإسرائيليين.

وفي المرة الأخيرة التي عقدت فيها محادثات مماثلة في باريس، في بداية فبراير تم التوصل إلى الخطوط العريضة لأول وقف ممتد لإطلاق النار في الحرب وافقت عليه إسرائيل والولايات المتحدة. وردت حماس باقتراح مقابل رفضه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووصفه بأنه “خيال”.

وفي وقت متأخر من مساء يوم الخميس، قدم نتنياهو لمجلس الوزراء الأمني ​​​​خطة رسمية لغزة بمجرد توقف القتال. وأكد أن إسرائيل تتوقع الحفاظ على سيطرتها الأمنية على القطاع بعد تدمير حماس، ولا ترى أيضا أي دور للسلطة الفلسطينية المتمركزة في الضفة الغربية.

حركة حماس تبدي مرونة

وأوضحت المصادر من داخل حركة حماس  أن الحركة أبدت مرونة في ثلاث نقاط هي: مدة وقف إطلاق النار في غزة، وعدد أسرى المرحلة الأولى من اتفاق التبادل المحتمل مع إسرائيل، وحدود الانسحاب الإسرائيلي من القطاع، من أجل الوصول إلى اتفاق وقف الحرب.

وقال مصدر “حماس”، إن ” قيادة الحركة لا تمانع في هدنة مدتها ستة أسابيع فقط، في كل مرحلة”، وعزا ذلك إلى “التسهيل على الوسطاء لنزع الذرائع من الاحتلال والدفع باتجاه التوصل لاتفاق لوقف العدوان”.

وأشار المصدر، إلى أن حماس، أبدت استعدادها لإبداء المرونة فيما يتعلق بموافقتها تأجيل المفاوضات الخاصة بسحب القوات الإسرائيلية من شمال وشرق قطاع غزة، وكذا خان يونس جنوباً، لكنها كررت “تمسكها بأن تشمل المرحلة الأولى للاتفاق انسحاباً من قلب المدن، بما يسمح بعودة النازحين من جنوب القطاع الى مدينة غزة ومدن الشمال.

وذكرت المصادر، أن مباحثات القاهرة، ركزت على الوصول إلى “حل وسط” بشأن المرحلة الأولى من اتفاقية الإطار المقترحة، مشيرة إلى أن الجانب المصري حقق بعض التقدم في المباحثات مع حركة “حماس”، وأنه ينتظر عرض التفاصيل على الجانب الإسرائيلي لمحاولة إحداث تقدم مماثل.

وأكدت مصادر أن رئيس المخابرات المصرية توجه إلى باريس لإجراء محادثات مع الإسرائيليين، بعد اختتام المحادثات مع هنية ولم تعلق إسرائيل علانية على محادثات باريس.

اجتماعات باريس

بدأت في العاصمة الفرنسية باريس، الجمعة، مفاوضات بشأن التهدئة في غزة وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة “حماس” بمشاركة مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA وليام بيرنز، ورئيس المخابرات العامة المصرية، اللواء عباس كامل، ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن، بينما تشكل الوفد الإسرائيلي من مدير الموساد ديفيد برنياع ومدير جهاز الأمن الداخلي “الشاباك”، رونين بار، بالإضافة إلى مسؤول ملف المحتجزين والمختطفين في الجيش الإسرائيلي نيتسان ألون.

رئيس المخابرات العامة المصرية، اللواء عباس كامل
رئيس المخابرات العامة المصرية، اللواء عباس كامل

من جانبه صرح القيادي في حماس أسامة حمدان في العاصمة اللبنانية بيروت أن مواقف الاحتلال الإسرائيلي من المفاوضات بشأن صفقة تبادل أسرى مع الفصائل الفلسطينية في غزة ووقف إطلاق النار بأنها “سلبية”.

صرح القيادي في حماس أسامة حمدان
القيادي أسامة حمدان

وأضاف أن “نتنياهو يُحَمِّل وفده أي مفاوضات قادمة بأربعة لاءات: لا وقف للعدوان، ولا انسحاب من القطاع، ولا عودة للنازحين إلى الشمال، ولا صفقة تبادل حقيقية”.

لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي

زر الذهاب إلى الأعلى