حول الخليجعاجل

“5 فبراير 2003” فرية كولن باول التى دمرت العراق

 

 متابعة : أحمد حسان

لم يكن غزو العراق فى مارس 2003 من القوات الأمريكية وقوات التحالف الدولي آنذاك سوى جزء من مخطط أعظم في ذاكرة دوائر السياسة الأمريكية اتخذ مسميات كثيرة سواء الشرق الأوسط الكبير أو الشرق الأوسط الجديد أو النظام العالمي الجديد ويهدف هذا المخطط إلى تقسيم المقسم وتجزيء المجزء وتفتيت المفتت في المنطقة العربية من محيطها إلى خليجها وايضا الدول الإسلامية  الغرض من هذا المخطط هو استمرار الحروب والتناحر بين هذه الدول بل داخل كل دولة على أسس إثنية أو طائفية أو عرقية من أجل الحفاظ على مصالحه ولتظل الهيمنة في المنطقة العربية للكيان الصهيوني المحتل ” إسرائيل ‘ باعتبارها الأقوى والأكثر تقدماً وتسليحاً بالمنطقة ولكى يتم ذلك كان لا بد من القضاء على المثلث العربى الأقوى في المنطقة “العراق سوريا ومصر” ثم بقية الدول العربية والإسلامية وكانت البداية غزو العراق لكن قبل تناول بدء الغزو تجدر الإشارة إلى المخطط وكيف تم التمهيد له.. في العام 1980 بعد نشوب حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران أطلق بريجنسكى مستشار الأمن القومي الأمريكي آنذاك في إدارة الرئيس جيمى كارتر “1977 – 1981” تصريحا يدعو إلى ضرورة تنشيط حرب خليج ثانية كى تستطيع امريكا خلالها إعادة تصحيح حدود سايكس بيكو!!

وعندئذ قام المؤرخ الصهيوني الأمريكى الجنسية البريطاني الأصل الذي عمل في وقت لاحق مستشاراً لإدارتى بوش الأب وبوش الإبن كما شارك في وضع إستراتيجية الغزو الأمريكي للعراق بإعداد مشروعه القائم على تقسيم الدول العربية والإسلامية  بناء على تكليف من البنتاغون

 

واعتمدت الإدارة الأمريكية المشروع لسياستها المستقبلية وسعى المؤيدون والمتحمسون لهذا المشروع إلى تحويله من مجرد تأمل أو عصف فكرى إلى واقع عملي ملموس.

واعتمد المشروع على تفكيك الوحدة الدستورية لجميع الدول العربية والإسلامية كلا على حدة ومنها العراق وسوريا ولبنان ومصر والسودان وإيران وتركيا وافغانستان وباكستان والسعودية ودول الخليج العربي ودول شمال إفريقيا… إلخ وتفتيت كل منها إلى مجموعة من الكانتونات والدويلات العرقية والدينية والمذهبية والطائفية وقد أرفق لويس بمشروعه المفصل مجموعة من الخرائط تشمل الدول المرشحة للتفتتيت.

في عام 1983 وافق الكونجرس الأمريكي بالإجماع في جلسة سرية على المشروع وبذلك تم تقنين مشروع برنارد لويس وإدراجه في ملفات السياسة الاستراتيجية الأمريكية لسنوات مقبلة .

ويقول الدكتور فيصل الغويين

 في مقاله المعنون برنارد لويس والرؤية الأمريكية الجديدة للشرق الأوسط الذي نشر منذ ثمانى سنوات بموقع  “عمون” الأردن إن مشروع برنارد لويس يقترب من أطروحة ” شمعون بيريز” التى أطلق عليها “الشرق الأوسط الجديد” حيث تكون فيه إسرائيل صاحبة القوة العسكرية والاقتصادية مدعومة بالرأسمال الخليجي واليد العاملة العربية.

ويضيف الدكتور الغويين في مقاله “إن تمكين إسرائيل من الوجود على المدى الطويل يستلزم تفكيك الكيانات السياسية الكبيرة في الوطن العربي وخاصة دول مثلث القوة العربى”مصر – سورية – العراق ” مشيرا إلى أن أفكار برنارد لويس هى فكرة إنهاء “الوطن العربي” وتفكيك الدولة وتكريس نهج التفتيت كبديل لمشروع سايكس بيكو مع تطويره وضم إليه دول أخرى كتركيا وإيران.

وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلى أن العراق كان قد تعرض للحصار بعد أن أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة القرار رقم 687 فى 3 ابريل عام 1991 بإنتهاء الحرب الخليج كما دعا القرار إلى إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأخرى خالية من أسلحة الدمار الشامل بالإضافة إلى بعض البنود التي من شأنها تدمير قوة العراق العسكرية والقضاء على الزعيم العراقي  صدام حسين وبناء على هذا القرار تم إرسال فريق التفتيش عن الأسلحة النووية والكيماوية حتى غادر فريق التفتيش العراق عام 1998 وقد صرح “باتلر” رئيس فريق التفتيش آنذاك قبل مغادرته العراق أن هناك ضربة ستقوم بها أمريكا ضد العراق وبالفعل قامت القوات الأمريكية بقصف العراق لمدة أربعة أيام كما كانت هناك مزاعم بتعاون الزعيم الراحل صدام حسين مع “القاعدة”.

 

أما أخطر “فرية” في التاريخ الحديث التى جعلت من قطر عربي قوى سوف يكون سنداً للأمة العربية بلدا يعاني من الحروب الأهلية والتقسيم هذه الكذبة التى أطلقها وزير الخارجية الأمريكي آنذاك كولن باول في إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش الإبن يوم 5 فبراير 2003 حينما أمسك في يده أمبوب مملوء محلول في اجتماع مجلس الأمن ليؤكد أن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل بالرغم من أن فريق التفتيش مكث في العراق لسنوات ولم يعثر على ما يكذبون به لتبدأ الحرب على العراق في 19 مارس 2003 حتى سقوط بغداد في 9 إبريل 2003 وهو اليوم الذي عم فيه الحزن كل الشعوب العربية واصابها بالكآبة.

خلفت هذه الحرب شقاقا واسعا بين أبناء الشعب العراقي وظهرت النعرات الطائفية والحروب الأهلية كما جعلت من العراق باباً لدخول داعش وغيرها من الجماعات المتطرفة وكذلك أجهزة الاستخبارات الأجنبية.

ومن العجب بعد انتهاء الغزو الأمريكي للعراق بعامين اعترف كولن باول أن العراق لم يكن به أسلحة دمار شامل وأن هذه “نقطة سوداء” فى تاريخه وكذلك اعترف بوش “الإبن” واعترف أيضا ذيل أمريكا رئيس وزراء بريطانيا آنذاك “تونى بلير”.. لكن ماذا تفيد الاعترافات والاعتذارات بعد تدمير قطر عربي شقيق كان الأكثر قوة في الوطن العربي؟!!.

معذرة من مواطن عربي.. اعتذاركم مرفوض.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى