صراع “عض الإصبع “في السودان بانتظار جولة جنيف للحسم

تتصاعد الحرب في السودان فيما تتعثر جهود الوساطة بين طرفي الصراع “الجيش السوداني _قوات الدعم السريع” بسبب اصرار كل منهما.. رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وقائد مليشيا الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” على حسم الصراع لصالحه تحت شعار” عض الإصبع… من يصرخ اولا” ،
فيما بات الحسم بعيد المنال بسبب تداخل أطراف اقليمية في الحرب سواء بالانحياز لاحد أطراف الصراع او بارسأل السلاح. على صعيد متصل دخل الي ميدان الصراع معطي جديد عبر الفضاء الالكتروني ويتمثل في اطلاق حرب الإشاعات التي تعد احد مكونات مايعرف بحروب الجيل الرابع وتعتمد على نشر الاكاذيب من جانب طرفي الصراع ضد الاخر بهدف ضرب الروح المعنوية للمتحاربين والمساعدة في احداث انشقاقات داخل طرفي الصراع حيث تم نشر اخبار عن حدوث محاولة انقلابية داخل صفوف الجيش السوداني وان المحاولة فشلت وتجري حملة اعتقالات واسعة لملاحقة الانقلابيين، فيما نشر في المقابل عن انسحاب قوات الدعم السريع من ام درمان وضواحيها ولم يتم التحقق من الواقعتين.
من ناحية أخرى يبقى خيار الحل السياسي هو المخرج الأمن لطرفي الصراع والاداة الوحيدة لضمان بقاء الدولة السودانية، وهو ما يتوافق مع خيار استمرار الوساطات رغم تعثر الجولات السابقةفي “جدة. المنامه نيروبي” ، وانطلاقا من حتمية الحل السياسي وكارثية الوضع الإنساني، دعت الأمم المتحدة الي جولة جديدة من المفاوضات في سويسرا خلال اسبوعين ومع ضروة مشاركة البرهان وحميدتي،حسب ما اعلنته الأمم المتحدة من أن طرفي النزاع في السودان اتفقا على عقد اجتماع على الأرجح في سويسرا، لبحث مسألة إيصال المساعدات الإنسانية،
وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن جريفيث لصحافيين في جنيف، إنه “خلال الأسبوعين الماضيين، أجريت اتصالات مع القائدَين العسكريَين” قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، “لضمان الوفاء بالتزامهما” بشأن إيصال المساعدات، وأشار جريفيث إلى أنه تمت دعوتهما إلى اجتماع ترعاه الأمم المتحدة بين ممثلين للطرفين المتحاربين في السودان، لبحث إيصال المساعدات الإنسانية لسكان السودان الذين يحتاج نصفهم تقريباً، أي حوالى 25 مليون شخص، للمساعدة، مؤكدا أن كلاً منهما قال نعم.
على صعيد الوضع الإنساني وانتشار الجوع بسبب الحرب، أطلقت الأمم المتحدة نداء لجمع 4.1 مليارات دولار للاستجابة للحاجات الإنسانية لدى سكان السودان الذي يشهد حرباً أهلية، وكذلك لدى السودانيين الذين فرّوا إلى خمس دول مجاورة ويحتاج 25 مليون شخص أي نصف عدد سكان السودان إلى مساعدات إنسانية للبقاء على قيد الحياة وأصبحت نحو 75% من المرافق الصحية في الولايات السودانية التي يطالها النزاع خارجة عن الخدمة، في حين تتفشى أمراض مثل الكوليرا والحصبة والملاريا.
