شخصيات عربية

جميلة بوحيرد ..مصدر إلهام للشعراء والفنانين

 

بعد تحرير الجزائر عام 1962، خرجت جميلة بوحيرد من السجن وهي حرة بفضل نضالها وآخرين من أحرار الجزائر, تقدمت في العام 1962 مع زهرة دريف المناضلة المعروفة بمشروع قانون متطور للأسرة، ونظمت تظاهرة نسوية لتحقيقه. كانت تلك التظاهرة الأولى التي تحصل بعد الاستقلال، لكنها فشلت في تغيير الموقف الرسمي .

تزوجت “جميلة “من محاميها “جاك فرجيس” عام 1965 وأنجبا ولدين لياس ومريم , و تولت جميلة بعد الإستقلال رئاسة اتحاد المرأة الجزائري، ولكنها استقالت، بسبب أن كل قرار كانت تتخذه كان لا بد لها من أن تناضل لأجله، وهذا بسبب خلافها مع الرئيس أحمد بن بلة آنذاك ,و استبعدت عن المشاركة في مواقع السلطة لأنها تزوجت فرنسياً ثم عملت مع زوجها في تأسيس مجلة تعنى بالثورات القومية الإفريقية. 

انفصلت عن زوجها منذ العام 1991 وهي تعيش بمفردها في الجزائر، تتقاضى راتباً من الدولة وتقوم بنشاطات اجتماعية من وقت إلى آخر, ظلت تعيش متوارية عن الأنظار، لكن المرات القليلة التي ظهرت فيها أمام الناس أثبتت أن العالم ما زال يعتبرها رمزاً للتحرر الوطني

قدم المخرج المصري يوسف شاهين عملاً سينمائياً ضخماً بعنوان “جميلة ” قامت الفنانة ماجدة الصباحى بانتاجه وببطولته وساهم فى عرض قضيتها فى جميع الدول العربية التى عرض فيها وقتئذ وحول قضيتها الى قضية رأى عام ,ولكن لم تسمح الرقابة المصرية بعرضه على التلفزيون إلا في عام 1998 أي بعد 37 عاماً على إنتاجه. 

أطلقت صرخة تحث فيها السلطات الجزائرية الاهتمام بها وبالمناضلين والمناضلات من رفاقها بعد أن وصلت لمرحلة عجزت فيها عن تأمين الدواء. 

توجهت برسالة مفتوحة إلى الرئيس الجزائري “عبد العزيز بو تفليقة” في 9 كانون الاول 2009 طالبته فيها الالتفات إلى وضعها المأساوي وطالبت برفع معاشات التقاعد للمجاهدين والمجاهدات السابقين للحصول على حياة كريمة ، ونشرت مقالاً في جريدة الوطن الجزائرية عبرت فيها عن معاناتها ولاقت موجة كبيرة من التضامن من كافة شرائح المجتمع

في 25 كانون الثاني 2009 بدأت زيارة إلى لبنان بدعوة من رئيسة الجمعية اللبنانية لرعاية المعوقين رندة بري، زارت خلالها بلدات بنت جبيل ومارون الراس ومعتقل الخيام وانهت زيارتها بوضع اكليل من الورد على ضريحي الشهيدين هادي نصر الله وعماد مغنية. اختتمت زيارتها في 27 كانون الثاني2009 .

قالت في معرض زيارتها لمعتقل الخيام : ” أشكر الله أني زرت هذه الأماكن لانها أفضل من القصور”.

كرمتها مصر فى فبراير 2018 خلال مهرجان أسوان الدولي لسينما المرأة الذي كان يحمل اسمها وخلال التكريم قالت: إن الشعب المصري عظيم وكريم, وأنها لن تنس تضامن الشعب المصري مع الثورة الجزائرية ولن تنس تكريم الرئيس جمال عبد الناصر لها.

وأعلنت منظمة المرأة المصرية عزمها تشييد تمثال للمناضلة جميلة بوحيرد ليوضع فى أحد شوارع القاهرة حسب ما صرحت به السفيرة ميرفت التلاوى رئيس المنظمة وقتئذ ,وأضافت التلاوي أنه سيم طرح فيلم وكتاب لتوثيق مشوار نضال جميلة بوحيرد الكبير. جاءت هذه التصريحات ضمن وقائع الجلسة الثانية لمنتدى نوت الذي يقام على هامش فعاليات المهرجان.

كما منحها الرئيس التونسي “قيس سعيد”، أعلى وسام في البلاد، تكريما لها نظير تاريخها النضالي في مواجهة الإحتلال الفرنسي ودفاعها عن الحريات.

تغنى بالملحمة البطولية التى خاضتها”جميلة بوحيرد” العديد من الشعراء والفنانين فكانت مصدر إلهام لهم ,وجد المؤلفين فى حكايتها البطولة والإثارة والقدوة والمثل .. غنت لها المطربة اللبنانية فيروز أغنية بعنوان “رسالة إلى جميلة” من كلمات وتلحين الإخوة الرحباني.

وغنت لها الراحلة وردة الجزائرية أغنية بعنوان “كلنا جميلة”، من كلمات ميشال طعمه وألحان عفيف رضوان.

ورغم النجاح الذى حققه فيلم “جميلة” للمخرج المصرى يوسف شاهين , لكنها رفضت بعد ذلك إنتاج فيلم عن حياتها، وقالت معلقة على فيلم يوسف شاهين “لم أقل قط كلمة عن هذا الفيلم، لكن قلت إنهم أنتجوه وأنا في الزنزانة محكوم عليّ بالإعدام”.

وأضافت “واليوم أراد فنانون جزائريون أن ينتجوا فيلما عني ولم أعطهم إجابة بالموافقة، فقالوا لي لكنك وافقت على تقديم فيلم عنك في مصر، فقلت لهم: لم أكن أستطيع أن أوافق أو أرفض لأنني كنت في الزنزانة محكوما عليّ بالإعدام، وأنتظر أن يأتي السجان عند كل فجر كي يقطعوا رأسي، فأين رأيت يوسف شاهين حتى أوافق؟”.

وفى مجال الشعر والأدب كانت ملهمة للكثير من الشعراء والشاعرات ومثلت رمزا للثورة والنضال، ومن أشهر الذين كتبوا عنها؛ الشاعر نزار قباني، إذ كتب قصيدة بعنوان “جميلة بوحيرد”,وكتب فيها الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي قصيدة بعنوان “قديستي”، وكتب نجيب سرور قصيدة “الجمعة الحزينة”؛ قاصدا الجمعة التي حكم فيها على جميلة بالإعدام، كما نظم عنها أيضا الشاعر العراقي بدر شاكر السيّاب

زر الذهاب إلى الأعلى