أفريقيا مسرح صراع المستعمرين “القدامي” و”الجدد”

تحليل : عبد الله
تتوقع مراكز الدراسات الاستراتيجية ان تتحول القارة الأفريقية الي مسرح للصراع العنيف خلال العام الحالي بين المسعمرين القدامي ” أوربا الولايات المتحدة الأمريكية” والمستعمرين الجدد القادمين من شرق القارة، وان العام الجديد سيشهد مزيدًا من التنافس الدولي على القارة الإفريقية باعتبارها قارة المستقبل، وهذا تفرض تساؤلات محورية أبرزها هل ستتمكن القارة الإفريقية من أن تصبح فاعلًا مهمًّا في هذا الصراع لحماية مقدراتهاوثرواتها؟
أم تتغير أسماء القوى المهيمنة على القارة فقط ويستمر النهب المنظم لثروات القارة، برزت تلك التساؤلات مع مخاض العام الجديد وما سبقه من احداث ممثلة في سلسلة الانقلابات في غرب القارة والحملات الشعبية الداعمة القيادات الانقلابات الجدد واصرارهم على إنهاء وجود قوي الاستعمار القديم في دول أوربا وتقليص الهيمنة الامريكية.
تزامن ماسبق مع دخول وافدين جدد من الجوار الشرقي للقارة الأفريقية، ابرزهم الصين وروسيا والهند وتركيا وايران وبعض الدول العربية ابرزهم الإمارات العربية. الوافدين الجدد شهدت إفريقيا في السنوات الماضية دخول لاعبين جدد إلى ميدان المنافسة على موارد االقارة،كانت ابرز القوى الصين وروسيا وتركيا، وأيضًا إيران والهند وبعض الدول العربية.
وتشهد موارد القارة وثرواتها الطبيعية تنافسا محموم بين الطامعين القدامي والجديد، يضع الصراع تحديات جسيمة أمام القوى الساعية للنفوذ في القارة، يتصدرهم الصين باعتباه شريكا للدول الإفريقية؛ بفضل إستراتيجيتها الاقتصادية العالمية والاستثمارات الضخمة في مختلف القطاعات ومشاريع البنية التحتية.
فيما تسعى روسيا لتوسيع نفوذها من خلال الوجود الاقتصادي والعسكري، كما تحاول موسكو التركيز على أدوات التجارة والاقتصاد بوصفها مفاتيح لشراكة قوية مع إفريقيا. وترجمتْ هذا التوجهَ خلال زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأخيرة لبعض الدول الإفريقية برفقة وفد كبير من رجال الأعمال، كما أصبحت تركيا طرفًا مؤثرًا في إفريقيا،
بحكم ما حققته سياستها الخارجية خلال السنوات الخمس عشرة الماضية، وما تزال تسعى لتعزيز وجودها من خلال التجارة والاستثمار، وتقديم المساعدة الإنمائية والتعاون الثقافي، كما مُنحت عضوية الاتحاد الإفريقي بصفة عضو مراقب، ثم سريعًا ما أصبحت شريكا إستراتيجيًّا للاتحاد الإفريقي،.
على صعيد متصل تواصل الهند مساعيها لإيجاد موضع قدم لها في القارة والحصول على حصة من ثروات القارة إلى من خلال التعاون الاقتصادي والسياسي مع الدول الإفريقية، والتي شهدت قفزات نوعية على كل الأصعدة مع إفريقيا خلال السنوات العشر الماضية؛ حيث بلغت الاستثمارات ٧٤ مليار دولار، وهو ما يجعل الهند واحدة من أكبر خمسة مستثمرين في القارة.،
كما سجلت إيران وجودها على سطح الخريطة الأفريقية حيث سعت إيران لتوطيد علاقاتها مع القارة وزاد الاهيمام الإيراني بالقاهرة الأفريقية في عهد الرئيس الأرانب رئيسي وبر ذلك خلال جولته الأخيرة في عدد من الدول الأفريقية أواخر العام الماضي.
