الشرق قادمعاجل

باكستان على صفيح ساخن ..مصير تشكيل الحكومة مجهول والجيش يظهر فى الصورة

 

تحليل ومتابعة: محمد عطا 

لم يحصل أى حزب سياسي فى باكستان على أغلبية واضحة تمكنه من تشكيل الحكومة بشكل مريح بعد فرز غالبية الأصوات،إلا أن المرشحين المرتبطين بالرئيس السابق عمران خان فازوا بمعظم المقاعد، فى الانتخابات التشريعية التى أجريت الخميس الماضي ،فى مناخ صعب وتم قطع الاتصالات والانترنت 

وخالفت النتائج التوقعات، وأعلن عمران خان الفوز، لكن رئيسا سابقا آخر هو نواز شريف يقول إن حزبه هو الفائز، ودعا قوى سياسية أخرى للانضمام إلى ائتلاف بقيادته لتشكيل الحكومة المنتظرة ،الأمر الذى رفضه خان واعتبره تزويرا للنتائج وضد الارادة الشعبية 

ودخل عاصم منير قائد الجيش الباكستاني على الخط وحث الشعب على ترك الفوضى والاستقطاب، وقال إن هناك حاجة لأيادٍ آمنة من أجل توحيد القوى السياسية المختلفة،من أجل مستقبل أفضل للوطن بعد فترات من عدم الاستقرار .

ورفض المسؤولون الانتقادات الغربية لكيفية إجراء الانتخابات، حيث شككت الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوربية فى الانتخابات وعبرت عن قلقها البالغ عن الطريقة التى تم إدارتها وتأثيرها على فرص تكافؤ الفرص.

وقال الجنرال منير إن الانتخابات ليست منافسة للفوز والخسارة بل هي تمرين لتحديد تفويض الشعب،ويتهم الجيش بدعم شريف فى الانتخابات رغم نفى الجنرالات لذلك وإعلان حيادهم وعدم دعم أى حزب سياسي والوقوف على الحياد .

واعتبر مراقبون للمشهد الباكستاني، إن نتائج الانتخابات التشريعية رسالة واضحة من الشعب للجيش بالابتعاد عن السياسة وترك تنظيم الأمور السياسية للمدنيين ، وتعبير بالغ من الاستياء الشعبي الذى وصل لدرجة متقدمة من تحكم الجنرالات فى السياسة .

 

 

وبث عمران خان رسالة فيديو تم تركيبها بواسطة الذكاء الاصطناعي يرفض فيها ادعاء منافسه ويدعو أنصاره للاحتفال ، وقد سجن خان بتهمة تسريب أسرار الدولة والفساد والزواج غير القانوني، وتم منع حزبه “حركة إنصاف الباكستانية” من المشاركة في الانتخابات.

وقالت “شبكة الانتخابات الحرة والنزيهة” اللاربحية فى باكستان، إن حوالي 100 من المرشحين الفائزين مستقلون وجميعهم باستثناء ثمانية مدعومون من حزب خان.

وقال جوهر علي خان رئيس حزب إنصاف، إن الحزب سيحاول تشكيل حكومة وسيبدأ الاحتجاج هذا الاسبوع إذا لم يتم الإعلان عن نتائج الانتخابات كاملة بحلول ذلك الوقت.

وفاز حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية بزعامة شريف بـ 71 مقعدا واعترف بأنه ليس لديه الأرقام اللازمة لتشكيل حكومة بمفرده، لكنه أصر على أنه يستطيع إخراج البلاد من الأوضاع الصعبة من خلال ائتلاف يتزعمه.

وحصل حزب الشعب الباكستاني الذي يتزعمه بيلاوال بوتو زرداري، نجل رئيسة الوزراء المقتولة بينظير بوتو، على 53 مقعدا، والباقي وهو أكبر عدد من المقاعد فازت به أحزاب صغيرة ومستقلون.

لكن قد يستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن يتمكن أي شخص من ادعاء انتصار صريح، على الرغم من أن حزب شريف بدأ محادثات مع أطراف أخرى محاولة لتشكيل حكومة ائتلافية تدير البلاد 

وحسب مراقبون فإنه من غير المرجح أن يُسمح للمستقلين المرتبطين بخان بتشكيل حكومة، وفي الوقت نفسه يخشى الكثير من الناس من أن ائتلافا ضعيفا وغير مستقر سينجم عن أي ارتباط بين شريف وحزب الشعب الباكستاني.

ووصف المحللون الجيش بأنه دولة داخل دولة في باكستان، وقد أثر على السياسة الوطنية وانتقالات السلطة منذ حصول باكستان على استقلالها عن بريطانيا في عام 1947، وقام الجنرالات بثلاثة انقلابات ولم يخدم أي رئيس وزراء في باكستان، حتى الآن فترة ولاية كاملة مدتها خمس سنوات.

 

زر الذهاب إلى الأعلى