توحد المقاومة تحدى جديد يواجه التوغل الأمريكى فى الشرق الأوسط

تقرير ألفت مدكور
تروج الولايات المتحدة الأمريكية دائما أن المقاومة الإسلامية هى التحدى الأكبر لها الذى يواجه التمدد والتوغل الأمريكى خاصة فى الشرق الأوسط ، ومع توسع تأثير حرب غزة يزداد الأمر تعقيد بين أمريكا وهذه الفصائل الإسلامية، فالوضع ينذر بخلق جبهة إسلامية جديد أو شبه توحد بين تلك الفصائل لمواجهة هذا التوغل الأمريكى المتزايد.
فى تحليل جيوسياسى نشرته مجلة “فورين أفيرز” الأميركية مقالا طويلا عن تأثير حرب غزة على العالمين الإسلامي والعربي، وأشار إلى امتداد هذه الحرب ومشاركة ما يُسمى بـ “محور المقاومة” .
يبين المقال الذى قام على إعداده باحث أول في الدراسات الدينية العالمية بجامعة بريستول بالمملكة المتحدة، يدعى (توبى ماتيسين) أن حرب غزة لم تعد مقتصرة على حركة المقاومة الإسلامية، تجاوزتها إلى العراق واليمن وسوريا ولبنان وإيران ،و أصبحت الآن وبعد 4 أشهر من بدايتها قوة توحيد قوية للسنة والشيعة وأيقظت جبهة إسلامية شاملة تضم الجماهير العربية السنية، التي تعارض بأغلبية ساحقة، التطبيع العربي ’قائلا:” إن هذه الحرب خلقت جبهة إسلامية جديدة ربما تكون هي التحدي الأكبر الذي يواجه أميركا”.
النفوذ الأمريكى
وأشار الكاتب فى مقاله إلى، أن النفوذ الأمريكى قد يتقوض على المدى الطويل وقد يجعل البعثات الأمريكة العسكرية قواعد مستهدفة لا يمكن الدفاع عنها، وبالنسبة للولايات المتحدة وشركائها، يشكل هذا التطور تحديا إستراتيجيا يتجاوز بكثير مواجهة الفصائل العراقية والحوثيين بضربات مستهدفة.
هذا التقارب الجديد يثير عقبات كبيرة أمام أي جهود تقودها الولايات المتحدة لفرض اتفاق سلام من أعلى إلى أسفل يستبعد الإسلاميين الفلسطينيين وفقا للكاتب.
المقاومة المسلحة
وأشار المقال إلى أن استطلاعات الرأي ووسائل التواصل الاجتماعي العربية تظهر دعما عربيا كبيرا لحركة حماس وإستراتيجيتها في المقاومة المسلحة، وتراجعا كبيرا في دعم الولايات المتحدة والأنظمة المرتبطة بها ارتباطا وثيقا،و أن نسبة ساحقة من السكان -أكثر من 90%- تعارض إقامة علاقات مع إسرائيل مضيفا أن مؤشر الرأي العربي لشهر يناير/كانون الثاني الماضى أجري في الدوحة شمل 16 دولة عربية، يظهر اتفاق أكثر من 3 أرباع المستطلعين على أن وجهات نظرهم بشأن الولايات المتحدة أصبحت أكثر سلبية منذ بدء الحرب.
من أجل فلسطين
تظهر معضلة أخرى أشار إليه الكاتب فى مقاله وهى صعوبة أن تقوم الدول العربية الموالية للغرب إلى سد الفجوة المتسعة بين سياساتها وتعاطف مواطنيها، عن طريق سياسة الضغط على الجماهير وبشكل عاجل من أجل حل عادل للقضية الفلسطينية.
وأضاف أنه بشكل متزايد أنه سيكون من المستحيل على واشنطن وقف التصعيد الإقليمي ما لم تتمكن من تأمين وقف إطلاق النار في غزة، وإنهاء الاحتلال، وأخيرا إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، على خطوات ملموسة ذات مصداقية، يحقق السلام فى الشرق الأوسط ، حتى لا يكون البديل هو حلقة لا تنتهي من العنف، وتراجع النفوذ الغربى الأمريكى.
