حول الخليجعاجل

طهران تستخدم سياسة النفس الطويل لتحقيق أهدافها في منطقة الخليج

تقرير : أحمد حسان 

من يقرأ السياسة التى اتبعتها إيران مع الولايات المتحدة الأمريكية فى العقدين الأخيرين بالتحديد يدرك كيف تتبع طهران سياسة النفس الطويل والتنويم حتى تحقق أهدافها فهى كما حققت استراتيجيتها كدولة نووية في المنطقة بعد أن كان الكيان الصهيوني فقط الذي يمتلك سلاحاً نوويا، كذلك تسعى بنفس السياسة لتحقيق أطماعها التوسعية فى منطقة الخليج العربي حتى يصبح خليجا فارسيا كما هى تأمل، وليس بالضرورة أولا أن يكون التوسع عسكرياً أو احتلاليا وإنما يكون من خلال خلق أذرع جديدة فى دول الخليج العربي، ومن باب التذكرة أن إيران تتحدث اللغة الفارسية وهي اللغة الرسمية للبلاد و90% من سكانها الذين يزيد عددهم عن 100 مليون نسمة من أصحاب المذهب الشيعى وقد اعتمدت طهران خطة لإنشاء أذرع جديدة لها فى بعض دول الخليج منها من يحمل السلاح ومنها من يتغلغل داخل نسيج المجتمع، بالإضافة إلى تدعيم أذرعها القديمة المسلحة من المنتمين للمذهب الشيعى فى منطقة الخليج، وتتهدد دول الخليج الكثير من المخاطر الداخلية والخارجية نتيجة لما تمتلكه من ثروات ضخمة ومخزون أضخم من النفط والغاز، لذا من الطبيعي أن تشهد تدخلات من بعض الدول من بينها إيران.

كما جاء في دراسة أعدتها فريدة أحمد بموقع South 24 تحمل عنوان “إيران ودول منطقة الخليج: علاقات الصراع والتعاون وانعكاساتها على الأزمة في اليمن”

.. وقد وجدت إيران المجال المفتوح لوضع بصماتها في دول عربية كثيرة من بينها اليمن ودول منطقة الخليج العربي، فالعلاقات الخليجية الإيرانية مرّت بمراحل مختلفة عبر فترات زمنية ممتدة، وكان للسياسة الإيرانية أثر كبير في علاقتها بالخليج، فيما يشبه التأرجح بين الصراع والتعاون والصدام والانفراج أحياناً، لكون إيران أكبر الدول الإقليمية في منطقة الخليج إلى جانب العراق والمملكة العربية السعودية.

ومما لا شك فيه أنّ امتلاك إيران لأسلحة نووية من شأنه التأثير على استقرار منطقة الخليج العربي، باعتباره يعطي بعداً استراتيجياً وحيوياً لإيران، وفي المقابل يشكّل على الدول الخليجية تهديد وتوجس للعديد من الاعتبارات، أهمها الاختلال في ميزان القوى لصالح إيران وهيمنتها لامتلاكها سلاحاً استراتيجياً مهماً.

السياسة الإيرانية لها أطماع ومشاريع تسلح عسكري ونووي وتدخّل استخباراتي وتعبئة وتحريض ديني في دول خليجية عديدة، بالإضافة إلى استمرارها التدخل في اليمن عبر دعمها للحوثيين، وهو ما أفضى للمزيد من التوتر والصراع وعدم الاستقرار في منطقة الخليج.

وبرزت إيران كقوة إقليمية كبيرة في المنطقة، من خلال امتلاكها لمقومات تؤهلها للقيام بدور إقليمي مؤثر، يجعلها طرفًا في معادلات وسياقات النظام الدولي المختلفة.

وتسعى إيران للهيمنة على منطقة الخليج العربي ومشاركتها في إدارة شؤون الأقاليم، وعلى الرغم من أنّ السياسة الإيرانية أصبحت أكثر براجماتية وأقل عقائدية لم تحدث أي مؤشرات على حدوث تحوّل كبير في موقف إيران تجاه الخليج، أو تغيّر تصورات دول الخليج تجاه إيران، باعتبارها أحد التهديدات الإقليمية الموجهة إليهم، ويرجع ذلك أساساً إلى أن تأثير الأيديولوجية والطموح الإقليمي في القيادة الإيرانية لا يزال قوياً.

ومن المعروف أن منطقة الخليج العربي التى تضم كلاً من دول مجلس التعاون الخليجي الست إضافة إلى إيران والعراق، تعتبر أكثر مناطق العالم أهمية بسبب وجود البترول، الذي يعد المصدر الرئيسي لإمدادات الطاقة على مستوى العالم .

وتتنوع القضايا الخلافية بين إيران والدول الخليجية، منها التدخل السياسي المستمر في الشؤون الداخلية من خلال دعم “الشيعة” في البحرين والكويت، وأيضاً خلافها مع الإمارات بشأن ملكية الجزر الثلاث أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى؛ بالإضافة إلى ذلك قضاياها الخلافية مع السعودية؛ التي تشكل قوة إسلامية منافسة لها في المنطقة وتدور بينهما حروب بالوكالة في أكثر من بلد؛ وعلى رأسها اليمن عبر الحوثيين، وحزب الله في جنوب لبنان
إنّ المصالح والأهداف الإيرانية ممتدة عبر التاريخ ولا ترتبط بالثورة الخمينية أو فترة حكم الشاه، وإنما هي أهداف ثابتة وإن اختلفت الأدوات والأساليب لتحقيقها، ومن بين هذه الأهداف

تصدير الثورة حيث تسعى طهران إلى تصدير الثورة من خلال اذرعها وتمثل ذلك فى تجربة إيران مع العراق ودعم الجمهور الشيعي بدعوى الإطاحة بنظام صدام حسين، وإنشائها لحزب الله في لبنان بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، ودعم الحوثيين في اليمن ودعم المقاومة في العراق وسوريا وهناك أذرع جديدة أخرى لإيران في الكويت والعراق حيث استغلت الظروف التي تمر بها المنطقة وارسلت بحسب ما أورده الدكتور عبدالله بن معيوف الجعيد في مقاله المعنون “مخاطر الأطماع الإيرانية على الخليج العربي” أربعة ملايين مواطن إلى العراق وتم منحهم الجنسية العراقية كما أرسلت مواطنين إلى الكويت لإقامتهم ومنحهم الجنسية الكويتية بعد ذلك.

ووفق رؤية إيران وخطتها العشرينية حتى عام 2025. تهدف لتحويل الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى قوة إقليمية أساسية في منطقة جنوب غرب آسيا.

كما أن امتلاك إيران للنووى جعلها ترى نفسها منافساً رئيساً لقوة الولايات المتحدة في غرب آسيا وشمال إفريقيا واستطاعت بالخطاب الثوري المعادي لأميركا والغرب، أن تكسب قطاعات واسعة من الرأي العام لصالحها، لاسيما على الصعيد الإقليمي، واستغلت حساسية هذه القاعدة تجاه أميركا والغرب ووظّفتها في إطار سعيها لتعزيز مكانتها.

ويعد الوضع السياسي للمجتمعات الشيعية داخل دول الخليج أحد مصادر التوتر مع إيران، وكذلك وضع المسلمين السُنة المتواجدين في إيران؛ حيث توجه بعض دول الخليج خصوصاً السعودية والبحرين اتهامات إلى طهران بتأجيج الاضطرابات بين التجمعات الشيعية، في حين تتهم إيران دول مجلس التعاون الخليجي بقمع الحقوق الدينية والسياسية للشيعة المتواجدين داخل أراضيها.
لا شك أن دعم قوات المقاومة يلقى استحسان من الشعوب العربية قبل الأنظمة إذا كانت هذه المقاومة موجهة لأعداء الوطن العربي وليس للتناحر والانقسام بين أبناء الوطن الواحد، لكن ما تفعله إيران من دعم قوات مقاومة تتصارع على الحكم أو تبسط نفوذها على الأنظمة القائمة كما في اليمن ولبنان والبحرين فضلاً عما قامت به من ارسال مواطنين لمنحهم جنسية الدولةةالتى انتقلوا لها كما حدث في العراق يكشف نية إيران بأن كل هذه الاذرع سواء المسلحة أو المتغلغلة فى نسيج المجتمعات التي انتقلوا إليها.
إن “سرسبة” الإيرانيين في الخليج.. هم بمثابة خلايا نائمة لحين إشعار آخر .

زر الذهاب إلى الأعلى