الشرق قادمعاجل

باكستان فى ولادة متعثرة..إعلان الحكومة الائتلافية مسألة وقت

 

 متابعة وتحليل : محمد عطا 

أكد اثنان من أكبر ثلاثة أحزاب في باكستان،أنهما توصلا إلى اتفاق على تشكيل ائتلاف حكومي يستبعد أنصار رئيس الوزراء السابق المسجون عمران خان، رغم أنّ أنصاره تصدروا نتائج الانتخابات التشريعية فى مفاجأة من العيار الثقيل، حيث أعلنت الرابطة الإسلامية الباكستانية بزعامة نواز شريف وحزب الشعب الباكستاني بزعامة بيلاول زرداري في مؤتمر صحافي، أنهما سيشكلان الحكومة المقبلة مع أحزاب صغيرة.

توقع محللون أن تواجه باكستان حالة عدم يقين سياسي مدة أسابيع، بعد انتخابات أتت نتائجها غير حاسمة، مع عشرات الطعون المحتملة أمام المحاكم، وخوض الأحزاب المتنافسة مفاوضات لتشكيل ائتلافات محتملة، الأمر الذى يزيد من التحديات الأزمات التى تواجهها باكستان ويعقد الوضع الاقتصادي المتدهور .

ومن المرجح أن يتسبب هذا الوضع المعقد في زيادة المخاوف المتعلقة باستقرار الدولة المسلحة نووياً، والتي تعاني أزمة اقتصادية، وتكافح فورة في أعمال العنف التي يشنها متشددون.

وعلى الرغم من تعرض حزب حركة الإنصاف الباكستانية، بزعامة عمران خان المسجون حالياً، لمضايقات شديدة، فإنّ أداء المرشحين المستقلين الذين دعمهم فاق التوقّعات.

وأظهرت النتائج النهائية التي أعلنت الأحد الماضي ، فوز المستقلين بـ101 مقعد، بينما حصل حزب «الرابطة الإسلامية» على 75 مقعداً، وحزب «الشعب» على 54 مقعداً، والحركة القومية المتحدة على 17 مقعداً. وحصلت عشرة أحزاب صغيرة على المقاعد الـ17 المتبقية، مع بقاء مقعدين شاغرين.

ويعتقد تشكيل ائتلاف حكومي بين الرابطة الإسلامية وحزب الشعب وهما قد شكلا حكومة ائتلافية، بعد الإطاحة بعمران خان من منصب رئيس الوزراء، بموجب مذكرة حجب ثقة في أبريل (نيسان) 2022- النتيجة الأكثر ترجيحاً.

وفازت 6 أحزاب صغيرة -على الأقل- بمقعد أو مقعدين فقط في الانتخابات، وسوف ترحب بانضمام المستقلين إلى صفوفها، وهذا قد يمنحهم إمكانية الوصول إلى 70 مقعداً إضافياً تُخصص للنساء والأقليات الدينية، وفقاً لنتائج الانتخابات. ولم يسبق حدوث هذا من قبل، وقد يواجه تحديات قانونية.

وأعلن حزب الرابطة الإسلامية (جناح نواز) وحزب الشعب الباكستانيان عن تحالف بينهما لتشكيل الحكومة الجديدة التي يفترض أن يقودها رئيس الوزراء السابق شهباز شريف، في حين رفضت حركة إنصاف الانضمام لهذا التحالف وقررت الطعن في نتائج الانتخابات الأخيرة.

وأعلن حزب الشعب، الذي حل ثانيا في الانتخابات البرلمانية بحصوله على 54 مقعدا، من أصل 264 مقعدا، عن دعم مرشح حزب الرابطة -الذي حل في المركز الأول- لمنصب رئاسة الحكومة دون المشاركة فيها.

وحُكم على خان، نجم الكريكيت السابق الذي قاد باكستان للفوز بكأس العالم عام 1992، كما سجن هذا الشهر بالسجن لفترات طويلة بتهمة الخيانة والكسب غير المشروع والزواج غير القانوني.

وقال عمران لصحفيين -أثناء جلسة استماع إجرائية في السجن- إن حزبه سيطعن أمام المحكمة العليا بدعوى التزوير في نتائج الانتخابات، ثم يدرس التحالف.

وحذر رئيس الوزراء الأسبق من أي حكومة جديدة يتم تشكيلها عبر ما سماها الأصوات المسروقة، قائلا إن ذلك سيفاقم الوضع الاقتصادي.

ولا يمكن للمستقلين تشكيل حكومة رغم حصولهم على العدد الأكبر من المقاعد، إذ يتعين أن يقوم حزب معترف به أو ائتلاف أحزاب بتشكيلها.

ولكن الأمر قد لا يطول في السياسة الباكستانية، فقد عزلت المحكمة العليا نواز شريف من منصبه بتهمة الفساد في 2017، بعد الكشف عن عقارات فاخرة تمتلكها عائلته عبر شركات قابضة خارجية. ومنعته المحكمة العليا نفسها من تولي أي منصب سياسي مدى الحياة. وأدى إقرار قانون في يونيو في عهد حكومة شقيقه شهباز شريف، إلى تسهيل عودته من المنفى. 

زر الذهاب إلى الأعلى