“مجاعة كارثية قادمة” : مؤتمر دولي بفرنسا لدعم ضحايا حرب السودان

تقرير : عبدالله حشيش
اصرار طرفي النزاع على مواصلة القتال وتعثر وساطات الحل السياسي، دفعت فرنسا الي الدعوة إلى مؤتمر دولي في باريس منتصف أبريل المقبل، ويجري المؤتمر تحت رعاية الاتحاد الأوربي والأمم المتحدة، ويهدف المؤتمر الي حث المجتمع الدولي إلى الاهتمام بضحايا القتال في السودان والذين بلغ عددهم ٢٥ مليون سوداني في حاجة للمساعدات الإنسانية و يمثلون ٦٥٪ من سكان السودان بحسب بيان صادر عن الأمم المتحدة مطلع العام الجاري،؛ وإشار الي ضرورة توفير ٥ مليار دولار وبشكل عاجل، فيما قدرت منظمات دولية خسائر الحرب في السودان منذ انطلاقه في أبريل العام الماضي بأكثر من ١٢٠ مليار دولار ، ويهدف مؤتمر باريس إلى “تسليط الضوء على هذه الأزمة الخطيرة للغاية” التي يجب ألا ينساها المجتمع الدولي وقبل وصول السودان الي مجاعة كارثية وانهيار الدولة، ووفق وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه في تصريحات لوكالة الانباء الفرنسية،حيث قال : “نحن نواجه أزمة هائلة على المستوى الإنساني والجيوسياسي.. تفكك السودان ستكون له عواقب كارثية على المنطقة بأكملها”، و تم توجيه الدعوة إلى البلدان المجاورة للسودان والمنظمات الدولية والإقليمية ذات الصلة وجميع الجهات المانحة الدولية الرئيسية الموجودة في هذا الجزء من إفريقيا والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والجهات الفاعلة الإنسانية ووكالات الأمم المتحدة وجميع المنظمات غير الحكومية الكبيرة.
فيما حذرت منظمة الصحة العالمية في بيان لها أن مناطق النزاع في السودان معرضة لخطر مجاعة “كارثية” بين أبريل ويوليو، وهي “فترة جفاف” ، وأشار البيان الي أن النظام الصحي في السودان بالكاد يعمل.. والأمراض المعدية تنتشر.وهناك أكثر من ١٠ آلاف حالة كوليرا و٥ آلاف حالة حصبة وحوالي ٨ آلاف حالة حمى الضنك وأكثر من مليون ونصف المليون إصابة سريرية بالملاريا.
على صعيد متصل لتداعيات الازمة ومواجهة ظاهرة تفشي حالات الاغتصاب للنساء والمتهم الرئيسي فيها قوات الدعم السريع، وسجلت منظمات المدني عدد ١٣٦ حالة اغتصاب موثقة بخلاف حالات رفضن الإبلاغ عنها، فيما اقامت قوات الجيش السوداني معسكر في منطقة بورسودان في السودان، لتدريب النساء على حمل السلاح واستخدامه للدفاع عن أنفسهم واسرهن ضد التحرش والاغتصاب، وتزامن تسليح النساء لمواجهة الاغتصاب مع حملة تسليح شباب الدفاع الشعبي لمواجهة حالات التعدي على منازلهم وممتلكاتهم مما يفتح الباب الي مايعرف فوضى انتشار السلاح وخطورته على مستقبل الدولة السودانية، ومرجح ان يخلق مليشيات وحركات تمرد جديدة، قد تنقلب على الدولة أوان تقوم بتصفية حسابات مع أطراف او جماعات سياسية او عرقية او جهوية.
