الانتخابات الباكستانية مهددة بالبطلان..وصراع حول تشكيل الحكومة

متابعة: محمد عطا
لا حديث فى باكستان سوى عن الانتخابات المثيرة للجدل التى أجريت الأسبوع الماضي فى ظروف صعبة ومريبة ، ولم يستطع أى حزب حسم الأغلبية ،وتجري مشاورات بتشكيل حكومة ائتلافية تتفيذا للدستور الباكستاني.
ولكن مفاجأة من العيار الثقيل لم تكن فى الحسبان ستقلب الموازين رأسا على عقب ، قد تسبب بطلان الانتخابات حسب رؤية مراقبون ومحللون للمشهد ،حيث اعترف لياقت على تشلنا أحد أعضاء مفوضية الانتخابات الباكستانية على الملأ بأنه قام بتزوير نتائج الانتخابات العامة التي أجريت في 8 فبراير، معلنا استقالته من منصبه، وطالب بإيقاع العقوبة على كل من شارك في التزوير.
بنتائج الانتخابات
كما اعترف مفوض الانتخابات الباكستانية عن مدينة روالبندي (جنوب شرق إسلام آباد) بالتزوير بنتائج الانتخابات التي جرت تحت إشرافه في مدينة روالبندي.
واجتاحت مظاهرات احتجاجية العديد من المدن الباكستانية ضد ما سموه التلاعب الذي وقع في الانتخابات، مطالبين بإعادة الفرز لتكون النتائج صحيحة، مؤكدين أحقية أنصار عمران خان مؤسس حزب حركة إنصاف بالفوز بالمزيد من المقاعد.
وقال تشاثا في مؤتمر صحفي في روالبندي “أنا أتحمل المسؤولية عن كل هذه المخالفات”.
وأضاف أن “رئيس مفوضي الانتخابات وأحد كبار قضاة المحكمة العليا متورطون في هذا الأمر”.
وتابع “لقد جعلنا المرشحين المستقلين الذين حصلوا على ما بين 70 ألف إلى 80 ألف صوت يخسرون من خلال وضع أوراق تصويت مزورة”.
رسالة مكتوبة
وفي رسالة مكتوبة بخط اليد، قال تشاثا إنه سيستقيل من منصبه لأنه متورط بشدة في جريمة خطيرة وهي تزوير الانتخابات العامة عام 2024″.
قال تشاثا إنه طعن البلد في ظهره” في إشارة إلى تزوير الانتخابات لذلك لا يعرف النوم “كما يجب أن أعاقب على الظلم الذي ارتكبته، ويجب معاقبة الآخرين الذين شاركوا في هذا الظلم.
وفي وقت سابق، قال تشاثا، إنه تعرض لضغوط شديدة حتى لا يعلن عن التزوير لدرجة أنه فكر في الانتحار، إلا إنه قرر أخيرا عرض الأمور على الجمهور.
وفي بيان صحفي اطلع عليه ” الوسط العربي” ، قالت هيئة مراقبة الانتخابات إن أيا من مسؤوليها لم يصدر أي تعليمات إلى تشاثا من أجل تغيير نتائج الانتخابات ، لكن لجنة الانتخابات ستجري تحقيقا في الأمر في أقرب وقت ممكن”.
فجر قنبلة
وكان أمير جمعية علماء الإسلام الباكستانية مولانا فضل الرحمن قد فجر قنبلة سياسية من العيار الثقيل عندما اعترف بأن الإطاحة بعمران خان من سدة الحكم في أبريل 2022 جاءت بناء على توجيهات من قائد الجيش حينها الجنرال قمر جاويد باجوا.
وأوضح فضل الرحمن أنه كان شخصيا ضد خطوة حجب الثقة عن حكومة عمران خان، ولكن هذا الموقف ما كان ليجدي في ظل إصرار الأطراف الأخرى وأبرزها الرابطة الإسلامية بقيادة نواز شريف وحزب الشعب بقيادة بيلاوال بوتو زرداري.
وكان فضل الرحمن رئيس تحالف الحركة الديمقراطية الشعبية التي أطاحت بحكم عمران خان وحزب حركة إنصاف في أبريل 2022 وتولت الحكم، وقاد بعدها شهباز شريف تحالفا متعدد الأحزاب البلاد لمدة 16 شهرًا قبل تسليم زمام الأمور إلى الحكومة المؤقتة..
وعن الانتخابات الأخيرة، أشار فضل الرحمن إلى أنه من الواضح أن تزويرا وقع في الانتخابات، وأن حزب الرابطة-جناح نواز هو المستفيد الأكبر من ذلك.
