الضغوط الاقتصادية حبل مشنقة يلتف حول رقبة نتنياهو

رؤية وتحليل : إيهاب حسن عبد الجواد
تزحف الأزمات الاقتصادية على المجتمع الإسرائيلي منذ تشكيل حكومة الاحتلال الأخيرة في 29 ديسمبر 2022 بعد انتخابات الكنيست في 1 نوفمبر 2022 والتي تكونت من ست أحزاب هي الليكود ويهودية التوراة المتحدة وشاس والحزب الصهيوني الديني وعوتسما يهوديت ونعوم – ويقودها بنيامين نتنياهو، الذي تولى منصب رئيس وزراء إسرائيل للمرة السادسة.
وقبل “طوفان الأقصى “بفترة وجيزة خرجت الجماهير الإسرائيلية تندد بمساوئ هذه الحكومة المتطرفة ، وسوء الاحوال الاجتماعية والاقتصادية والصادم الأخذ في التصعيد مع الفلسطينيين حتى انتهى الأمر باضرار حركة حماس إلى تنفيذ عملية طوفان الأقصى .
بعد أن بداءت حملات الترويج لعمليات التطبيع بدون مقابل والعمل على محو شعار “الأرض مقابل السلام ” ورفع شعار “السلام مقابل السلام” الذي روجه نتياهو مستغلاً هرولة عدد من دول الخليج للتطبيع بتعليمات أمريكية بين غمضة عين وانتباهتها.
بل وتسببت حماقة هذه المجموعة من الهواة سياسيا المتعطشين للدماء في هذه المذابح والمجازر لألاف الفلسطينيين المدنيين بل وتنفيذ عملية حرق وإعدام لمواطنين إسرائيليين وإلصاق التهمة في حركة حماس .
غليان في الشارع الإسرائيلي
من جديد عادت حالة الغليان في الشارع الإسرائيلي بدعم من أهالي المحتجزين لدى حركة حماس وترفض حكومة نتنياهو التفاوض لاستعادتهم بل ضحت بالعديد منهم في سبيل تنفيذ عملياتها الإجرامية ضد المدنيين في غزة بزعم اختباء قادة حماس أسفل المنازل والمستشفيات .
والسبب الثاني الذي بدءا يتصاعد من جديد الحالة الاقتصادية السيئة التي يعيشها الإسرائيليين في الأراضي المحتلة كان أخرها ، فضيحة تقرير وكالة “موديز ” التي خفضت التصنيف الائتماني لدولة الاحتلال الإسرائيلي وتنبأت بتدهوره خلال الفترة القادمة ..

شركات الطيران الكبرى تهجر إسرائيلي حتى شتاء 2025
إحدى حلقات الخسائر الاقتصادية التي منيت بها إسرائيل بعد عملية طوفان الأقصى كانت التراجع شبه الكامل في نشاط العديد من شركات الطيران الكبرى في إسرائيل ومنها الخطوط الجوية الأمريكية أو طيران الإمارات أو يونايتد إيرلاينز أو فيرجن أتلانتيك، والتي لم تعلن عن جدول رحلاتها الصيفية، وأغلب الشركات الأجنبية العاملة في إسرائيل لم تعد إلى نشاطها، بعضها أعلن أنها ستعود نهاية العام والبعض الآخر لم يحدد موعداً للعودة.وهذا يعني إن هذه الشركات لن تراها إسرائيل إلا شتاء عام2025 .
ولم يعد معظم العاملين في تلك الشركات إلى العمل بأي حال من الأحوال، ولا توجد إمكانية لتوظيف وتدريب عمال محترفين جدد. والوضع اليوم هو حالة من الخسائر المتراكمة خلال أشهر الإبادة الجماعية لأهل غزة .
ورغم قيام جهات إسرائيلية اقتصادية غير حكومية بالتواصل مع عشرات من شركات الطيران التي في إسرائيل وبذل كل ما في وسعها لإقناع هذه الشركات بالعودة، لكن وسائل الإقناع لديهم محدودة. وواضحلنه بدون دعم الحكومة، ليس من الواضح على الإطلاق ما إذا كانت هذه الشركات ستعود إلى العمل في إسرائيل.
شركة الطيران التي قررت التخلي عن مكان طائراتها إلى وجهة معينة لفترة طويلة، تقوم بنقل الطائرات التي تعمل على الطريق إلى وجهة أخرى أكثر ربحية، مما يجعل جهوده إعاتها إلى إسرائيل شبه مستحيلة.
والطريقة الوحيدة من وجهة العاملين في هذا المجال لإنقاذه من الانهيار إقناع شركات الطيران بالعودة إلى العمل في إسرائيل هي تسهيل عودتها إلى الرحلات – حتى لو تم تخفيضها – و تقديم حوافز مثل تحسين التأمين والأمن. بل ويجب على مجلس الوزراء الاقتصادي، برئاسة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ، التعامل مع قرارات شركات الطيران بعدم العودة إلى تشغيل رحلاتها إلى تل أبيب باعتبارها هجومًا اقتصاديًا في حد ذاته، واتخاذ إجراءات ضدها، تمامًا كما فعلت بعد نشر تقرير وكالة موديز.
وبعيدا عن الضرر الذي لحق بصورة إسرائيل، فإن المعنى المباشر لقرار شركات الطيران، وخاصة الشركات القديمة، هو انهيار العديد من الشركات الإسرائيلية العاملة في دوائر لها علاقة بعالم الطيران والسياحة والفنادق.
وقالوا يجب أن نغير مفهوم أن الوضع السيئ في إسرائيل وأنه يسير في اتجاه إيجابي، فالجميع يعاني حالياً من الوضع ويتوق إلى حل سحري للتمسك به.
وكلما كان التحرك أسرع، كلما أصبح من الممكن تقليل الضرر الذي يلحق بصورة إسرائيل بشكل كبير وإنقاذ عدد كبير من الشركات والموظفين من الانهيار الاقتصادي.
