الشرق قادمعاجل

باكستان على صفيح ساخن ..مفاوضات تشكيل الحكومة لا تتوقف

 

متابعة وتحليل: محمد عطا 

بينما تشهد باكستان التى يبلغ عدد سكانها 241 مليون نسمة حالة من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادى ، يعقد أكبر حزبين فى البلاد اجتماعات مكثفة من أجل التفاوض لتشكيل حكومة ائتلافية ،بعد انتخابات غير حاسمة لم ينجح أى حزب فى حسم الأغلبية ،حيث تمثل تجتماعات اليوم خامس جولة فى المفاوضات. 

ويرى محللون إن الدولة النووية التي يبلغ عدد سكانها 241 مليون نسمة تحتاج إلى حكومة مستقرة تملك سلطة اتخاذ قرارات صعبة وسط أزمة اقتصادية وتضخم غير مسبوق، فضلاً عن تصاعد أعمال العنف المسلح.

وانتهت أزمة سياسية في البلاد بعد أن اختار حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية  جناح نواز شريف  رئيس الوزراء السابق شهباز شريف لقيادة البلاد مجدداً.

وتولى شريف (72 عاماً) رئاسة الوزراء 16 شهراً حتى أغسطس، واختاره شقيقه الأكبر نواز، رئيس ومؤسس حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية جناح نواز شريف وهو أكبر حزب في البرلمان، الأسبوع الماضي مرشحاً للائتلاف ليكون رئيس الوزراء الجديد.

ودعم حزب الشعب الباكستاني ثاني أكبر الأحزاب ويرأسه وزير الخارجية السابق بيلاوال بوتو زرداري، الاختيار لكنه لم يعلن تعهداً بالانضمام إلى الحكومة، مشيراً إلى أنه سيدعم تشكيل حكومة أقلية دون أن ينضم إليها.

وتجري مفاوضات حالياً لإقناع حزب الشعب الباكستاني بالانضمام للحكومة وتولي مناصب وزارية ضمن عدة مقترحات لتقاسم السلطة بين الحزبين.

ونواجه الحكومة الجديدة أيضاً المزيد من التوتر السياسي، إذ يشكل أعضاء البرلمان من المستقلين المدعومين من رئيس الوزراء الأسبق والمسجون حالياً عمران خان أكبر مجموعة في المجلس التشريعي.

وحسب مراقبون فإن أنصار رئيس الوزراء السابق عمران خان سيشكلون تحالفاً مع مجموعة سياسية غير معروفة، وفق ما أفاد حزبه فى بباناته التى اطلع علبه ” الوسط العربي” 

وفاز المرشحون المدعومون من «حركة إنصاف» (حزب خان) بمعظم المقاعد في انتخابات الشهر الجاري، لكن تم تهميشهم فعلياً لأنهم أُجبروا على الترشح كمستقلين.

وفشل حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية  نواز في الحصول على غالبية تسمح له بالحكم، لكنه أقام شراكة مع حزب الشعب الباكستاني وأحزاب أخرى بهدف تشكيل الحكومة المقبلة. لكن حركة إنصاف ما زالت تأمل في الحصول على أغلبية عبر دفع مرشحي الحزب للانضمام إلى مجلس الاتحاد السني، وهو حزب سياسي مسجّل كان رئيسه الوحيد ضمن تحالف أحزاب إسلامية سياسية ودينية الذي فاز بمقعد.

وقال رئيس حركة إنصاف جوهر علي خان في مؤتمر صحفي: ” توصلنا إلى توافق على أن مرشحينا لمجالس المحافظات والمجلس الوطني سينضمون إلى مجلس الاتحاد السني ، وسيقدّم المرشحون الفائزون المدعومون من «إنصاف» طلباتهم للانضمام إلى مجلس الاتحاد السني هذا الأسبوع إلى مفوضية الانتخابات الباكستانية التي يتعين الحصول على موافقتها لتشكيل الائتلاف” .

وفي حال وافقت المفوضية، يمكن لاحقاً أن تخصص للتحالف المقاعد المحجوزة للنساء والأقليات الدينية التي تحدد بناء على نتائج الانتخابات.

وسادت اتهامات واسعة بتزوير الانتخابات والتلاعب بالنتائج، بعدما قطعت السلطات شبكة الهواتف المحمولة في باكستان يوم الانتخابات، واستغرق فرز الأصوات أكثر من 24 ساعة.

وأقر المفوض عن مدينة روالبندي، السبت بأنه ساهم في تزوير نتيجة انتخابات الثامن من فبراير، معلنا أنه سيسلّم نفسه إلى الشرطة.وقال: “حولنا الخاسرين إلى فائزين وقلبنا هوامش 70 ألف صوت في 13 مقعداً في المجلس الوطني».

وقادت حركة إنصاف تجمّعات عدة في باكستان، السبت، احتجاجا على التزوير المفترض. وخرجت أعداد صغيرة من أنصار الحزب إلى شوارع كبرى المدن، فيما كان التجمّع الأكبر الذي ضم نحو 4000 شخص في مدينة بيشاور، معقل الحزب في شمال البلاد، واعتقلت الشرطة العضو البارز في الحزب سلمان أكرم راجا، ونحو عشرة من أنصاره في مدينة لاهور (وسط) قبل إطلاق سراحهم بعد مدة وجيزة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى