الهلال الخصيبعاجل

“فيتو” الموت لأطفال فلسطين والحياة للقتلة في إسرائيل

متابعة: إيهاب حسن 

على مرأى ومسمع من العالم أجمع .. أكدت الإدارة الأمريكية أنها ماضية في تواطؤها مع العدوان والإبادة الجماعية لأهل غزة وأنها تخالف كل القيم والأعراف الإنسانية من أجل نصرة الباطل على الحق.
استخدمت أمريكا الفيتو من جديد لمنع صدور قرار إنساني لوقف إطلاق النار وتوصيل المساعدات أهل غزة ، الأمر الذي يجعل هذه الإدارة متهمة بالخروج على القانون الدولي والتواطؤ على ارتكاب حرب إبادة جماعية بدعمها الإسرائيلي.

 سفير فلسطين ينتقد حماية أمريكا لإسرائيل

على مسرح المجلس الأمن كنا أمام مسرحية الذئب والحمل وقف فيها السفير رياض منصور، المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة ينتقد استخدام أمريكا حق الاعتراض ضد مشروع القرار وقال هذا ليس أمرًا مؤسفا فحسب، و إنما أيضا هو ” أمر متهور وخطير للغاية، فهو يحمي إسرائيل مرة أخرى حتى عندما ترتكب أكثر الجرائم إثارة للصدمة، بينما يعرض الملايين من المدنيين الفلسطينيين الأبرياء لغضبها والمزيد من الفظائع التي لا توصف”.

رياض منصور، المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة
رياض منصور، المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة

أضاف أن إسرائيل ليست هي من ينبغي أن تحظى بحماية حق الفيتو إن الأطفال والنساء والرجال الفلسطينيين هم الذين يجب أن يتمتعوا بالحماية من خلال تحرك هذا المجلس الآن.

رياض منصور يطالب بوقف إطلاق النار على قطاع غزة 

أكد أنه فقط من خلال وقف إطلاق النار “يمكننا أن نعطي فرصة للحياة”، ولتنفيذ قراري مجلس الأمن 2712 و2720، ولوصول المساعدة الإنسانية إلى الملايين من الأشخاص اليائسين المحتاجين، وللسماح للأونروا ووكالات الأمم المتحدة الأخرى لإيصال المساعدات المنقذة للحياة، “وفرصة لجهودنا الجماعية لرسم طريق نحو العدالة والسلام”.
وشدد على أنه بدون وقف إطلاق النار، “لن تنتهي أي من الفظائع، وستستمر إسرائيل في نشر الموت والدمار والخراب”.

نبه منصور إلى أن مجلس الأمن، بفشله في المطالبة بوقف إطلاق النار، “فإنه لن يعتبر مقصرا في أداء واجباته فحسب، بل سيعتبر أيضا عاملا في تمكين ارتكاب أفظع الجرائم التي نشهدها في هذه الأيام في غزة”.

قال سفير دولة فلسطين إن هذا الفيتو لا يعفي إسرائيل من التزاماتها ولا من يحميها، لا في مجلس الأمن، أو في محكمة العدل الدولية، أو في أي مكان آخر، مضيفا أنه “حتى لو استمر مجلس الأمن في التنصل من مسؤولياته، وعرقلته بحق الاعتراض الذي يمارسه عضو دائم مرارا، فإن الأجهزة الأخرى في النظام الدولي تتمسك بمسؤولياتها. وفي يوم أو آخر، لن يُنظر إلى الأطفال الفلسطينيين على أنهم تهديد ديموغرافي، ولكن كأطفال لهم الحق في الحياة وتحقيق آمالهم وأحلامهم”.

المندوب الإسرائيلي يهاجم حماس في مجلس الأمن

على النقيض تماما ارتدى الذئب مسوح الرهبان ووقف مندوب الكيان الإسرائيلي (جلعاد إردان) بكل بجاحة يروج لأكاذيب الوقحة ويقول إن وقف إطلاق النار في غزة سيحقق “شيئا واحدا فقط هو بقاء حماس وسيمثل حكما بالإعدام على العديد من الإسرائيليين والغزاويين”.

المندوب الإسرائيلي جلعاد إردان
المندوب الإسرائيلي جلعاد إردان

وأن وقف إطلاق النار من شأنه أن يبقي حماس في السلطة ويسمح للحركة بإعادة تنظيم صفوفها، وبذلك ستكون “محاولتها التالية لارتكاب إبادة جماعية ضد الإسرائيليين مجرد مسألة وقت .
وأن “الجهاديين” في جميع أنحاء العالم يرون أن الهيئة المكلفة بدعم الأمن الدولي “مستعدة للقتلة من حماس بمواصلة عهد الإرهاب”، مضيفا أن إسرائيل تسعى أيضا إلى وقف إطلاق النار، “ولكن هناك صيغة واحدة فقط نحن على استعداد لقبولها: يجب إطلاق سراح جميع رهائننا ويجب على حماس تسليم نفسها”.
وقال إردان إن مجلس الأمن والأمم المتحدة فشلا باستمرار في إدانة حماس، و “في يوم من الأيام، عندما يدرس المؤرخون أسباب فقدان الأمم المتحدة لمكانتها ونفوذها، فإن عجز هذه المنظمة عن إدانة الإرهابيين الذين يذبحون الأطفال سيكون أحد العوامل الدافعة لذلك”.

السفير الإسرائيلي يكرر الإدعاءات ضد الأونروا وموظفيها

وكرر السفير الإسرائيلي ادعاءات بلاده ضد الأونروا وموظفيها، زاعما أن 12 % من موظفيها في غزة أعضاء في حركتي حماس والجهاد الإسلامي. وقال: “لقد أثبتت الأونروا أنها جزء أساسي من آلة حماس ، الأمر الذي يجعل الأونروا نفسها منظمة إرهابية”.
رغم أن وكالة الأونروا تشارك بشكل دوري ومنتظم أسماء موظفيها مع السلطات المعنية، بما في ذلك السلطات الإسرائيلية. ولم تتلق الأونروا من قبل أي تعليق من إسرائيل على تلك القوائم.

الأونروا وموظفيها
وأضاف أنه لا يمكن الوثوق بأي بيانات أو أرقام تقدمها الأمم المتحدة، وقال: “في غزة، حماس هي الأمم المتحدة والأمم المتحدة هي حماس” حسب تعبيره. رغم أن الأمم المتحدة في غزة، كما هو الحال في أي مكان آخر بالعالم، تعمل باستقلالية ونزاهة تامة لخدمة المدنيين مسترشدة بمبادئها الواضحة.
وفيما يخص لبنان، قال إردان إن حزب الله استهدف شمال إسرائيل بألفي صاروخ وقذيفة مما أدى إلى نزوح نحو مائة ألف شخص. وقال إن “الوقت ينفد” قبل أن تضطر بلاده إلى اتخاذ “إجراءات حاسمة” لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 – الذي أنهى حرب عام 2006 بين الطرفين، مؤكدا أن الأمر “ليس مسألة سنوات، بل أسابيع”.
وقال إن وقف إطلاق النار في غزة لن يكون “مدمرا لإسرائيل والفلسطينيين” فحسب، بل سيضمن “غض الطرف عما يتكشف في بقية المنطقة”. ودعا المجلس إلى الوقوف إلى جانب إسرائيل “ضد من أسماهم قوى الشر ومواجهة الواقع فالحقيقة لا يمكن العثور عليها عندما يدفن المرء رأسه في الرمال”.

لمتابعة أخبار: الوسط العربي 

زر الذهاب إلى الأعلى