إبداعات عربيةمتنوعات

140 لوحة كاريكاتورية للفنان الأرميني “صاروخان” في بيت السناري

تقرير: أحمد عبد الحافظ

تصور لوحات معرض “بورتيهات الإسكندرية” الذي تقيمه حاليا أسرة فنان الكاريكاتير الأرمني الأصل ألكسندر صاروخان بالتعاون مع مؤسسة “عبد الله الصاوي” في بيت السناري بالقاهرة، بمناسبة مرور 125 عاما على ميلاده، الكثير من مظاهر الحياة في المجتمع المصري سواء على المستوى الاجتماعي أو السياسي، وقد تتبع بريشته الساخرة العديد من الشخصيات منذ احترافه الرسم عام 1924 وحتى اندلاع ثورة 1952، وهي الفترة التي شهدت قمة ازدهاره الفني بما تتميز به من حالة ليبرالية جعلته يصور الكثير من الشخصيات السياسية، وينتقد سياساتهم، وقراراتهم التي كانوا يتخذونها لتسيير أمور المجتمع المصري، ولم ينج من ريشته أحد من رجالات تلك الأيام بدء من الزعيم سعد زعلول، ومرورا بالنقراشي باشا، وكثيرين غيره، وصولا لرئيس وزراء مصر الأسبق محمد محمود باشا، وهم جميعا رموز مصر الملكية.

120 بورتريه لشخصيات إسكندرانية من القرن ال20

تضمن المعرض الذي أقيم مؤخرا في بيت السناري بمنطقة السيدة زينب 120 بورتريها لشخصيات إسكندرانية عاشت خلال فترة الثلاثينيات من القرن الماضي، وركز فيها على إبراز الملامح المميزة لكل شخصية، وحاول استبطان صفاتها الداخلية، وما تتمتع به من طباع، وهذه اللوحات أكتشفتها “سيلفا نارديان” حفيدة صاروخان، قالت في حفل تقديم المعرض: “عثرت عليها في ملف كبير بين متعلقات وأعمال جدي، ورغم اهتمامي الكبير بكل ما ينتمي لصاروخان من أعمال فنية إلا أن مجموعة لوحات “بورتريه الاسكندرية” كانت مفاجأة بالنسبة لي، وفور العثور عليها تحدثت مع “الدكتور عبد الله الصاوي” المهتم بتاريخ الكاريكاتير وأهم شخصياته، وبالطبع في طليعة هؤلاء يأتي صاروخان، وأخبرته بما تمثله هذه الأعمال من قيمة لأسرتنا، وللمجتمع والفن الكاريكاتيري المصري، فهي تعبر عن الحياة الاجتماعية في تلك الفترة من بدايات القرن العشرين، وتكشف الكثير من سماتها.

الكاريكاتير السياسي

يعد اهتمام صاروخان بالكاريكاتير السياسي من أهم سمات مدرسته الفنية المميزة له، يظهر ذلك بوضوح في لوحات القسم الثاني من المعرض، وهناك أكثر من 20 رسمة ناردة، تعود لفترة السبعينيات من القرن الماضي، يصور فيها حرب أكتوبر ومشاهد من عبور قناة السويس، ومشاعر قادة إسرائيل عقب الهزيمة، وما جرى بينهم من حرب كلامية بعدها، وهناك لوحة تصور احتفال تل أبيب بعيدها القومي، وتظهر فيها رئيسة الوزراء في ذلك الوقت جولدا مائير وهي جالسة تبكي جراء الخسائر التي تكبدتها عسكريا وسياسيا.

نشأة الفنان الأرمني صاروخان وتعليمه

ولد صاروخان في قرية أردانوش القوقازية عام 1898، شمال شرق تركيا، ضمن مقاطعة باطوم، التابعة للإمبراطورية الروسية، بدا تعليمه في معهد المختارين بإسطنبول عام 1915، وسافر إلى فيينا ليقوم هناك بدراسة الرسم بمعهد الفنون الجرافيكية عام 1922، بعدها انتقل إلى الإسكندرية عام 1924، ومنها إلى القاهرة التي قرر الاستقرار فيها بشكل نهائي، ليحصل في عام 1955 على الجنسية المصرية جامعا بينها وبين الروسية والتركية وأصوله الأرمنية.

أبرز الأحداث السياسية التي احتفل بها “صاروخان”

ومن بين الأحداث التي احتفى بها صاروخان كان افتتاح قناة السويس، وقد تابع بلوحاته عمليات تطهيرها وافتتاحها، وقدم مجموعة من الأعمال من بينها لوحة يصور فيها سفينة يقودها الرئيس الراحل أنور السادات ومن خلفه حشد من جموع الشعب المصري، وهذه اللوحات حسب الدكتور عبدالله الصاوي، مدير مؤسسة “عبدالله الصاوي” نادرة جدا، وتعتبر عينة من مجموعة لوحات رسمها صاروخان خلال فترة السبعينيات وقبل وفاته عام 1977، ويأتي احتفاءا به، باعتباره الرسام الأهم في تاريخ الكاريكاتير السياسي في القرن العشرين. “أما رسوم البورتريه التي صور فيها عددا من المصريين والأجانب والأرمن مطلع القرن العشرين فتضعه في طليعة رسامي البورتريه الكاريكاتوري، وهذه اللوحات تتوفر عنها معلومات كاملة، وقد تضمنها معرضه الذي أقامه عام 1927، كان هذا هو المعرض الأول في مصر لهذا الفن، وقد فتح له الباب للعمل الصحفي، بعد نجاحه وما لقيه من تقدير، بداية من مجلة روزاليوسف ثم صحيفة أخبار اليوم، ليشتهر برسوماته وأعماله التي تابع بها الشؤون السياسية. ولعل أشهر أعماله شخصية “المصري أفندي” وهي أبرز ما ابتكر ليعبر بها عن هموم الناس في زمنه وتفاصيل حياتهم اليومية.

 

 

لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي

زر الذهاب إلى الأعلى