حقل الدرة.. هل يُعيد الخلافات بين دول الخليج وطهران؟

تقرير: إيهاب أحمد
مع تأكيد إيران المتكرر على حقوقها في حقل الدرة وإمكانية بدء عمليات الحفر والتنقيب، يأتي الرفض الكويتي للادعاءات والإجراءات الإيرانية بشأن الحقل.
فقد سبق أن صرح مصدر مسؤول في الخارجية الكويتية أن للكويت و السعودية وحدهما الحق في ثروات حقل الدرة وأكد أن المنطقة البحرية الواقع فيها حقل الدرة تقع في المناطق البحرية لدولة الكويت وأن الثروات الطبيعية فيها مشتركة بين الكويت والسعودية وهما اصحاب الحقوق خالصة في الثروة الطبيعية في حقل الدرة وأضاف المصدر المسؤول أن الكويت تجدد دعوتها إلى الجانب الإيراني للبدء في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين الجانبين الكويتي والسعودي، كطرف تفاوضي واحد مقابل الجانب الإيراني.
أسباب عودة ملف حقل الدرة
هناك تساؤلات عن أسباب عودة ملف حقل الدرة للواجهة، وإمكانية أن يؤثر على عملية التقارب الأخيرة بين إيران والسعودية ودول الخليج.
قال أحد المسئولين الكويتين إن حقل الدرة هو حقل حدودي بحري يقع بين الكويت والمملكة حسب اتفاقية ترسيم الحدود الموقعة بين الدولتين في عام 2000، ووفقا لمذكرة التفاهم التي وقعت في يونيو 2006، والاتفاقية المبرمة لتطوير الحقل في مارس 2022.
أضاف أن الجانب الإيراني يحاول في ظل التقارب مع دول الخليج أن يناور ويماطل في موضوع حقل الدرة عن طريق رفض الجلوس على طاولة المفاوضات، ومن المعروف أن لطهران خبرة طويلة وباع في عملية التفاوض سواء في الاتفاق النووي، أو أكثر من موضوع حول هذا الخصوص، ودائما ما تماطل طهران وتريد شراء الوقت لتحقيق أهداف تصب في صالحها، ومن أجل إيقاف العمليات ووقف تطوير الحقل”.
وشدد على أن الحقل سوف يتم تطويره على الرغم من احتجاجات الجانب الإيراني، حيث هناك اتفاقيات موقعة، عضو فيها الجانب الإيراني مع الكويت والسعودية، أهمها اتفاقية الأمم المتحدة لترسيم الحدود البحرية والتي توضح أن حقل الدرة حقل كويتي سعودي حدودي، وليس للجانب الإيراني أي جزء أو حقوق بداخله”.

استرسل قائلًا استقبل الجميع بفرح إعلان التقارب بين السعودية و إيران على الرغم من مفاجأة الحدث، والحديث عن فتح القنصليات وتبادل السفراء والأدوار السياسية والدبلوماسية بين البلدين، لكن دائمًا ما تخالف طهران التوقعات بشأن نوايا تقاربها و إن كان احتجاج طهران على تطوير الحقل وحضور المفاوضات من شأنه أن يعيق التقارب مع الخليج، بل ربما يوقف العملية برمتها ويعود بها إلى المربع الأول حيث التباعد.
نزاع قديم حول حقل الدرة
ويقول خبير سياسي إيراني، أن خلاف حقل الدرة البحري قديم، حيث تم اكتشافه في العام 1960، وهو مشترك بين إيران والمملكة ودولة الكويت.

وبحسبما صرح أن الخلاف حول هذا الحقل يأتي بسبب إصرار إيران على أن ترسيم الحدود يكون على أساس الجسم القاري، وهنا يكون 40% من هذا الحقل في المياه الإقليمية الإيرانية، فيما تصر الكويت على أن يكون الترسيم طبقًا للحدود البرية، وهذا يعني أن إيران خارج الحقل بشكل كامل.
تعطيل عمليات التنقيب عن الغاز بحقل الدرة
كان هذا الخلاف سببا في وقف كل عمليات التنقيب عن الغاز في هذا الحقل منذ سنوات طويلة، حتى يتم حل مشكلة الحدود وترسيمها بين البلدين، لكن مؤخر اتفقت الكويت و السعودية على استخراج الغاز من الحقل ما أغضب الإيرانيين وقالوا إنهم يريدون كذلك الاستفادة من استغلال الغاز في مياههم الإقليمية، وهو ما دفع الكويت إلى الدعوة للتفاوض.
واستبعد الخبير أن يؤثر هذا الخلاف على عملية التقارب الإيراني الخليجي والعربي، حيث أكد أن الموضوع خلاف قديم، وكان هناك في بعض الفترات محاولات من الولايات المتحدة الأمريكية لتحريض الدول على بعضها البعض، لكن الكويت عرضت أن تعود الاتصالات والتنسيق لترسيم الحدود.
إيران تتفاوض لحل الخلاف حول حقل الدرة
وأشار إلى أن الجانب الإيراني يريد التفاوض حول حقل الدرة مع الكويت والسعودية من أجل التوصل لحل للخلاف القائم، ولا فطهران لا ترغب في الدخول في صراع أو حرب أو مواجهة عسكرية مع الكويت، أو صراع سياسي مع دول الخليج.
وكانت الخارجية السعودية كانت قد صرحت سابقا أن السعودية والكويت، اتفقتا على الإسراع في تطوير واستغلال حقل غاز الدرة الذي تؤكد إيران أنها مشتركة معهما فيه، مجددتان الدعوة لإيران لترسيم الحدود البحرية في المنطقة التي يقع فيها الحقل.
ثم بعد ذلك بأيام أعلنت الحكومة الإيرانية عن البدء في عمليات الحفر قريبا في حقل آرش و هو الاسم الإيراني لحقل الدرة المشترك مع السعودية والكويت و السعودية والذي أعلنت الكويت أنها ستبدأ العمل على الاستخراج منه دون التفاوض مع إيران.
في حين أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، حق بلاده بالاستثمار في حقل أرش المشترك بينها وبين الكويت والسعودية.
أضاف أن الحقل مشترك بين إيران والكويت والسعودية، وهنالك أجزاء منه في نطاق المياه غير المحددة بين إيران والكويت.
