لغز وساطة ليبيا.. استقطاب الحركات المسلحة “مرجح” مصير السودان

تقرير: عبدالله حشيش
تساؤلات كثيرة أثارتها دعوة رئيس الحكومة الليبية المؤقتة عبد الحميد الدبيبة باستضافة طرفي الصراع في السودان، كل من قائد الجيش الوطني السوداني عبد الفتاح البرهان، وقائد مليشيا الدعم السريع محمد حمدان دقللو، للحوار ووقف الحرب في السودان والوصول الي اتفاق سياسي ينهي الأزمة ويعيد الاستقرار إلى السودان.
تمحورت التساؤلات حول قدرة ليبيا التي تعيش نفس أزمة الانقسام والصراع، على إنجاح وساطة توقف الحرب في السودان، وهو الأمر الذي فشلت في تحقيقه أطراف دولية وإقليمية فاعلة، مثل: مباحثات منبر جدة برعاية أمريكية سعودية، ومنبر المنامة برعاية دولية واقليمية، ومن قبلها مباحثات الإيجاد برعاية الاتحاد الإفريقي.
وقالت دوائر سياسية ليبية أنه من الأولى الاتفاق على تشكيل حكومة موحدة في ليبيا وإجراء الانتخابات المعطلة بسبب الانقسام بين شرق وغرب ليبيا، و أن الدعوة إلى الوساطة في حرب السودان، لا يخرج عن كونه دعاية سياسية
لتحقيق مكاسب دولية.
قد وصل قائد الجيش السوادني، عبدالفتاح البرهان، إلى ليبيا، وعقد لقاءات مع رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة، وذلك بعد يومين من اتصال هاتفي جمع الدبيبة مع كل من “البرهان” و “حميدتي”، وبانتظار زيارة حميدتي الي طرابلس،و المرجح لنها لن تتم نظرا للعلاقات القوية التي تربط قائد الدعم السريع مع قائد الجيش الليبي خليفة حفتر، وان زيارة حميدتي الي حكومة الغرب في طرابلس سوف تنعكس سلبيا على علاقته الجنرال حفتر.
موقف الحركات المسلحة
تتواصل الحرب في السودان مع قرب استكمال عامها الأول دون ملامح لوقفها، مما فرض مخاوف كثيرة من تحولها إلى حرب أهلية واسعة النطاق، نظرا لانتشار السلاح خارج المؤسسات الرسمية وتشظي الحركات المسلحة التي بلغ عددها 92 حركة مسلحة، بعضها حسم موقفه وانضم الي احد طرفي الصراع فيما بقى آخرون على الحياد حتى الآن، وربما تكون هذه الحركات العنصر المرجح لحسم الصراع من خلال انحيازها لاحد طرفي الصراع.

يقدر المراقبون عدد الحركات المسلحة بنحو 92 حركة،87 منها في دارفور، بينما تنشط 5 في كردفان والنيل الأزرق ووسط وشرق البلاد؛ فيما تقول تقارير غير رسمية عن انتشار أكثر من مليوني قطعة سلاح خارج المنظومة الأمنية الرسمية؛ وفقا لما أعلنته لجنة حكومية تشكلت لجمع السلاح غبر المقنن، وبعد ما يقارب من العام من القتال؛ انقسمت تلك الحركات إلى حركات محايدة وهي الغالبية وأبرزها حركتي عضوا مجلس السيادة ” الهادي إدريس والطاهر حجر” ؛ فيما أعلنت ثلاث حركات انحيازها للجيش دون أن تشارك بشكل ظاهر في القتال وهي مجموعة تتبع لجبريل إبراهيم وزير المالية الحالي و مني أركو مناوي حاكم إقليم دارفور ومجموعة مصطفى طمبور.
وعلى الجانب الآخر، تشارك 4 حركات دارفورية واثنتان من الوسط والنيل الأزرق وهما مجموعتي أبوعاقلة كيكل والمك أبو شوتال بفاعلية في القتال إلى جانب قوات الدعم ، وبعد اسابيع قليلة من بدء القتال انضمت قوات “درع السودان” التي تشكلت في منطقة البطانة بوسط البلاد قبل أكثر من ٦ أشهر من اندلاع القتال بكامل قواتها وعتادها إلى صفوف قوات الدعم السريع، بينما تقاتل مليشيا “البراء” المرتبطة بتنظيم الإخوان إلى جانب الجيش.
شبح الحرب الأهلية
مع اتساع رقعة الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، وشمولها أكثر من٧٠٪ في المئة من مساحة السودان، بدأ طرفا القتال في عمليات استقطاب واسعة على المستوى الشعبي ومستوى الحركات المسلحة المقدر عددها بنحو 92حركة، وفي حين تعتمد قوات الدعم السريع بشكل كبير في تكوينها القتالي على قبائل تنحدر من إقليم دارفور، وتركزت عمليات التحشيد الشعبي ، في منطقتي شرق وشمال السودان.

أشار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في تقرير له الاسبوع الماضي، إلى إن حملة التجييش الشعبي قامت بتدريب وتسليح نحو 600 ألف من المدنيين.
يرى مراقبون أن سياسة التجييش واستقطاب المجموعات المسلحة هي نتاج لسياسات قديمة اتبعها نظام الإخوان على مدى 3 عقود، محذرين من أن يؤدي ذلك إلى تكرار سيناريو الحرب الأهلية التي استمرت في دارفور ومناطق أخرى من البلاد، وأدت إلى تصفيات وانتهاكات عرقية كبيرة.

حذرت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” خلال ورشة عقدت بالعاصمة الكينية نيروبي، يوم السبت، حول الترتيبات الدستورية والحكم المحلي من خطورة خطاب الكراهية والتعبئة والاستنفار وتجييش المدنيين، مطالبة بنزع السلاح من كل المجموعات التابعة لطرفي القتال لتجنب انزلاق البلاد نحو الحرب الأهلية.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي
