هل سيُغير التصويت العربي مسار الانتخابات الأمريكية لصالح ترامب؟

تقرير: ألفت مدكور
يسعى الناخبون الأمريكيون ذات الأصول العربية إلى معاقبة الرئيس الأمريكى الحالى، والمرشح للانتخابات القادمة جو بايدن بعدم التصويت له بسبب موقف إدارته إزاء الحرب المتواصلة بين إسرائيل وحماس.
ففى ولاية ميشيغان، دشن المصوتون العرب مبادرة أسموها “أنصتوا إلى ميشيغان” تدعو لعدم التصويت لصالح بايدن خلال الانتخابات التمهيدية من أجل ممارسة الضغط على الرئيس الأمريكى حتى يطالب بوقف إطلاق نار دائم” في قطاع غزة الفلسطينى.
مبادرة “أنصتوا إلى ميشيغان”
تهدف المبادرة إلى معاقبة بايدن بسبب دعمه لإسرائيل، من خلال صناديق الاقتراع، حيث شكل الناخبون العرب قاعدة انتخابية مهمة له في الانتخابات الرئاسية السابقة، كما اظهر سكان ديربورن شمال الولايات المتحدة تجاوب مع المبادرة مبدين اهتماما كبيرا بما يجرى فى غزة وأنهم ينوون “معاقبة” الرئيس جو بايدن.
دشنت الحملة ضد بايدن فى ميشيغان الناشطة اليمنية سمراء لقمان وقامت بتوزيع منشورات أمام أحد المساجد في ضاحية مدينة ديترويت التي يسكنها عدد كبير من أصول عربية ومسلمة تصف بايدن بانه ممول لعملية الإبادة الجماعية لشعب غزة.

وتدعو الناخبين الى استبدال اسم المرشح بايدن خلال الانتخابات التمهيدية في فبراير/ شباط في الولاية بالتصويت بورقة بيضاء أو كتابة “فلسطين حرة” على بطاقة التصويت.

وتعد ميشيغان إحدى الولايات الرئيسية التي ترجح نتيجة الانتخابات الرئاسية ففي 2020، فاز بايدن في الولاية على الجمهوري دونالد ترامب،إلا ان استطلاعا للرأي أظهر قبل فترة قصيرة أن بايدن يتراجع عن خصمه فى الانتخابات القادمة.
شارك فى المبادرة التي تهدف لمقاطعة بايدن خلال الانتخابات ليلى العبد شقيقة النائبة الديمقراطية عن ميشيغان رشيدة طليب الفلسطينية الأصل.
تأثير حرب غزة على الانتخابات الرئاسية الأمريكية
ووفق خبير الشؤون الاستراتيجية الديمقراطي عباس علوية المولود في لبنان مدير مكتب نواب يساريين في واشنطن سابقا “قد يخسرون الديمقراطيون الانتخابات ليس فقط في تشرين الثاني/نوفمبر، بل لجيل كامل مستقبلا”.
تضع الانتخابات القادمة الناخبين الأمركيين ذات الأصول العربية أمام خيارين كلاهما مر، بين اختيار مرشح شارك حسب وصفهم فى عملية الإبادة والحرب بشكل مباشر على غزة ، وبين مرشح أخر لا يقل عنه عداء للمهاجرين وخاصة المهاجرين من أصول عربية.
ويقول عباس علوية عن اختيار ترامب كبديل لا مفر منه أمام غريمه بايدن “عندما يتوقف سفك الدماء يمكننا الحديث عن التداعيات السياسية”.
وتحمل نتائج الانتخابات التمهيدية لكلا الحزبين الديمقراطى والجمهورى، بفوز كليهما بميشيغان “علامات إنذار” لبايدن وترامب قبل شهر نوفمبر/تشرين القادم ، من التقدميين والناخبين الشباب والديمقراطيين العرب الأميركيين، والذي جاء في شكل تصويت احتجاجي، مفاده إما “تغيير المسار بشأن الحرب في غزة أو المخاطرة بخسارة جزء كبير من الدعم في الانتخابات العامة الحاسمة”، وفقا لشبكة (سي-ان – ان) الأمريكية.
وذكرت الشبكة تحول عملية التصويت فى ولاية ميشيغان من ترامب في عام 2016 إلى بايدن في عام 2020، يمنح هذه المخاوف أهمية كبيرة في منافسة سيحتاج فيها كلا المرشحين إلى كل القواعد للحصول على فرصة في الانتخابات العام.
وتقول صحيفة “واشنطن بوست”، إن اختيار عدد كبير من الناخبين التصويت بـ “غير ملتزم”، قد يعني أن بايدن سيواجه “مشكلة كبيرة” مع أجزاء من القاعدة الديمقراطية في الولاية، وان طريق البقاء بالبيت الأبيض سيكون أكثر صعوبة، إن لم يكن مستحيلا، إذا خسر هذه الولاية في نوفمبر
وقالت صحيفة “نيويورك تايمز أن التحدي الأكبر الذي واجهه بادين، لم يكن من مرشح آخر، بل من الناخبين الأميركيين العرب والتقدميين والشباب الذين يحتجون على موقفه من الحرب في غزة.
ووفقا للصحيفة سيكون من الصعب تحليل خسارة ترامب ما يقرب من 30% من أصوات الجمهوريين بالولاية، والذين ذهبت أصواتهم إما لصالح منافسته، نيكي هيلي، أو أيضا إلى أصوات “غير ملتزمة، كما ان مجموعة كبيرة من الجمهوريين، تعارضه بشدة أو لا يزال عليه كسب تأييدهم،خاصة في ولاية ميشيغان التي فاز فيها بفارق ضئيل في عام 2016 ، ثم خسر انتخاباتها أمام بايدن بنحو 150 ألف صوت، بعد أربع سنوات”
وذكر موقع “أكسيوس” أن الحرب على غزة أثرت على شعبية بايدن، من خلال تصويت بعض الناخبين العرب الأميركيين والمسلمين بـ”غير ملتزم”، بعد أن كانوا وراء فوزه عام 2020، في ذات الولاية .
يذكر أن الإدارة الأمريكية استخدمت الثلاثاء مجددا حق الفيتو في مجلس الأمن لتعطيل إقرار مشروع قرار كان تقدمت به تونس يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة وعارضته الولايات المتحدة.
كانت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، قد بدأت في السابع من أكتوبر/تشرين بعدما شنت حركة حماس الفلسطينية هجوما على الأراضي المحتلة بإسرائيل قامت خلاله بأسر أكثر من 1160 إسرائيلي.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي
