حول الخليجعاجل

الانتخابات الإيرانية ودعوات المقاطعة

تقرير: إيهاب أحمد

 

ساعات وتنطلق الانتخابات الإيرانية لبرلمان جديد، ومجلس خبراء القيادة والتي دعت إليها السلطات في طهران حيث وجهت الدعوة لأكثر من 61 مليون إيراني للتوجه إلى صناديق الاقتراع وسط توقعات بإحكام المحافظين قبضتهم على السلطة في غياب منافس حقيقي ودعوات للمقاطعة من أطراف داخلية و خارجية عديدة و بحسب إعلان وزارة الداخلية يحق لنحو 61 مليون إيراني من أصل 85 مليوناً التصويت نصفهم تقريباً من النساء في المدارس والمساجد.

سيكون المرشد الإيراني علي خامنئي أول من يدلي بصوته عند الساعة 8.00 صباحاً (بتوقيت طهران) في أحد مكاتب الاقتراع الـ59 ألفاً الموزعة في إيران، ولا سيما في المدارس والمساجد، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

تعد هذه الانتخابات  هي الأولى بعد احتجاجات حاشدة هزت البلاد، قبل عام ونصف عام، إثر وفاة الشابة مهسا أميني في أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق بدعوى سوء الحجاب ويتوقع الخبراء نسبة مقاطعة مرتفعة جداً تتخطى 50 في المائة.

ينتخب الإيرانيون أعضاء البرلمان الـ290 لمدّة أربع سنوات في اقتراع من دورة واحدة.كما يختارون أعضاء مجلس خبراء القيادة، وهي هيئة مؤلفة من 88 عضواً من رجال الدين المتنفذين ينتخبون لمدة 8 سنوات بالاقتراع العام المباشر، و من المفترض أن تسمي خليفة المرشد الحالي في حال تعذر ممارسة مهامه. كما أن الدستور يكلفها بالإشراف على أداء المرشد وإمكان إقالته، وهي صلاحيات يعتقد كثيرون أنها معطلة.

الانتخابات الإيرانية ودعوات المقاطعة

وتأتي هذه الإنتخابات في حالة من الإستياء العام بسبب تفاقم الأزمة المعيشية، مع استمرار العقوبات الأميركية جراء انسحاب الإدارة السابقة برئاسة دونالد ترمب من الاتفاق النووي. وتعطل المسار الدبلوماسي الساعي لإحياء الاتفاق النووي، بعد شهور من تولي حكومة إبراهيم رئيسي، مع اندلاع الحرب الروسية – الأوكرانية.

خامنئي يدعو الإيرانيين للمشاركة في الانتخابات

عمد خامنئي إلى تكرار حضّ الإيرانيين في خطاباته على رفع نسبة المشاركة في الانتخابات و الاقتراع بكثافة، قائلاً: “على الجميع المشاركة في الانتخابات مشددا على اًن الانتخابات القوية والحماسية إحدى ركائز الإدارة السليمة للبلاد وأضاف  إن المراقبين السياسيين الدوليين يخافون أكثر من حضور الشعب لأنهم رأوا قوته فهناك دول في العالم تراقب قضايا إيران عن كثب   الأميركيون، السياسات الغالبة في أوروبا، سياسات الصهاينة، سياسات الرأسماليين، والشركات الكبرى في العالم… هذه السياسات موجهة نحو إيران.

خامنئي يدعو الإيرانيين للمشاركة في الانتخابات

فيما شهدت الانتخابات التشريعية عام 2020 أقل إقبال منذ إعلان الجمهورية الإسلامية عام 1979  إذ لم يدل سوى 42.57 في المائة، من الناخبين بأصواتهم خلال الاقتراع الذي جرى بعد 24 ساعة من إعلان أول حالتي إصابة بفيروس “كوفيد – 19″وكانت تلك الانتخابات قد شهدت حملات مقاطعة على إثر احتجاجات 2017 و2019 وكذلك، إسقاط الطائرة الأوكرانية بصاروخين من دفاعات الحرس الثوري في جنوب طهران، والتي راح ضحيتها 176 شخصاً غالبيتهم من الإيرانيين، قبل أسابيع قليلة من الانتخابات.

وكتبت صحيفة “هم ميهن” الإصلاحية تحت عنوان “الأجواء السياسية تبقى جليدية»
أن المناخ السياسي بشبه موجة البرد والثلج التي اجتاحت عدداً من المناطق الإيرانية في الأيام الأخيرة.

من جانبها، أبرزت صحيفة”وطن امروز” المقربة من الحرس الثوري  «اهتمام الشعب بالحملة»، وخصوصاً في الأرياف.

انخفاض ملحوظ في عدد لافتات المرشحين في طهران

وفي طهران، حيث كانت المشاركة أكثر بقليل من 25 في المائة من الناخبين عام 2020، فإن عدد لافتات المرشحين أدنى منه في الحملات الانتخابية السابقة.

كانت العاصمة أحد مراكز الحركة الاحتجاجية الواسعة التي هزت البلاد بعد وفاة الفتاة مهسا أميني في سبتمبر2022 بعد أيام على توقيفها من قبل شرطة الأخلاق؛ لعدم التزامها بقواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.

تجري الانتخابات في ظل استياء متزايد في إيران إزاء غلاء المعيشة ونسبة تضخم تقارب 50 في المائة، وعجز الإدارة حيث قال  أحد المواطنين  رداً على أسئلة مراسل صحفي غربي قرب بازار طهران الكبير: “جيوب الناس فارغة”، و أضاف : “لا أعتقد أن البرلمان المقبل سيتمكن من تبديل هذا الوضع”

دعوات لمقاطعة الانتخابات الإيرانية

كان مجلس صيانة الدستور صادق  على عدد قياسي من المرشحين بلغ 15200 مرشح للانتخابات التشريعية، رافضاً في المقابل ترشيحات أكثر من 30 ألفاً آخرين.

ومن ناحية أخرى رفض المجلس طلب الرئيس السابق المعتدل حسن روحاني (2013 – 2021) لخوض انتخابات مجلس خبراء القيادة، رغم أنه عضو فيه منذ 24 عاماً.

ندد زعيم التيار الإصلاحي الرئيس السابق محمد خاتمي (1997 – 2005) بكون إيران بعيدة جداً عن انتخابات حرة وتنافسية.

زعيم التيار الإصلاحي الرئيس السابق محمد خاتمي

غير أن الرئيسين السابقين لم يدعوَا إلى مقاطعة الانتخابات، خلافاً لدعوات في الداخل والخارج الذين يرون أي مشاركة بمثابة مساومة مع سلطة ترفض القيام بإصلاحات جذرية.

وإن كانت جبهة الإصلاحات الائتلاف الرئيسي للأحزاب الإصلاحية، أنها ستغيب عن هذه الانتخابات المجردة من أي معنى، وغير المجدية في إدارة البلاد فإن عدد من المرشحين في دوائر المحافظات نسبوا أنفسهم إلى الإصلاحيين.

 

 المعسكر الإصلاحي

ومن المتوقع أن تؤكد هذه الانتخابات تراجع المعسكر الإصلاحي والمعتدل بعدما همّشه المحافظون والمتشددون الذين يمسكون بكل السلطات منذ انتخاب إبراهيم رئيسي رئيساً في 2021.

ومن المتوقع أن تكشف نتائج الانتخابات حجم كل من التيارات المختلفة في المعسكر المحافظ، سواء في البرلمان أو في مجلس خبراء القيادة في وقت يطرح فيه احتمال خلافة المرشد الذي سيبلغ الـ85 في أبريل.

وهناك أكثر من 275 ناشطاً إيرانياً بينهم مسؤولون و نواب سابقون قد دعوا هذا الأسبوع إلى مقاطعة الانتخابات ووصفوها بأنها “مسرحية” متهمين السلطة بـهندسة الانتخابات .

دعت الحائزة على جائزة “نوبل” للسلام، العام الماضي الناشطة نرجس محمدي إلى مقاطعة الانتخابات الهزلية حيث صرحت في بيان من زنزانتها في سجن إيفين أن المقاطعة واجب ليس فقط من الناحية السياسية بل من الجانب الأخلاقي.

 

لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي

زر الذهاب إلى الأعلى