حول الخليجعاجل

تصاعد حراك المجلس الانتقالي الجنوبي يُهدد وحدة اليمن

تقرير: علي عبدالجواد

تحركات وجهود مُكثفة شهدها المجلس الانتقالي الجنوبي خلال فبراير، وبخاصة على صعيد الجبهة الداخلية الجنوبية، والسعي لتوحيد صف التكتل الجنوبي ومكوناته المُختلفة من أجل الوقوف خلف قضية الجنوب، وهو ما تجلى في اهتمام خاص بتوحيد صفوف قبائل حضرموت من ناحية، واستقطاب وجوه بارزة للانضمام إلى المجلس الانتقالي الجنوبي.

ودفعت هذه الجهود بالمجلس الانتقالي إلى حشد مزيد من القوى الجنوبية خلف قضية الانفصال، وعمدت إلى إبقاء الزبيدي ومجلسه في دائرة الضوء على الساحة السياسية اليمنية التي تعج بأحداث مشتعلة تدفع بالأنظار تجاه الحوثي بشكل حصري وتجعل من مهمة استرضاءه قضية أساسية في أي تسويات سياسية داخل اليمن وخارجه.

حراك جنوبي

عيدروس الزبيدي
عيدروس الزبيدي

تمثلت أبرز التحركات الجنوبية للمجلس الانتقالي في تدشين نشطاء جنوبيون لحملة شكر للواء فرج سالمين البحسني نائب رئيس المجلس الانتقالي على جهوده في توحيد صف أبناء حضرموت عبر لقاءات مكثفة عقدها مع الجهات الرسمية والشخصيات الاجتماعية والإعلامية والسياسية ومع قادة مشائخ وأعيان حضرموت من أجل الالتفاف حول المجلس الانتقالي الجنوبي وقضية شعب الجنوب.

اللواء فرج سالمين البحسني نائب رئيس المجلس الانتقالي
اللواء فرج سالمين البحسني نائب رئيس المجلس الانتقالي

وكان من أبرز التحركات أيضًا أن نجح المجلس في ضم رئيس الكتلة الجنوبية في مجلس النواب اليمني المهندس فؤاد عبيد واكد إلى صفوفه.

كما احتد نبرة التصريحات على مستوى قيادات المجلس، حيث أعلن رئيس الحراك الجنوبي وعضو المجلس الانتقالي، علي هيثم الغريب، عن أنه في حال فشلت الحكومة الحالية في إدارة أهم الملفات الخاصة بالخدمات وتحسين المعيشة فإن الحكومة الجنوبية قادمة.

وكان تأكديه على رفع نسبة الإيرادات الخاصة بكل محافظة من محافظات الجنوب إلى 80% بدلاً من 20%، وعود وإغراءات تدفع في إتجاه تحقيق مآرب المجلس في الفترة الحالية.

أهداف التحركات

ولا شك أن تحركات المجلس الانتقالي الجنوبي أثارت تساؤلات حول دلالاتها وأهدافها، خاصة في ظل الأزمة اليمنية المستمرة والصراع على النفوذ بين مختلف الأطراف، والتي يمكن إجمالها في التالي:

توحيد الصف الداخلي:

حرص المجلس الانتقالي على التواصل المباشر مع قيادات ورموز محافظات الجنوب، والاستماع إلى مطالبهم، وخلق جبهة موحدة خلف قضية الجنوب.

وتُشير هذه الخطوة إلى سعي المجلس لتعزيز نفوذه على الساحة الجنوبية، وبناء علاقات قوية مع مختلف الفاعلين، وضمان تأييدهم لقضيته.

حشد سائر القوى الجنوبية:

يسعى المجلس الانتقالي إلى حشد سائر القوى الجنوبية للتعامل معه كممثل شرعي وحيد للمحافظات الجنوبية، والمسؤول عن تمثيل مصالحها في المحافل الداخلية والدولية.

وتُعزز هذه الخطوة من موقف المجلس في الصراع على النفوذ مع الحكومة الشرعية، وتُضفي عليه شرعية سياسية أكبر.

الوجود بين صفوف الجماهير:

يحرص عيدروس الزبيدي وقيادات المجلس الانتقالي على التواجد بفاعلية بين صفوف الجماهير الجنوبية، والتأكيد على انتمائهم للجنوب وتواجدهم فيه.

تُشير هذه الخطوة إلى سعي المجلس لكسب التأييد الشعبي لقضية الانفصال، وإظهار عجز الحكومة الشرعية عن تمثيل مصالح الجنوب.

تمثيل مصالح المحافظات الجنوبية:

يُطالب المجلس الانتقالي بحق المحافظات الجنوبية في الاستئثار بمواردها الخاصة، وعدم مشاركتها مع الشمال.

وتُعزز هذه المطالبة الشعور بالظلم والتهميش لدى الجنوبيين، وتُشكل مبرراً لتقسيم اليمن.

الرادع ضد الحوثي:

يُقدم المجلس الانتقالي والقوات الجنوبية باعتبارهما الرادع الوحيد للتمدد العسكري الحوثي، في ظل نجاح تلك القوات في هزيمة الحوثي وحماية الأراضي الجنوبية من سيطرته.

وتُشير هذه الخطوة إلى سعي المجلس لتعزيز شعبيته، وإظهار قدرته على حماية الجنوب من التهديدات الخارجية.

ومما سبق يمكن استنتاج أن التحركات المكثفة للمجلس الانتقالي وقياداته في شهر فبراير تعبر عن مدى الجهود الحثيثة التي يبذلها المجلس لحشد مؤيديه وتوحيد رايتهم خلف قضية الجنوب.

ويحاول المجلس عبر تحركاته البقاء بفاعلية في دائرة الضوء لكيلا يتم تهميشه كُلياً من الساحة السياسية التي تترقب وقوع تسوية سياسية.

كما يحرص المجلس على استقطاب مزيد من الرموز الجنوبية الفاعلة لإيصال رسالة هامة لتابعيه بفاعليته وقدراته على الحشد والتعبئة ككيان سياسي وعسكري يستحق أن يكون المُمثل الشرعي لقضايا الجنوب.

تهديد وحدة اليمن

في الختام، تمثل التحركات المكثفة للمجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، خطرًا على وحدة البلاد واستقرارها، فعلى الرغم من أن جهود المجلس تهدف في ظاهرها إلى تعزيز مصالح الجنوب، إلا أنها تؤدي بشكل مباشر إلى تفاقم الانقسامات السياسية والاجتماعية في البلاد، وتزيد من التوترات بين الشمال والجنوب، وتعرّض وحدة اليمن للمزيد من الاختبارات.

بالإضافة إلى ذلك، تزعزع هذه الحركات الاستقرار السياسي والأمني في اليمن، وتجعل عملية السلام والتوافق الوطني أكثر تعقيدًا، حيث يتطلب السعي إلى السلام والاستقرار في اليمن التوافق والتعاون بين جميع الأطراف المعنية، وأي تحرك قد يؤدي إلى تقويض هذه الجهود المشتركة.

 

لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي

زر الذهاب إلى الأعلى