لغز انسحاب القوات الأممية…. “فاجنر” تتمدد في بلدان إفريقيا

تقرير عبدالله حشيش
أثار تواتر انسحاب القوات الأممية من مناطق النزاع والتوتر في البلدان الإفريقية، تساؤلات حول مغزى تنفيذ قرارات انسحاب القوات الدولية دون إكمال مهامها في فرض الاستقرار ومحاربة الإرهاب والنزاعات القبلية في مناطق الصراع.
وبعد انتهاء المرحلة الأولى في جدول انسحاب القوات الأممية من الصومال، بدأ تنفيذ انسحاب مماثل للقوات الأممية من الكونغو الديمقراطية، وسبق ذلك انسحاب القوات الفرنسية من دول الانقلابات العسكرية في الساحل الغربي للقارة الأفريقية.
تباينت محاولات البحث عن إجابات للتساؤلات السابقة في سبيل إيجاد تفسير او مبرر للتزامن في تنفيذ انسحاب تلك القوات من مناطق التوتر في البلدان الأفريقية، وتراوحت رؤى المراقبين بين تفسير أساسي يتمثل في فشل تلك القوات في أداء مهامها ولم يتحقق الاستقرار، كما لم يتم القضاء على الإرهاب في الصومال، كما تضمنت التفسيرات أيضا نشوء اتجاه جديد يقضي باستبدال القوات الأممية بقوات الشركات العسكرية التي أثبتت نجاحها داخل الدول الإفريقية، وباتت قوات الشركات العسكرية، تتمتع بنفوذ وإمكانيات تفوق إمكانيات جيوش بعض الدول كما هو حادث مع قوات فاجنر الروسية والتي تحقق نجاحا وانتشار كبير في أفريقيا جنوب الصحراء، واستطاعت ان تملأ فراغ انسحاب القوات الفرنسية وباتت تمثل اليد الطولي للنفوذ الروسي الذي يتمدد بشكل مطرد وملموس داخل القارة الأفريقية.
كما يأتي انسحاب القوات الأممية والإقليمية، متزامنا مع التغييرات التي تسود المشهد الافريقي، ويأتي في إطارها استبدال الدول الإفريقية القوات الأممية التي لم تحقق النجاح المطلوب، بشراكة ثنائية عسكرية تدعم الشركات الاقتصادية، ويتصدر تلك الشراكات داخل إفريقيا حاليا ، روسيا والصين وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية والإمارات العربية.
نتائج انسحاب القوات الأممية من إفريقيا
ومن المتوقع أن يؤدي الانسحاب الأممي والدولي والإقليمي إلى تعقد حالة الفراغ الأمني وتمدد خرائط الإرهاب والعنف المسلح والجريمة المنظمة في إفريقيا.

قد تسعى بعض الجماعات إلى السيطرة على بعض المناطق الحيوية، مستغلة السيولة الأمنية في المناطق الحدودية، والانقسامات السياسية الداخلية، وتواضع قدرات بعض القوات العسكرية الوطنية في عدد من الدول الأفريقية، وهو ما يمكن ملاحظته من خلال تمدد تنظيمات داعش والقاعدة في دول غرب أفريقيا ” مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو “وكذا تصاعد العنف المسلح للأزواد شمال مالي، خاصةً في أعقاب الانسحاب الفرنسي والأممي من تلك البلدان.
بعثة الأمم المتحدة بجمهورية الكونغو الديموقراطية
بدأت بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديموقراطية “مونيسكو”، الانسحاب التدريجي من البلاد، بناء على طلب من السلطات الكونغولية، التي كثيرا ما اعتبرتها “غير فعالة”.
اتفقت الأمم المتحدة والحكومة الكونغولية في وقت سابق على أن يتم انسحاب القوات الأممية التي مضى ربع قرن على وجودها في البلاد، عبر 3 مراحل.

وتنص المرحلة الأولى على انسحاب الجنود وعناصر الشرطة في البعثة الأممية من جنوب كيفو بحلول 30 أبريل، على أن ينسحب عناصرها المدنيون في نهاية يونيه المقبل، ومن المفترض أن تغادر قوة الأمم المتحدة قواعدها الـ14 في الإقليم وتسلمها لقوات الأمن الكونغولية قبل شهر مايو المقبل.
البعثة الأممية بالكونغو الديمقراطية تضم 15 ألف جندي
وتضم البعثة الأممية بالكونغو الديمقراطية 15 ألف جندي، منتشرين في المقاطعات الثلاث الأكثر اضطرابا في المنطقة، وهي جنوب وشمال كيفو، وإيتوري.

ويأتي انسحاب البعثة الأممية في وقت تشهد المقاطعات الشرقية استمرار أعمال عنف مسلحة منذ 3 عقود، بينما يواجه شمال كيفو أزمة حادة بعد استئناف حركة “أم 23” تمردها على السلطة المركزية.
وسبق ان أعلنت قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي استكمال المرحلة الثانية من انسحابها من الصومال الذي يشمل 3000 جندي بعد تأخير لأربعة أشهر.
وقالت قوة حفظ السلام إن “بعثة الاتحاد الإفريقي الانتقالية في الصومال” أتميس” .. استكملت المرحلة الثانية من الانسحاب والتي تضمنت خفض عديد القوات بمقدار 3000 جندي”، وسلمت “أتميس” 7 قواعد عمليات أمامية للحكومة المدعومة دوليا، وأغلقت قاعدتين أخريين.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي
