الحرب تعصف بالسكان وتوجه ضربة موجعة للاقتصاد السوداني

تقرير: ألفت مدكور
تعصف الحرب الدائرة في السودان منذ أبريل/ نيسان العام الماضى، بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، بملايين السكان وتنذر بتداعيات كارثية ومأساوية على كافة نواحي الحياة اليومية،و الإنسانية نتيجة تفاقم أعداد النازحين ، وتدهور وانكماش أوضاع الاقتصاد
كان الاقتصاد السوداني يعانى من تدهور وضعف فى المؤسسات الاقتصادية الرئيسية قبل الحرب بسنوات نتيجة العزلة، واستمرار إغلاق المصارف المالية وتوقّف حركة الاستيراد والتصدير وانهيار قيمة العملة المحلية، حيث سجل الدولار 1200 جنيه مقابل 600 جنيه بداية الحرب
توقفت عمليات الاستيراد،و تصدير المواد الأولية وتقلص النشاط الزراعى نتيجة النزوح إلى الخارج تحت وطأة الحرب.
ووفقا للبنك المركزى بالسودان ،أدت الحرب إلى توقف 70% من فروع المصارف في مناطق القتال، وتم نهب ممتلكات وأصول المصارف، وللعام الثانى على التوالى لم يتم اعتماد ميزانية الدولة.

ضرب القطاع الاقتصادي
أدى قرار وزارة المالية السودانية برفع قيمة “الدولار الجمركي”، الى 950 جنيها بدلا من 650 جنيها، إلى زيادة معاناة المصدّرين بشكل عام، ووصفه الرئيس السابق للغرفة التجارية السودانية الصادق جلال “بأنه بمثابة تدمير للاقتصاد” كما تراجع حجم الصادرات والواردات في العام 2023 بنسبة 23% مقارنة بالعام السابق له، وفقا لتقرير هيئة الموانئ السودانية.

انكماش الأراضي الزراعية
وقد أدت الحرب فى السودان إلى انكماش النشاط الاقتصادي بنسبة 18% في أجزاء كبيرة من البلاد، ما ساهم في استمرار معدلات النمو السالبة فى عام 2023، وفقا لصندوق النقد الدولي في تقرير شهر يناير/ تشرين الثانى.
وأفاد مركز “فكرة” السوداني للدراسات والتنمية، أن توسّعة الحرب فى ولاية الجزيرة وسط السودان، والتي تستحوذ على أحد أكبر المشروعات الزراعية في القارة الأفريقية بمساحة 2 مليون فدان، قد تراجع النشاط الزراعى فى البلاد لتصبح المحاصيل المزروعة تغطي مساحة 37% فقط من إجمالي الأراضي الزراعة.

وأعلن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة الشهر الماضى أن الحرب في السودان وضعت البلاد على ” حافة الانهيار”،حيث تعاني الغالبية العظمى من السكان من الجوع، ووفقً للبرنامج فأن أقلّ من 5% من السودانيين يستطيعون تأمين وجبة كاملة في اليوم.
أدى القتال فى السودان إلى نزوح أكثر من عشرة ملايين مواطن داخل البلاد وإلى دول الجوار، وخلفت الحرب نحو 15 ألف قتيل في مدينة واحدة بإقليم دارفور، وفق تقديرات الأمم المتحدة.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك الوسط العربي
