حول الخليجعاجل

إقامة دولة فلسطين.. التحدي الأكبر أمام القمة العربية المقبلة في البحرين

 

تقرير: أحمد حسان

تأتى أهمية الاجتماع الذي انعقد أمس بالقاهرة على مستوى وزراء الخارجية العرب بحضور السيد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية قبل بدء أعمال الدورة العادية 161 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري أنه يناقش عدد من البنود والموضوعات الملتهبة بالمنطقة العربية وكذلك جدول أعمال القمة العربية المرتقبة التى ستعقد بمملكة البحرين في مايو القادم.
بالطبع إن حرب الإبادة التي يقوم بها الكيان الصهيوني في غزة تفرض نفسها لتكون في مقدمة المناقشة على طاولة أى اجتماعات يليها الأوضاع في السودان وليبيا واليمن والصومال وسد النهضة سيحتل جزءًا من اجتماعات وزراء الخارجية.

يرأس وزير الخارجية في الجمهورية العربية الإسلامية الموريتانية محمد سالم ولد مرزوك أعمال الدورة العادية 161
لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري، بعد تسلم رئاسة الدورة من المملكة المغربية رئيس الدورة 160 لمجلس الجامعة العربية.

وزير الشؤون الخارجية الموريتاني محمد سالم بن مرزوك يتسلم الرئاسة الدورية لمجلس وزراء خارجية الدول العربية
وزير الشؤون الخارجية الموريتاني محمد سالم بن مرزوك يتسلم الرئاسة الدورية لمجلس وزراء خارجية الدول العربية

اتفق الوزراء العرب على «تكثيف التحرك على المستويين الفردي والجماعي لوقف الحرب في غزة».

قال وزير الشؤون الخارجية الموريتاني ورئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري، محمد سالم ولد مرزوك، في مؤتمر صحافي عقب الاجتماع إن «لكل دولة عربية علاقاتها وتم الاتفاق على استخدام هذه العلاقات والتحرك للضغط على إسرائيل وحلفائها»، مشيراً إلى أن «التحرك الفردي لا يلغي التحرك الجماعي على مستوى الجامعة ككل». وأضاف ولد مرزوك أن «القضية الفلسطينية كانت محور اجتماع الوزراء العرب بصفتها القضية المركزية، لا سيما في ظل حرب الإبادة التي يشهدها قطاع غزة حالياً»، مشيراً إلى «التوافق على تحديد إجراءات مؤقتة لمعالجة الأزمة الحالية، مع التفكير في الحل الدائم بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة».

من جانبه، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، في المؤتمر الصحافي، أن «اجتماع وزراء الخارجية العرب ركّز على فلسطين والوضع في غزة، وصدرت 8 قرارات في هذا الشأن، في ضوء الأحداث بالغة العنف والسوء في غزة».

وناقش وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم، مشروعا لقرار أعدّه مجلس الجامعة على مستوى المندوبين خلال اجتماع، الاثنين الماضي، تضمن 10 بنود على رأسها القضية الفلسطينية، إلى جانب عدد من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقانونية والمالية والإدارية المتعلقة بالعمل العربي المشترك، إضافة إلى الملف الخاص بالقمة العربية العادية في البحرين المقررة في مايو (أيار) المقبل.

البطون الخاوية

وقال السيد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماع الوزراء العرب: «من العار أن تقف البشرية مكتوفة الأيدي والفلسطينيون يُقتلون جوعاً أو قصفاً أو قنصاً».

أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية
أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية

لافتاً إلى أن «يوم الخميس الماضي، لا يجب أن يُمحى من ذاكرة العالم»، مشيراً إلى «قتل ما يقرب من 120 فلسطينياً وجرح ما يقرب من 700 آخرين برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، وهم يبحثون عن غذاء يسد جوعهم ويبقيهم على قيد الحياة». وأضاف أن إسرائيل «لم تكتفِ بالقتل والتدمير إلى حد محو المدن، بل صوّبت نيرانها نحو البطون الخاوية».

 

وأكد أبو الغيط أن «إسرائيل تمارس حرب إبادة كاملة ضد شعب بأسره، أدواتها الرصاص والقنابل والتجويع». وعدّ ما يجري في غزة «خطة لإشاعة الفوضى الكاملة في القطاع والسعي إلى تهجير مَن يُمكن تهجيرهم إلى خارج القطاع». وشدد على أن «التهجير مرفوض فلسطينياً، وعربياً، وعالمياً».

سلاح التجويع

في السياق، قال وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، في كلمته خلال الاجتماع: «لا أفق لاحتمالية وقف الحرب على غزة رغم كل المحاولات لوقفها».

وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي
وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي

وأضاف أن «إسرائيل تستخدم سلاح التجويع للضغط على السكان لإجبارهم على النزوح، ومن ثم التهجير».

رفض التهجير

أعلنت دول عربية عدة، بينها مصر، رفضها تهجير الفلسطينيين داخل أو خارج أراضيهم. ويعاني سكان قطاع غزة أزمة إنسانية، في ظل تحذيرات أممية من خطر «المجاعة». وخلال الأيام الماضية بدأت دول عربية تنفيذ عملية إنزال جوي للمساعدات في شمال غزة، وانضمت الولايات المتحدة إليها لاحقاً.

وقال أبو الغيط، إنه «لا يكفي أن تُلقى المساعدات على غزة من الجو حتى تشعر القوة الكبرى براحة الضمير، فهذا لا يستقيم بينما هذه القوة ذاتها تُسلّح الاحتلال حتى الأسنان، وتعوّضه بالذخيرة والعتاد»، (في إشارة إلى الولايات المتحدة الأميركية).

وطالب الأمين العام لجامعة الدول العربية، الدول التي علّقت تمويلها لوكالة «أونروا»، بـ«مراجعة هذا القرار من زاوية إنسانية وأخلاقية، فلا يُعقل أن يُعاقَب أكثر من مليونَي فلسطيني بشكل جماعي على أساس من اتهامات مرسلة». وأكد أبو الغيط أن «إدخال المساعدات، وفق آلية مستدامة وسريعة وناجزة، سيسهم في إنقاذ الأرواح، ولكنه لن يُنهي المأساة التاريخية التي يشهدها قطاع غزة».

الكيل بمكيالين

وكان وزير الشؤون الخارجية الموريتاني قال إن «الاجتماع يعقد في سياق دقيق وحساس جداً؛ لأن القضية الفلسطينية تمر فيه بأخطر مراحلها على الإطلاق». وانتقد «سياسة الكيل بمكيالين واختلال موازين العدل والإنصاف في العالم». وطالب بـ«استعمال أدوات الضغط والتأثير لدفع المجتمع الدولي للقيام بواجبه القانوني والأخلاقي للوقف الفوري للحرب، وفتح الباب واسعاً أمام إدخال الغذاء والدواء، وعودة المهجرين، وإعادة الإعمار».

تجدر الإشارة إلى أن السيد أحمد أبو الغيط قام بزيارة الى مملكة البحرين فى يناير الماضى إلتقى خلالها جلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة لإطلاق عملية الاستعدادات المشتركة بين الجامعة العربية ومملكة البحرين -التي تستضيف القمة العربية للمرة الأولى في تاريخها- والتي تتضمن عملية الإعداد اللوجيستي والموضوعي.

السفير حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، رئيس مكتب الأمين العام
السفير حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، رئيس مكتب الأمين العام

قال السفير حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، رئيس مكتب الأمين العام في تصريحات لـجريدة الأيام البحرينية إن الزيارة التي قام بها الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط إلى مملكة البحرين جاءت لإطلاق عملية الاستعدادات المشتركة بين الجامعة العربية ومملكة البحرين -التي تستضيف القمة العربية للمرة الأولى في تاريخها- والتي تتضمن عملية الإعداد اللوجيستي والموضوعي.

وأشار السفير زكي -الذي يترأس اللجنة العامة للإعداد للقمة- إلى أن سلسلة لقاءات وزيارات سوف تعقد خلال الفترة المقبلة ما بين اللجنة وبين الجهات المعنية في البحرين من أجل التنسيق والإعداد الوطني للقمة المقبلة في 16 مايو المقبل.

وأضاف: «لقد وجدنا استعدادات جادة من قبل الجانب البحريني الذي بدأ بالفعل باستعداداته عبر اللجنة المختصة التي يترأسها وزير الداخلية، والتي تهدف إلى إعداد وتنسيق الجهود الوطنية للاستعداد للقمة. ونحن بدورنا نبحث مع الجهات المعنية كل الجوانب اللوجستية المتعلقة بالقمة ومنها أماكن انعقاد القمة، وكذلك الاجتماعات التحضيرية، والوفود المشاركة وكل ما يختص بالقمة».

التحدى الأكبر

القمة العربية المقبلة التي ستعقد في مملكة البحرين خلال مايو القادم أمامها تحدى كبير لطرح حلول للدول العربية التى تعانى من الحروب والانقسامات الداخلية أما التحدي الأكبر هو ضرورة التأثير على الغرب وزعيمته أمريكا لإقامة الدولة الفلسطينية فى مدى زمنى محدد.

 

لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك الوسط العربي
 
زر الذهاب إلى الأعلى