” الحرب مستمرة في رمضان” .. وميناء “المساعدات اللإنسانية” هدفه شرعنة احتلال إسرائيل لغزة

تحليل : إيهاب حسن عبد الجواد
انتظر العالم العربي خطاب “حالة الاتحاد” وكالعادة ظن بسطاء الفهم السياسي، أن الإدارة الأمريكية يمكن ولو لوهلة أن تقف بجوار الضعيف أو تنصر الحق، ولم يعطوا لأنفسهم لحظات بسيطة يسألون أنفسهم، من أكبر داعم في العالم للإجرام الإسرائيلي؟ من الذي يمدهم بالسلاح لإبادة أهل غزة؟ من يأمر قادة وزعماء بالتراجع عن نصرة أهل غزة؟ من سيتأثر نفوذه في المنطقة العربية والشرق الأوسط لو زالت إسرائيل؟ .. من؟ ومن؟ والأسئلة لن تنتهي.. والإجابة واحدة هي الشيطان الأكبر أمريكا، التي ما طزالت تحكم وتدير العالم في وقت كنا نظن أنه يسير في طريق تعدد الأقطاب!
الأمريكان مازالوا يقدمون الدعم للدبابة حتى تسير فوق جثث أطفال غزة، تسحق برائتهم، والعالم الغربي الكاذب ينتفض لذبح خراف الأضاحي في العيد ويصفها بالوحشية والدموية، ولا يرى في ذبح 50 ألف فلسطييني في 5 أشهر أي غصاصة.
مازالت أمريكا تمسك بالعصى والجزرة لقادة وزعماء في قارات آسيا وأوروبا وإفريقيا، تصنفهم صنفين من “معنا ويخدم مصالحنا” في الشرق الأوسط ومن “يقف ضدنا”.
من سننصب له الفخاخ والأزمات السياسية والاقتصادية حتى ينحني، ومن سنصب عليه مساعدتنا ودعمنا، فلا مكان للرحمة أو الإنسانية متى تعلق الأمر بمصالح الولايات المتحدة الأمريكية وتابعها إسرائيل في أي مكان على ظهر الأرض.
ميناء المساعدات “اللإنسانية”
وقف رجل أمريكا المريض “بايدن” أمس يتحدث عن الرخاء والرفاهية التي يتمتع وسيتمتع بها المواطن الأمريكي دون غيره في العالم، بفضل سياسة إدارته التي تسخر كل شعوب العالم من أجله.

ثم انتقل إلى مشهد آخر من المسرحية يرسم فيه كيف سيخطط لشرعنة احتلال إسرائيل لغزة من جديد؟ وكيف سيسيطر جيش الاحتلال الإسرائيلي على جزء جديد من غزة ؟ تحت زعم “ميناء المساعدات اللإنسانية” والذي تضاربت الأقوال حوله ليثبت أمام العرب أن ما يحدث مجرد خدعة أمريكية جديدة، ممن شاركوا في الحرب على غزة.
إسرائيل ستشرف على الميناء عسكريا؟!
كان التضارب واضح وجلي في أقوال المتآمرين على شعب غزة، ففي الوقت الذي قال فيه بايدن سيتم تجهيز الميناء خلال أسابيع، تقول “فون دير لايين” رئيسة المفوضية الأوربية سنبدأ الأحد المقبل بممر بحري، فما قيمة الميناء الذي ستسيطر عليه إسرائيل إذن؟

كشف بايدن عن خطة الميناء المؤقت خلال خطابه عن حالة الاتحاد أمام الكونغرس بعد الموافقة الأسبوع الماضي على إسقاط مساعدات أميركية جوا في غزة.
أضاف “نواصل حث إسرائيل على السماح لمزيد من الشاحنات بالدخول إلى غزة باعتبارها أسرع وسيلة لإيصال المساعدات إلى من يحتاجون إليها”.
زعم بايدن أن “إسرائيل تتحمل عبئا إضافيا، لأن حركة “حماس” تختبئ كالجبناء وتعمل بين السكان المدنيين في غزة، لكن إسرائيل تتحمل مسؤولية حماية المدنيين الأبرياء في غزة”.
ادعى بايدن إلى أنه “بإمكان “حماس” أن تنهي هذا الصراع اليوم بإطلاق سراح الرهائن والتخلي عن السلاح وتسليم المسؤولين عن أحداث 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي”.
لكنه لم ينجح في إخفاء خبث فكرته بعد قوله إن إسرائيل ستوفر الأمن للميناء المؤقت، الذي من المقرر بناؤه على ساحل غزة على البحر المتوسط لتلقي المساعدات الإنسانية.
ممر بحري قبل الميناء
أعلنت المفوضية الأوروبية وسبعة دول أخرى بينهم أمريكا اعتزامهم فتح ممر بحري لتوصيل كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية والإمدادات الإضافية التي تشتد الحاجة إليها بقطاع غزة.
وأكدوا في بيان مشترك أن الوضع الإنساني في غزة “مأساوي”، فهناك عائلات وأطفال فلسطينيون أبرياء في حاجة ماسة إلى الضروريات الأساسية.
ووفقا للبيان المشترك، ستجتمع قبرص قريبًا مع كبار المسئولين لمناقشة كيفية تسريع هذه القناة البحرية التي تدعم المحتاجين، وتكمل الطرق البرية والجوية، عبر مصر والأردن.
أكدوا أن حماية أرواح المدنيين تعد عنصرا أساسيا في القانون الإنساني الدولي ويجب احترامه “ويجب علينا جميعا أن نفعل المزيد لضمان وصول المساعدات إلى الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها”.
البنتاجون جنودنا سيكونوا على متن سفن عسكرية قبالة شاطئ غزة، وليس على الشاطئ!
ها هو المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) يؤكد المخطط حينما قال إن الميناء الذي تسعى واشنطن إلى إنشائه لتسريع إيصال المساعدات إلى غزة سيستغرق التخطيط له وتنفيذه “عدة أسابيع”.

تهدف الولايات المتحدة في نهاية المطاف تقديم مليوني وجبة إلى مواطني غزة يوميا وأن العملية ربما تتضمن ألف جندي أميركي، وشدد رايدر خلال مؤتمر صحفي في مقر البنتاغون، أن “مهمة ميناء غزة تتضمن وجود أفراد عسكريين أمريكيين على متن سفن عسكرية قبالة شاطئ غزة، وليس على الشاطئ”، وأن واشنطن تعمل على وضع التفاصيل مع دول شريكة في الشرق الأوسط.
الخارجية البريطانية

وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون كشف أن الخطة التي تقودها أمريكا لبناء ميناء مؤقت في قطاع غزة لجلب المساعدات ستستغرق وقتا، مكررا دعوته لإسرائيل لفتح ميناء أسدود في هذه الأثناء، وأن بناء الميناء سيستغرق بعض الوقت، لذا فإن الأمر الحاسم هو أنه يجب على الإسرائيليين اليوم أن يؤكدوا أنهم سيفتحون ميناء أسدود”.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي
