أخبارحول الخليجعاجل

ضربات إسرائيلية نوعية ضد حزب الله وإيران.. الأهداف والمخاطر

 

تقرير: علي عبدالجواد

في ظل التطورات الإقليمية الدامية والتوترات المتصاعدة، يستعد الاحتلال الإسرائيلي لشن سلسلة من الضربات النوعية ضد حزب الله وإيران، مما يثير العديد من التساؤلات حول الأهداف والمخاطر المحتملة المرتبطة بهذا التصعيد المحتمل.
وعلى الرغم من التعقيدات والتحديات، يظل فهم الأهداف والدوافع وراء الضربات النوعية ضرورياً لتقديم تحليل شامل للتطورات الإقليمية والدولية، حيث يرى خبراء أن السياق الإقليمي والدولي سيظل متغيرًا ومتقلبًا، مما يستدعي متابعة دقيقة وتحليل مستمر للتطورات والتحركات في المنطقة.
وتأخذ إسرائيل خطوات لمواجهة التحديات الأمنية الناشئة في المنطقة، ومن ضمنها خوض حرب محتملة مع حزب الله بهدف هزيمته عسكريًا.
ويعزو هذا التوجه إلى الأدوار المتعددة التي تقوم بها إسرائيل، حيث لم تقتصر جهودها على مساندة النظام السوري وحسن سير الأمور في العراق واليمن فحسب، بل تمتد أيضًا لتدريب وتعزيز المليشيات في تلك الدول.
واتجهت إسرائيل هذه الخطوات في ظل ما تعتبره من تصاعد دور حزب الله وإيران في المنطقة، حيث يشاركان في صراعات مختلفة، مما يجعل التوترات تتصاعد وتتطور الأوضاع بشكل سريع.

دوافع إسرائيلية 

تتجلى الأسباب والأهداف المحتملة وراء هذه الضربات في مجموعة من العوامل الرئيسية:
1. الاستعداد لحرب جديدة: تأتي الضربات النوعية كجزء من استعدادات إسرائيل المحتملة لحرب جديدة مع حزب الله، وربما إيران، وهو سيناريو تكرر فيه النزاع مع حماس.
2. تغييرات في التفكير الاستراتيجي الإسرائيلي: يعكس القرار بشن الضربات التحولات الملحوظة في التفكير الاستراتيجي لإسرائيل نتيجة لتداعيات عملية “طوفان الأقصى” وتأثيراتها على الأمن الداخلي.
3. تقويض قدرات العدو: تهدف الضربات النوعية إلى تقويض قدرات حزب الله وإيران العسكرية والتخطيطية في إطار الاستراتيجية الإسرائيلية للردع والدفاع.
4. تعزيز التحالفات الإقليمية: تعكس هذه الضربات النوعية جهود إسرائيل لتعزيز التحالفات الإقليمية ضد حزب الله وإيران، والتي قد تشمل دولاً مثل السعودية والإمارات والبحرين.
5. اختبار النوايا والاستجابة المتوقعة: تستخدم إسرائيل الضربات النوعية لاختبار نوايا حزب الله وإيران وتقييم ردود فعلهم المحتملة، وهو جزء من تحضيراتها لسيناريوات مستقبلية.

تأثير حزب الله وإيران على المنطقة

تأثير حزب الله وإيران على التحولات العسكرية بالمنطقة
ويكتسب خوض حرب مع حزب الله بهدف هزيمته عسكريًا أهمية خاصة لدى إسرائيل، نظرًا للأدوار الواسعة التي يقوم بها الحزب. فالتدخل الإسرائيلي لم يقتصر فقط على مشاركته في الحرب السورية لدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد على مدى عقد من الزمان، بل توسع ليشمل تدريب وتعزيز خبرات المليشيات المسلحة في مناطق أخرى مثل العراق واليمن.
ومن الملاحظ أن هذا الدور ليس جديدًا على إسرائيل، ولكن الجديد في الأمر هو التأثير المباشر الذي بدأ يظهر على الأرض، حيث أصبحت هجمات المليشيا الحوثية في اليمن منذ 19 نوفمبر الماضي واضحة الأثر، مما دفع الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لتشكيل قوة بحرية مثل “حارس الازدهار” في 18 ديسمبر الماضي، والانخراط في مواجهة عسكرية مع المليشيا التي استمرت منذ 12 يناير الماضي وحتى الآن.
تعتبر إسرائيل أن تطوير القدرات العسكرية للمليشيا الحوثية في اليمن يمكن أن يعزى جزئيًا إلى دور حزب الله، بالإضافة إلى الدعم العسكري والاستشاري الذي تقدمه إيران، وهو أمر لافت للنظر، خاصة بعد اغتيال الولايات المتحدة الأمريكية للقائد السابق لـ”فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في 3 يناير 2020.

 قاسم سليماني
قاسم سليماني

وبالرغم من أن إيران عينت خليفة سليماني في اليوم نفسه، إلا أنها أدركت الخطأ الاستراتيجي الذي ارتكبته بترك “مفاتيح” العمليات الخارجية للحرس في يد سليماني فقط، مما أدى إلى “بعثرتها” باغتياله.

خليفة لسليماني
خليفة سليماني

ويمكن فهم توجيه إيران “لإعادة توزيع” تلك المفاتيح بحيث لا تتوقف في يد قاآني وحده، بل توضع في أيدي متعددة، بما في ذلك أيدي حزب الله، الذي لعب دورًا في توجيه العمليات العسكرية للمليشيات الموالية لإيران في العراق وسوريا.
إعادة النظر في الاستراتيجية الإسرائيلية.

إسرائيل تُغير خططها

تقوم إسرائيل بضربات استهدافية مباشرة على القيادات والمنشآت الإيرانية، مثل الحرس الثوري والعلماء النوويين والمفاعلات النووية، ولكن بائت هذه الضربات بالفشل في تحقيق الأهداف المرجوة، حيث استمرت إيران في دعم المليشيات المعادية لإسرائيل وتطوير برنامجها النووي بشكل متزايد.
وبناءً على ذلك، يتضح أن إسرائيل تنوي تغيير تكتيكاتها، ربما باتجاه استهداف الأذرع بدلاً من رأس الأخطبوط، مع التركيز على جماعات مثل حماس وغيرها من المجموعات المسلحة التي تهدد أمنها.
تتسم هذه الخطوة بمحاولة لتقليل التكاليف والمخاطر المرتبطة بالتصعيد العسكري المباشر مع إيران، بالإضافة إلى توجيه جزء من المسؤولية لأطراف أخرى.
ويبدو أيضًا أن إسرائيل تتطلع إلى نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية واحتمال عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، معتمدة على توجهاته الخارجية المحتملة التي قد تؤثر على التحالفات والمواقف الإقليمية.
باختصار، يتضح أن إسرائيل تسعى إلى إعادة النظر في استراتيجيتها من خلال تحولها نحو استهداف الأذرع بدلاً من الرأس، بهدف تقليل التكاليف والمخاطر وتحقيق نتائج أفضل في ضوء التطورات الإقليمية والدولية.

لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي

 

زر الذهاب إلى الأعلى