الهلال الخصيبعاجل

إسرائيل تشتري ميناء قبرصي لنقل البضائع إلى حيفا وأشدود في حالة شن حرب كبرى على “غزة ولبنان” 

تحليل: إيهاب حسن عبد الجواد
باحث في الشئون الإسرائيلية 

بلا شك تأكدت رؤية ” الوسط العربي ” التي طرحناها أمس أن فكرة رصيف مساعدات غزة، هي فكرة إسرائيلية تبنتها أمريكا لخدمة إسرائيل في مواجهة حماس وحزب الله.خاصة بعد إعلان إسرائيل أنها في طريقها إلى شراء ميناء في قبرص بتكلفة نصف مليار شيكل.

إن المخاوف الإسرائيلية شديدة في حالة قيامها بهجوم بري على لبنان قد يدفع ذلك حزب الله إلى توسيع نطاق الحرب وربما ضرب ميناء حيفا  في أسوأ سيناريوهات الحرب، علاوة على الهجوم المكثف الذي قد ترتفع وتيرته من قبل قوات الحوثيين على السفن التي قد تنقل بضائع لإسرائيل وبالتالي و

كان الهدف الأول: لابد إيجاد البديل  لمينائي ( حيفا وأشدود )

الهدف الثاني: هو استمرار تدفق البضائع إلى إسرائيل عبر الميناء الجديد في قبرص ومنه إلى مينائي أشدود وحيفا.

الهدف الثالث: السيطرة على المساعدات القادمة عبر البحر من ميناء إسرائيل في قبرص إلى رصيف غزة.

دراسة مشروع شراء ميناء قبرصي

أعلنت وزارة مواصلات الاحتلال الإسرائيلي أنه بتوجيه من وزيرة المواصلات ميري ريغيف، وفد إسرائيلي برئاسة رئيس شركة الموانئ الإسرائيلية (عوزي اسحقاق) والنائب (صادوق ريدكر) وأعضاء هيئة الشحن والموانئ البحرية، إلى الجزيرة المجاورة قبرص من أجل دراسة شراء أحد الموانئ في الجزيرة، ومن خلال ذلك تحاول إسرائيل إيجاد حلول بحرية لتوريد البضائع إلى إسرائيل في حال حدوث ذلك.

وزيرة المواصلات ميري ريغيف
وزيرة المواصلات ميري ريغيف

الفكرة طرحت منذ ثلاث أيام من قبل وزارة المواصلات، وأعطى رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الضوء الأخضر لدراسة الموضوع.تشير التقديرات في إسرائيل إلى أن تكلفة شراء مثل هذا الميناء ستبلغ نحو نصف مليار شيكل، مع اهتمام القبارصة بشدة بهذه الخطوة.وفي الوقت نفسه، هذه مجرد مراحل أولية لدراسة القضية، وفقط عندما تنضج المفاوضات، سيتم فحص الفكرة بشكل شامل من قبل الجمعية الوطنية وتقديمها إلى الحكومة للموافقة عليها.

ماذا بعد شراء ميناء قبرص؟

التقدير في إسرائيل أنه بعد الحرب سيستغرق الأمر خمس سنوات لاستعادة قطاع غزة، وخلال هذه الفترة ستدخل الإمدادات الإنسانية إلى قطاع غزة من الميناء الذي ستنشئه الولايات المتحدة في غزة، كما قال الرئيس جو بايدن، وهو ما وعد به في خطابه عن حالة لاتحاد يوم الثلاثاء من هذا الأسبوع.

إن شراء الميناء في قبرص سيسمح لإسرائيل بالسيطرة على الترتيبات الأمنية وبالتالي ستكون قادرة على إجراء فحوصات أمنية لأي بضائع ستصل إلى القطاع عن طريق البحر.

وفي حال دخول الشراء حيز التنفيذ، حتى إنشاء الميناء الأمريكي في غزة، سيتم نقل البضائع إلى ميناء أشدود ومن هناك سيتم نقلها براً إلى قطاع غزة.

ولكن ليست قضية غزة فقط هي المطروحة على جدول الأعمال، إن جدوى هذه الخطوة متجذرة أيضًا في الخوف الإسرائيلي من الحرب من الشمال، وفي مثل هذه الحالة، قد يحاول حزب الله مهاجمة ميناء حيفا.

ووفقا لمسؤول في وزارة المواصلات، في هذه الحالة، فإن السفن التي ستجلب البضائع إلى إسرائيل ستبحر من ميناء قبرص إلى أحد مينائي إسرائيل الجنوبيين الآخرين في أشدود وإيلات.

 ومن وجهة نظر أوسع، فإن شراء الميناء يجب أن يكون أيضًا مع مرور الوقت نقطة مهمة في مشروع طريق السلام السريع الذي لا تزال إسرائيل والولايات المتحدة تؤمنان به، في حين أن البضائع القادمة من الهند إلى إسرائيل في المستقبل يمكن أن تكون قادرة على ذلك، يتم نقلها من موانئ إسرائيل إلى الهند،  قبرص ومن هناك إلى بقية أوروبا.

لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي

زر الذهاب إلى الأعلى