حول الخليجعاجل

في يوم الإسلاموفوبيا.. تحذير من التعصب والتحريض ضد المسلمين

 

تقرير: أحمد حسان

في مثل هذا اليوم الموافق 15 مارس عام 2022 تبنى أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة البالغ عددهم 193 عضوا بالإجماع، قرارا اقترحته باكستان بجعل 15 مارس/آذار من كل عام يوما لمحاربة الإسلاموفوبيا.
يدعو النص غير الملزم إلى “تعزيز الجهود الدولية لتعزيز الحوار العالمي بشأن تعزيز ثقافة التسامح والسلام على جميع المستويات، على أساس احترام حقوق الإنسان وتنوع الأديان والمعتقدات”.

وبحسب تعريف الأمم المتحدة  أو تعريف كراهية الإسلام المعروف ب” الإسلاموفوبيا”

هي الخوف من المسلمين والتحيز ضدهم والتحامل عليهم بما يؤدي إلى الاستفزاز والعداء والتعصب بالتهديد وبالمضايقة وبالإساءة وبالتحريض وبالترهيب للمسلمين ولغير المسلمين، سواء في أرض الواقع أو على الإنترنت.

وتستهدف تلك الكراهية بدافع من العداء المؤسسي والأيديولوجي والسياسي والديني، الذي يتجاوز تلك الأطر إلى عنصرية بنيوية وثقافية— الرموز والعلامات الدالة على أن الفرد المستهدف مسلما.

انتشر مفهوم الإسلاموفوبيا على نطاق واسع في مطلع العقد الأول من الألفية الثالثة وتحديدا عقب هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، التي وقعت في الولايات المتحدة وتبنّاها تنظيم القاعدة، وأحدثت تحولا نوعيا في واقع العلاقات الدولية، احتُلّ على إثرها بلدان إسلاميان هما العراق وأفغانستان.

مكافحة ”الإسلاموفوبيا “

أقدمت حكومات على مكافحة كراهية الإسلام بوضع تشريعات وتدابير لمكافحة جرائم الكراهية ومنعها ومقاضاة مرتكبيها، وكذلك عقد ندوات تثقيفية عامة عن المسلمين والإسلام بهدف تبديد المخاوف والمفاهيم المغلوطة والمسيئة.

تبنت الدول الستين الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، وثيقة القرار على أن الإرهاب والتطرف العنيف لا يمكن ولا ينبغي ربطهما بأي دين أو جنسية أو حضارة أو جماعة عرقية. تدعو إلى تشجيع إقامة حوارًا عالميًا بشأن تعزيز ثقافة التسامح والسلام على جميع المستويات، استنادا إلى احترام حقوق الإنسان وتنوع الأديان والمعتقدات.

حذر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش
في رسالته بمناسبة حلول اليوم العالمي لمكافحة الإسلاموفوبيا، من التمييز المؤسسي وأشكال أخرى من العوائق التي تنتهك الحقوق الإنسانية للمسلمين والكرامة الواجبة لهم، مؤكدا أن “ما يُطلق من خطاب يحضّ على الانقسام وما يجري من تصوير للمسلمين بغير حقيقتهم، توصم مجتمعات بأسرها، وما يُبثّ من خطاب كراهية على الإنترنت يؤجّج العنف في الحياة الحقيقي”.

دعا الأمين العام إلى اتخاذ موقف قوي ضد جميع أشكال التعصب، وحث القادة والأفراد على حد سواء على إدانة الخطاب التحريضي، والحرص على صون الحرية الدينية وتعزيز قيم الاحترام والتفاهم المتبادلين، في حين يجب على المنصات الرقمية العمل على حظر المحتوى، الذي يحض على الكراهية وبما يضمن حماية المستخدمين من المضايقات.

أشارت المقررة الخاصة المعنية بحرية الدين أو المعتقد‏، نازلة غانية، في أحدث تقاريرها عن الكراهية على أساس الدين أو المعتقد، إلى ضرورة التصدي لأي شكل من أشكال كراهية على أساس الدين أو المعتقد بطريقة تتوافق مع حقوق الإنسان، وتقع هذه المسؤولية على عاتق الدول.

نازلة غانية
نازلة غانية

شددت الخبيرة الأممية على الحظر القانوني للدعوة إلى الكراهية الدينية التي تؤدي إلى التمييز أو العداء أو العنف. وفي حين تتيح القواعد والمعايير الدولية إطارا لمكافحة التحريض على التمييز والعنف، فإن القوانين ليست كافية، وينبغي للدول كذلك —كما اقترحت نازلة غانية— أن تتبنى سياسات وبرامج تعزز بها التنوع وحرية التعبير، وبخاصة في المجتمعات المتعددة الثقافات والمترابطة.

اقترحت المقررة الخاصة —ضمن توصياتها المقدمة إلى الدول— أن تجمع البلدان البيانات المتعلقة بخطاب الكراهية، واتخاذ إجراءات قوية ضدا على خطاب التمييز، فضلا عن الاستثمار في بناء الثقة، ومراجعة التشريعات والسياسات، وضمان محاسبة الجهات الحكومية التي تشارك في خطاب الكراهية.

قال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الإسلاموفوبيا، إن هذه المناسبة فرصة لتأكيد تضامننا مع ضحايا ظاهرة الإسلاموفوبيا، ومع ضحايا الحوادث وأعمال العنف والمضايقات والترهيب بدافع الكراهية والتعصب الدينيين.

الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامى حسين إبراهيم
الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامى حسين إبراهيم

لافتاً إلى أن الكراهية والتعصب يمكن أن يتحولا دائماً إلى أعمال عنف كارثية فحسب، ولاسيما عندما ترتكب على أساس الإيمان أو الدين. إنها فرصة لحشد الإرادة السياسية وإطلاق نداء عالمي لجميع الجهات والأطراف المعنية لاتخاذ إجراءات ملموسة من أجل ردع قوى الشر التي يتمثل هدفها الرئيسي في تدمير الحياة المتناغمة والتعايش السلمي بين مختلِف الأديان.وفق بيان صادر عن منظمة التعاون الاسلامى .

وتُعد هذه المناسبة الأوثق صلة بالموضوع، بالنظر إلى أن قوى الكراهية والتعصب لا تزال تنتشر، بل وتنمو بسرعة مثيرة للقلق. ومن المحزن أن الإسلاموفوبيا وغيرها من أشكال كراهية الأجانب، أصبحت لسوء الحظ “ظاهرة طبيعية” بالنسبة للبعض.

وأضاف ، من المحزن جداً أن نلاحظ أن الأعمال الاستفزازية استمرت في بعض البلدان، وغالبًا ما كانت تحت حماية واضحة من السلطات. وتعرضت شخصيات مرجعية من ديانات معينة وخاصة الإسلام للإساءة، وتم حرق وتدنيس نصوص دينية وكتب مقدسة، وتمت مهاجمة دور للعبادة، وتم استهداف أفراد فقط بسبب عقيدتهم أو دينهم. وفي الماضي، كانت مثل هذه الحوادث تقع بين الحين والآخر، لكنها أصبحت هذه الأيام كثيفة واعتيادية تحدث يومياً في أماكن مختلفة من العالم.

واستطرد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامى، بمناسبة اليوم السنوى لمكافحة الاسلاموفوبيا أجدد الإعراب عن تقديرنا العميق للأمم المتحدة لاعتماد الجمعية العامة القرار رقم 76/254 الذي يحدد يوم الخامس عشر من مارس يوماً دولياً لمكافحة الإسلاموفوبيا. وهذه خطوة حاسمة ضرورية لمكافحة التحريض على الكراهية والتمييز والعنف على أساس ديني، وأجدد دعوتنا الجماعية لجميع أعضاء المجتمع الدولي، من أجل اتخاذ التدابير وتوحيد الجهود لمكافحة ظاهرة الإسلاموفوبيا، وتعزيز قيم التسامح والتفاهم والوئام بين الأديان والتعايش السلمي بين مختلِف الأديان والثقافات.

خاتمة

للأسف أن مصطلح الإسلاموفوبيا أطلقه الغرب، وإن كان هناك أداء لبعض المسلمين يتسم بالتطرف، فهناك جزء منه صنيعة الغرب، كما لم يلتفت الغرب إلى كم نسبة هؤلاء المتطرفين والذين فيهم جزء من صنعه إلى عدد المسلمين في العالم البالغ عددهم 2 مليار مسلم تقريبا، كما لم يلتفت إلى العنصرية المسيحية واليهودية ضد المسلمين.
لم ينتقد الغرب نفسه وهو يمارس سياسة التمييز العنصرى ضد المسلمين في الوقت الذي يطالب فيه بعدم التمييز العنصرى، هو الغرب ممثل في قادته الذين يؤيدون الكيان الصهيوني في حرب الإبادة الجماعية التي يمارسها على المسلمين في غزة وهى حرب عنصرية بامتياز.

الغرب هو الذي يحتاج إلى تقويم نظرته المنحازة ضد الإسلام والمسلمين فالغرب وإن بدا ديمقراطيا فحرب غزة كشفت إلى أي مدى هو عنصري.

 

لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي

زر الذهاب إلى الأعلى