لصوص بني صهيون والألماس الإفريقي

تقرير: إيهاب أحمد
إفريقيا البكر الفتية تمتلك موارد طبيعية وبشرية هائلة تؤهل دولها لأعلى المكانات بين دول العالم عكس الواقع الذي تعيشه اليوم، تمتلك القارة البكر السمراء أكثر من 65% من الإنتاج العالمي من الألماس، ما جعل الطامعين ينصب جل اهتمامهم على كيفية الاستغلال والسيطرة على ثروات القارة التي عانت من استنزاف ثرواتها على يد المستعمرين وتلك المعاناة، التي بدأت تاريخياً أواخر القرن التاسع عشر مع استعمار غربي، لم تكتف القارة السمراء بالمعاناة من الغرب بل على مدى عقود ماضية وضمن مخطط ممنهج تسلل الكيان الصهيوني أيضاً إلى القارة حاملاً ابتزازا من نوع آخر.
عندما اكتشفت أكبر ألماسة على الإطلاق عام 1905، التي بلغ وزنها 3106 قراريط، في كولينان شمالي جنوب إفريقيا وصنع منها 9 ماسات، حيث تزين التاج البريطاني بواحدة منهم. يذكر أن من بين أكبر 10 دول منتجة للألماس الخام 7 دول إفريقية هي بوتسوانا، جنوب إفريقيا، أنجولا، الكونغو الديمقراطية، ناميبيا، ليسوتو وتنزانيا.
بوتسوانا أولى الدول الإفريقية في صناعة الألماس
بفضل جودة أحجارها تحتل بوتسوانا قمة دول إفريقيا في إنتاج الألماس والمركز الثاني على مستوى العالم، إذ استُخرج منها 22.74 مليون قيراط في عام 2021، أي ما قارب 19.11% من السوق العالمية وتأتي جمهورية الكونغو الديمقراطية كرابع منتج عالمي بعد كندا جمهورية الكونغو الديمقراطية بإنتاج 13.01 مليون قيراط، أو 10.93% من الإنتاج العالمي كما تختزن أكثر من 30% من احتياطي الألماس أمّا جنوب أفريقيا فتنتج مليون قيراط أو 8.18% من السوق العالمية.
كيف استُغلت الحرب الأهلية في الكونغو؟
في تسعينيات القرن الماضي شهدت الكونغو آنذاك حرباً أهلية، ظهر دان جريتلر رجل الأعمال اليهودي وعمل على إمداد السلطة في البلاد آنذاك بصفقات أسلحة مقابل حق استغلال المناجم المعدنية.

وقد عقد جريتلر بالفعل صفقات غير مشروعة لتصدير الألماس، فضلا عن الذهب والنفط وعدد من المعادن النادرة، وقعت عليه عقوبات من قبل وزارة الخزانة الأمريكية، حيث ذكرت أنّه قام بجمع ثروته من خلال صفقات تعدين ونفط غامضة وفاسدة تقدر بمئات الملايين من الدولارات جراء استغلاله علاقته الوثيقة مع الرئيس كابيلا للعمل وسيطاً في مبيعات التعدين.
استغلت إسرائيل الأوضاع في الدول الإفريقية، التي تموج بالتوترات والاضطرابات والحاجة الملحة لتلك الدول للتسلح لتبرم نوعا من المقايضة، حيث تمدهم بالسلاح مقابل الحصول على الألماس والمعادن النادرة بأبخس الأثمان، ما حرم الدول الإفريقية من الاستفادة من عوائد الألماس الكبيرة، حيث حصلت إحدى الشركات في الكونغو على حق احتكار استخراج الألماس وبيعه في الكونغو، في مقابل 18 مليون دولار شهريّاً وهو مبلغ غير كافٍ لاستخراج ثلاثة أو أربعة أحجار وهذه الشركة هي IDI-Congo الإسرائيلية التابعة لحزب شاس اليهودي المتطرف، التي استحوذت على 70% من أرباح استخراج الألماس بينما بقيت نسبة 30% فقط لحكومة الكونغو.

الألماس يسجل 25% من صادرات إسرائيل
بحسب مخرجات مؤتمر إنترناشونال دايمن وييك الذي انعقد في مارس 2023 شكل الألماس نحو 25 % من إجمالي صادرات إسرائيل وفي عام 2020، صدّر الكيان الصهيوني ما قيمته 7.5 مليارات دولار من الألماس الأمر الذي جعله سادس أكبر مصدر للألماس في العالم، فهي تحصل على أكبر نسبة من الألماس الذي تعمل على تقطيعه وتلميعه، من دولة بوتسوانا الإفريقية إلى جانب روسيا وكندا إذ تعمل 6 شركات إسرائيلية في مجال إنتاج الألماس.
محاكمة بني شتاينميتز
ألقت السلطات القبرصية في 3 سبتمبر 2023 القبض على من وصف بـ قطب التعدين الصهيوني بني شتاينميتز، المتورط في تجارة الألماس وغيره من المعادن في إفريقيا، بموجب أمر احتجاز أصدرته رومانيا وقبل ذلك.

في عام 2021 كانت سويسرا أصدرت حكما بحقه بالسجن خمسة أعوام وبغرامة بقيمة 52 مليون دولار بحجّة أنّه دفع رِشاوي بلغت 8.5 ملايين دولار، بين عامي 2006 و2012، إلى إحدى زوجات رئيس غينيا السابق، لانسانا كونتي، من أجل الحصول على تصاريح للتنقيب والتعدين في البلاد وبحسب صحيفة أفريكان ريبورت فإن شتاينميتز وضع يده على بعض مناجم الألماس في القارة الأفريقية، وبينها مناجم موجودة في بوتسوانا وأنجولا وسيراليون، ليدير ما يقدر بـ 130 شركة في مختلف القطاعات، حيث أشارت الصحيفة إلى أن للرجل شبكة علاقات واسعة مع عدد من السياسيين الأفارقة، بينهم رئيس ساحل العاج، الحسن وتارا، ورئيس جمهورية غينيا، موسى داديس.
وقد كان هناك تحالف مزمع إقامته بين الكيان الصهيوني ودول إفريقية من بينها إثيوبيا، أوغندا، كينيا ورواندا حسبما كشفت صحيفة يسرائيل هيوم الإسرائيلية، في سبتمبر 2023 وأشارت الصحيفة إلى نشاط أمني سرّي في هذه الفترة، بين الكيان الصهيوني وإريتريا، التي طبّعت علاقاتها به منذ عام 1993 هذه التحالفات كان هدفها العلني الحصول على دعم إفريقي لإسرائيل في المحافل الدولية، في مقابل الحصول على الإفادة من التكنولوجيا الإسرائيلية في مجالي الزراعة والمياه.
هكذا يرتع لصوص الألماس في القارة أمام أعين العالم مستغلين الصراعات والنزاعات بين أبناء البلد الواحد والتي يلعبون فيها دور الشيطان بتأجيجها لسرقة موارد دول القارة مقابل التسليح، هذا ما يجب أن تلتفت إليه الدول لوضع حدا لنهب ثرواتها من ألماس ونفط ومعادن.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك الوسط العربي
