مقالاتنحن والغرب

أزمات أمريكا وأوروبا تتفاقم وخيار حرب عالمية يقترب

كتب مصطفى السعيد:

لم يحقق ترامب وعوده بخفض عجز الموازنة الضخم، ولم ينجح في جذب الشركات إلى أمريكا، وحقق العكس، فالعجز يزداد بسرعة، والديون تكبر، وتجاوزت 28 ترليون و500 مليار، وقابلة لتوسع أسرع في الشهور المقبلة، والشركات تهرب من أمريكا إلى أماكن أكثر استقرارا، والوضع في أوروبا أكثر سوءا، خاصة بريطانيا وفرنسا المهددتان بانهيار اقتصادي مع أزمات سياسية، حتى ألمانيا التي كانت قاطرة أوروبا، ومصدر أمانها الإقتصادي وقعت في حفرة أزمات عميقة، وتفلس شركة ألمانية كل 24 دقيقة، مع ارتفاع غير مسبوق في الديون والتضخم .. هذا الوضع يقود إلى خيار الحرب، فالدول المأزومة، التي تعجز غن إيجاد حل، تدفع شعوبها نحو الحرب، حتى تلقي على الآخرين أسباب أزماتها، لهذا ترتفع أصوات طبول الحرب، بل بدأت مؤشرات الإنخراط فيها بالفعل .. عدة وقائع مخيفة في الأيام القليلة الماضية، فقد تعرضت سفن شحن روسية إلى عدة هجمات في البحر الأسود، أعقبها تعرض سفن تركية لهجمات، ولا يمكن تصور أن دولة بمفردها وراء وضع ألغام أو إطلاق مسيرات نحو السفن، بما تهدد الملاحة البحرية، والقابلة للتوسع والردود المتبادلة، لتنطلق شرارات حرب أوسع، وفي مختلف الممرات الملاحية، تزيد من لهيب الصراع الدولي. المسألة خرجت من حيز التخمينات والتوقعات إلى عدة ميادين أخرى، في فنزويلا أمريكا متوثبة لحرب تمكنها من وضع يدها على أكبر احتياطي نفطي في العالم، لكن جنرالات البنتاجون يحذرون من السقوط في مستنقع حرب طويلة، ستحول دون الإستفادة من نفط فنزويلا، بل ستجعله وقودا إضافيا لحروب أطول وأوسع، وفنزويلا جاهزة لمواجهة طويلة عبر تسليح الملايين من شعبها، وهناك إمدادات لفنزويلا بصواريخ قادرة على إغراق السفن الأمريكية، وطائرات مسيرة ستنال من المهاجمين، ولن تكون حربا خاطفة كما يتمناها ترامب .. وكذلك هناك تحفز من جانب أمريكا والكيان نحو إيران، والحرب ضدها ستكون أصعب بكثير من معركة ال12 يوما. إيران تهيأت لحرب طويلة، والتي قد تمتد إلى إشعال منطقة الخليج وإغلاق مضيق هرمز، بل تفجير آبار وشركات النفط، إن لم تصل إلى حرب نووية. هذا إلى جانب اتساع الحرب في أوكرانيا بين روسيا ودول حلف الناتو، وكذلك تايوان. من يسمع تصريحات واستعدادات دول أوروبا المأزومة، وكيف تحاول إقناع شعوبها بأن الحرب هي الحل فسيشعر بقلق حقيقي، لأن الأمر سيكون أخطر بكثير من الحرب العالمية الثانية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى