العرب وافريقياعاجل

  ” ممر صلاح الدين” : الصمود الفلسطيني و الارادة المصرية لمواجهة الإرهاب الإسرائيلي

 

متابعة :عبدالله حشيش

بات ممر صلاح الدين محددا أساسيا للإرهاب الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، بعد أن وصلت القيادة الإسرائيلية الي قناعة بأن تحقيق أهدافها في غزة لن يتحقق الا بالسيطرة على ممر صلاح الدين وهو مايتصادم مع الارادة المصرية التي اجهضت مخططات وأهداف العدو الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في غزة وفي مقدمة هذه الأهداف تهجير سكان قطاع غزة وانهاء القضية الفلسطينية، فيما تكامل الصمود الفلسطيني مع الارادة المصرية الداعم الحقيقي لوجوده وحقوقه المشروعة مما أفضى الي إطالة امد الحرب في غزة وفشل العدو الصهيوني في أهدافه المعلنة من هذه الهجمة البربرية.

ويقع ممر صلاح الدين على حدود مصر وغزة المحتلة والذي تصدر نشرات الاخبار في كل وسائل الإعلام خلال الفترة الماضية بعد تكرار تصريحات قيادات إسرائيل بضرورة السيطرة على هذا الممر وفرض الارادة الإسرائيلية عليه.حيث ترى إسرائيل ان فرض سيطرتها على ممر صلاح سوف يساعد وربما يعجل بحسمها للمعركة في غزة وتحقيق أهدافها المعلنة والخفية،
على صعيد متصل فقد أثارت تصريحات كبار المسؤولين في إسرائيل المخاوف من الانعكاسات السلبية لهذه الخطوة على علاقات مصر وإسرائيل، خاصة أن المحيط الجغرافي لممر صلاح الدين يخضع لتريبات أمنية حددتها ملاحق كامب ديفيد وان اية إجراءات على الشريط الحدودي بين مصر وغزة يجب أن تتم بالتوافق والاتفاق المسبق وعبر اللجان المختصة في البلدين ” مصر وإسرائيل” وهو مافشلت إسرائيل في تحقيقه حتى الآن حيث لايحق للطرف الاسرائيلي اتخاذ اية إجراءات بشكل منفرد ودون مشاورة وموافقة مصر على اية إجراءات ، فيما طرحت وسائل اعلام صهيونية ان على مصر عدم معارضة الإجراءات التي سوف تتخذها إسرائيل على ممر صلاح الدين وعلى مصر ان تساند إسرائيل في السيطرة على الممر كما وافقت إسرائيل لمصر من قبل بإدخال جيشها بكامل قواته الي سيناء لمحاربة الإرهاب، وفي المناطق التي تحظر ملاحق كامب ديفيد وجود الجيش المصري ومسموح فقط بوجود قوات شرطة مصرية وبتسليح خفيف.
من هنا يبدو أن مصر ممر صلاح الدين ستكون له انعكاسات على علاقات مصر وإسرائيل في المرحلة القادمة وان هناك مؤشرات لهذه الانعكاسات والتي باتت تطفو على السطح ممثلة في المناوشات والتحرشات الإسرائيلية بهدف التشويش على الموقف المصري الرافض للمجازر في غزة ودعمه للشعب الفلسطيني بالصمود في أرضه وإجهاض مخططات التهجير للشعب الفلسطيني.
وقد تواصلت محاولات التحرش الاسرائيلي بمصر على مدار الفترة الماضية ومنذ انطلاق حرب غزة في السابع من أكتوبر الماضي… في محاولات بائسة لجر مصر إلى الانخراط في حرب غزة…. كما انطلقت مخططات إسرائيل عبر خطة ممنهجة بترويج الاكاذيب والشائعات عن مصر وموقفها الصلب الذي اجهض مخطط التهجير القصري للفلسطينيين من غزة الي سيناء المصرية.. وتواصلت أكاذيب إسرائيل تجاه مصر منذ دعوة مصر للمؤتمر الدولي لوقف حرب الابادة التي تنفذها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتلاها محاولات إسرائيل بالزج بمصر في حرب غزة.. وكانت محاولات إسرائيل “جر” مصر للازمة قد لاقت دعما من أطراف دولية واقليمية…. ولكن كل المحاولات فشلت بسبب صلابة الموقف المصري وجاهزية قواته لمواجهة اية تحديات او مستجدات.
واخيرا كانت أكاذيب إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية أثناء بحث المحكمة لدعوي دولة جنوب أفريقيا الشقيقة واتهام اسرائيل بتنفيذ حرب إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني حيث زعمت إسرائيل ان مصر تمنع دخول المساعدات الإنسانية الي قطاع غزة ، وجاء الرد المصري صاعقا لهذه المزاعم والاكاذيب.

 

زر الذهاب إلى الأعلى