شخصيات عربيةعاجل

“دلال المغربى”عروس يافا ..الفتاة التى هزت عرش اسرائيل ..

قادت فرقة دير ياسين وكبدت العدو خسائر فادحة.. ونالت الشهادة فداء للوطن 

المناضلة الشهيدة “دلال المغربى” ..التى لقبت ب “عروس يافا ” ..و”الأسطورة التى لا تموت”.. فتاة فلسطينية شابة لعبت دورا كبيرا ومؤثرا فى مواجهة الكيان الإسرائيلى ,و قلبت موازينه و أربكت حساباته …. فتاة هزت عرش اسرائيل وسجلت اسمها بأحرف من نور فى تاريخ المناضلات الفلسطينيات اللائى قاومن الاحتلال برفقة الرجال منذ احداث النكبة 1948 فقد قامت هى وزميلاتها المناضلات بعمليات فدائية جريئة .. تم اختيارها وهى ابنة العشرين عاما لتقود “فرقة دير ياسين” الفدائية في قلب الأراضي المحتلة ,والتى كان هدفها السيطرة على حافلة عسكرية والتوجه إلى تل أبيب لمهاجمة مبنى الكنيست ..كبدت جيش الاحتلال أكثر من 37 قتيلاً و80 جريحاً،..ورغم أنها عملية فدائية استشهادية ومع ذلك تسابق الشباب على الإشتراك فيها وكان على رأسهم دلال المغربى..

تركت دلال وراءها وصية بخط يدها تطلب فيها من رفاقها المقاتلين حملة البنادق المقاومة وتوجيه البنادق إلى قوات الاحتلال حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني , وقد استشهدت فداءً لما أوصت به، فقدمت حياتها دفاعاً عن تراب وطنها.

كتب الشاعر نزار قبانى مقالا بعد تنفيذ العملية قال فيه “بعد ألف سنة سيقرأ الأطفال العرب الحكاية التالية… إنه في اليوم الحادي عشر من شهر آذار 1978 تمكن أحد عشر رجلا وامرأة من تأسيس جمهورية فلسطين داخل أتوبيس… ودامت جمهوريتهم 4 ساعات لا يهم كم دامت هذه الجمهورية… المهم أنها تأسست ,إن دلال أقامت الجمهورية الفلسطينية ورفعت العلم الفلسطيني، ليس المهم كم عمر هذه الجمهورية، المهم أن العلم الفلسطيني ارتفع في عمق الأرض المحتلة.

النشأة

ولدت “دلال “عام 1958 في إحدى مخيمات بيروت لآسرة من يافا لجأت إلى لبنان عقب نكبة عام 1948 ,وتلقت دراستها الإبتدائية في مدرسة يعبد والإعدادية في مدرسة حيفا وكلتاهما تابعة لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين في بيروت . 

الانضمام للمقاومة 

فى عام 1973 تم اغتيال قادة حركة فتح الثلاثة (كمال عدوان وكمال ناصر وأبو يوسف النجار) على أيدي الإسرائيليين وكانت لهذا أثر سيء على دلال، وترك ما كانت تتعرض له المخيمات الفلسطينية من عدوان مستمر في داخلها شعورا بالمرارة,ولذلك التحقت بحركة المقاومة الفدائية “فتح”وهي على مقاعد الدراسة فدخلت عدة دورات عسكرية وتدربت على جميع أنواع الأسلحة وحرب العصابات وعرفت بجرأتها وحماسها الثوري والوطني ..

كانت “دلال ” تعمل ممرضة ولكنها كرست حياتها للسياسة وذلك بعد اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية ,عام 1975 .

وعندما انضمت إلى حركة فتح بدأت عملها فى خدمة اتصالات المنظمة ,وشاركت فى القتال ضد الجيش السورى فى الجبال جنوب شرق بيروت ,عندما دخلت القوات السورية لبنانعام1976 لمساعدة الكتائب وحلفائهم ,وفى عام 1977 أنهت دورة تدريبية لمدة 3 أشهر لتصل إلى رتبة ملازم ,وعرضت عليها المنظمة فى إيطاليا أن تكون مسئولة سياسية وتعمل فى منظمة التحرير الفلسطينية,ولكنها رفضت لانها كانت مؤمنة بأن الأرض لن تعود إلا بالمقاومة وحمل السلاح ضد الإحتلال .

فى عام 1978 فشلت الثورة الفلسطينية المسلحة فى تحقيق عدة ضربات وعمليات, وتعرضت مخيمات لبنان إلى مذابح دموية ، فتم التخطيط لعملية فدائية فى تل أبيب بالتنسيق مع خليل الزور الشهير بأبو جهاد ومؤسس حركة فتح الفلسطينية، حيث هدفت هذه العملية إلى توجيه ضربات انتقامية لاسرائيل في ”تل أبيب” ,وكانت مخطط أن تقوم العملية على أساس إنزال الفرقة على الشاطئ الفلسطيني والسيطرة على حافلة عسكرية واحتجاز بعض الرهائن المدنيين والعسكريين الإسرائيليين والتوجه إلى مبنى الكنيست وهناك رويات تشير إلى التوجه بهم إلى الفندق الذي يقيم فيه مبعوث الرئيس الأمريكي ,للضغط على الإحتلال لإطلاق سراح بعض الأسرى الفلسطينيين.

عملية كمال عدوان

عرفت العملية الفدائية باسم كمال عدوان، وهو القائد الفلسطيني الذي كان مسؤولاً عن جهاز يشرف على المقاومة في بيروت، واغتالته فرقة تسللت إلى بيروت برئاسة وزير دفاع الاحتلال السابق إيهود باراك سنة 1977.

قرر “أبو جهاد”, أن تكون قيادة العملية لامرأة، بسبب قيام فرقة إسرائيلية باغتيال مناضلين فلسطينيين وقيام إيهود باراك بالتخفي في زي امرأة أثناء العملية,ولذلك وقع اختياره على دلال المغربى التى كانت تبلغ من العمر عشرون عاما فى عام 1978 لتكون رئيسة فرقة دير ياسين المكونة من (12- 14) مقاتل بينهم لبنانى وآخر يمنى كان يحلم بالصلاة فى المسجد الأقصى.ورغم أنها كانت عملية فدائية استشهادية إلا أن الشباب تسابقوا للاشتراك فيها وعلى رأسهم دلال.

تفاصيل العملية

صباح 11 ابريل 1978 نزلت دلال مع فرقتها التى عرفت باسم فرقة دير ياسين ، على متن سفينة نقل تجارية تقرر أن توصلهم إلى مسافة 12 ميل عن الشاطئ الفلسطيني، ثم استقلت المجموعة زوارق مطاطية توصلهم إلى شاطئ مدينة يافا القريبة من تل أبيب حيث مقر البرلمان الهدف الأول للعملية، غير أن رياح البحر المتوسط كانت قوية في ذلك اليوم فحالت دون وصول الزوارق إلى الشاطئ في الوقت المحدد لها الأمر الذي دفع بالزورقين المطاطيين إلى البقاء في عرض البحر ليلة كاملة تتقاذفها الأمواج، ونتيجة ذلك، قُلب أحد الزوارق فاستشهد اثنان من المجموعة غرقاً قبل أن تصل الزوارق إلى الشاطئ، وصلت الزوارق إلى الشاطئ في منطقة غير مأهولة ونجحت عملية الإنزال، ولم يكتشفها الإسرائيليون ,حيث لم تكن إسرائيل تتوقع أن تصل الجرأة بالفلسطينيين القيام بإنزال على الشاطئ على هذا النحو.

نجحت دلال وفرقتها في الوصول إلى الشارع العام المتجه نحو تل أبيب، وتجاوزت مع مجموعتها الشاطئ إلى الطريق العام قرب مستعمرة معجان ميخائيل حيث تمكنت دلال ومجموعتها من إيقاف حافلة كبيرة بلغ عدد ركابها ثلاثين راكباً وأجبروها على التوجه نحو تل أبيب، في أثناء الطريق استطاعت المجموعة السيطرة على حافلة أخرى ونقل ركابها إلى الحافلة الأولى وتم احتجازهم كرهائن ليصل العدد إلى 68 رهينة.

زر الذهاب إلى الأعلى