خيبة أمل تصيب الدول المؤيدة لوقف إطلاق النار يتسبب فيها الفيتو الأمريكي

تقرير : ايهاب حسن
كان هناك أمل ضعيف في نفوس شعوب العالم العربي أن تحرك مشاهد الدماء والأطفال في الأكفان جزء ولو يسير من ضمير الولايات المتحدة الأمريكية أو دول الغرب التي تزعم رعايتها لحقوق الإنسان ونشر الديمقراطية بين دول العالم غير المتحضر لكن ، مايحدث كل يوم ومنذ عشرات السنين بل مئات السنين يثبت أننا نحن فقط أصحاب القيم السامية والإنسانية وأن أغلب شعوب الغرب ماهم إلا مجموعات من الهمج القتلة التي لم ترتقي بعد لتصل إلى مرحلة الإنسانية ..
حق الفيتو
أمس استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية حق (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار مقدم من الجزائر يطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة لأسباب إنسانية. حصل مشروع القرار على تأييد 13 عضوا- من بين أعضاء المجلس الخمسة عشر- فيما عارضته الولايات المتحدة الأمريكية وامتنعت المملكة المتحدة عن التصويت.
كان مشروع القرار يرفض التهجير القسري للسكان المدنيين الفلسطينيين ويطالب بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن.
وجدد المشروع دعوته إلى وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وسريع وآمن ودون عوائق إلى قطاع غزة وجميع أنحائه وتقديم ما يكفي من المساعدات الإنسانية بشكل عاجل ومستمر وبالحجم المناسب إلى المدنيين الفلسطينيين
لأن وقف إطلاق النار وحده هو ما يحقق الهدف المنشود .. وقال بن جامع سفير الجزائر “اسألوا أنفسكم وضمائركم عن نتيجة قرارتكم وكيف سيحكم التاريخ عليكم”.
نهر دماء الفلسطنيين
لكن كانت النتيجة رفض الولايات المتحدة وقف نهر دماء الفلسطنيين وأستمرارأعمال والإبادة الجماعية لأهالي غزة فهو أمر ليس بالجديد على من أباد الهنود الحمر واحتل بلادهم
تباينت ردود وتصريحات الدول في مجلس الأمن ومنها
- الصين
حيث أعرب السفير جانغ جون الممثل الدائم للصين لدى الأمم المتحدة عن خيبة أمل بلاده وعدم رضاها بشأن نتيجة التصويت. وقال إن “ما دعا إليه مشروع القرار المقدم من الجزائر نيابة عن مجموعة الدول العربية، قائم على أدنى متطلبات الإنسانية وكان يستحق دعم جميع أعضاء المجلس”.
وذكر أن نتيجة التصويت تظهر بشكل جلي أن المشكلة تتمثل في استخدام الولايات المتحدة للفيتو بما يحول دون تحقيق إجماع في المجلس. وأضاف أن الفيتو الأمريكي يوجه رسالة خاطئة تدفع الوضع في غزة ليصبح أكثر خطورة.
ورفض السفير الصيني “الادعاء” بأن مشروع القرار يقوض المفاوضات الجارية لإطلاق سراح الرهائن. وقال “بالنظر إلى الوضع على الأرض فإن استمرار التجنب السلبي للوقف الفوري لإطلاق النار لا يختلف عن منح الضوء الأخضر لاستمرار القتل”.
- روسيا
أما السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا فقال إن “الولايات المتحدة تسعى إلى التستر على أقرب حليف لها في الشرق الأوسط وكسب الوقت حتى يتمكن من استكمال خططه غير الإنسانية في غزة لإخراج الفلسطينيين من القطاع وتطهيره بشكل كامل”.وأضاف أن المسؤولية الكاملة عن العواقب تقع على عاتق واشنطن، مهما حاولت الولايات المتحدة “التهرب منها من خلال الحديث عن جهود الوساطة المهمة” التي تقوم بها.وقال إنه بغض النظر عن مدى مرارة “الطعم” الذي سيخلفه تصويت اليوم، “فنحن لسنا في وضع يسمح لنا بالاستسلام”، مضيفا أن مطالبة المجلس للأطراف بوقف فوري لإطلاق النار تظل ضرورة حتمية.
- مصر :
عبر السفير أسامة عبد الخالق، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة عن إحباط وخيبة أمل إزاء استمرار عرقلة الولايات المتحدة الأمريكية لمساعي وقف إطلاق، مناشدا مجلس الأمن وكل القوى الدولية المسؤولة “إنقاذ خيار السلام عبر الإنفاذ الفوري لوقف إطلاق النار”.وقال عبد الخالق إنه بينما يتواصل اخفاق المجلس في إيقاف الحرب، ستستمر مصر في تحمل العبء الأكبر سياسيا وأمنيا وإنسانيا تجاه الأزمة.وأضاف أن مصر “ستظل ملتزمة بالعمل المضني والمتواصل لإيقاف نزيف الدماء والحرب المدمرة” لاستعادة الأفق السياسي لتحقيق آمال الشعب الفلسطيني في الأمن والاستقرار وفقا لقرارات الشرعية الدولية وإنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأكد السفير المصري أن مصر تتفاوض وتتوسط بمنتهى الجدية مع كل من الولايات المتحدة وقطر وإسرائيل والجانب الفلسطيني “لسرعة إطلاق سراح المحتجزين والرهائن والأسرى الفلسطينيين وسرعة دفع المساعدات الإنسانية بأقصى سرعة وبأكبر قدر ممكن لإنهاء الوضع الإنساني الكارثي في غزة، ولإنقاذ الفلسطينيين من الحصار الجائر المفروض عليهم من سلطات الاحتلال الإسرائيلي والتصدي لكافة المحاولات الإسرائيلية لفرض التهجير القسري على الشعب الفلسطيني بهدف تصفية قضيته النبيلة” وشدد على أن وقف إطلاق النار لن يعرقل جهود الوساطة الجارية، بل سيتيح لها الظروف المناسبة لتنجح، قائلا “دعونا نتفاوض ونتوسط وسط انسياب المساعدات الإنسانية واستعادة الهدوء وتضميد جراح المصابين خاصة الأطفال اليتامى والنساء الثكلى، بدلا من أن نتفاوض وسط الدمار والخراب الذي تخلفه آلة الحرب الإسرائيلية المدمرة”.وحذر السفير المصري من المخاطر الكارثية والمحدقة بالفلسطينيين جراء الخطط الإسرائيلية المعلنة لاقتحام مدينة رفح، فضلا عن استمرار تدهور الوضع الإقليمي جراء استمرار “هذه الحرب المدمرة”
- قطر :
في الوقت نفسه أعربت المتحدثة باسم دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، مندوبة قطر الدائمة لدى الأمم المتحدة، السفيرة علياء أحمد بن سيف آل ثاني عن أسفها لفشل مجلس الأمن في اعتماد مشروع القرار المقدم من الجزائر والمدعوم من المجموعة من العربية، “وتؤيده الأغلبية الساحقة من أعضاء المجلس، لأنه مشروع قرار إنساني في مضمونه ويتسق مع القانوني الدولي الإنساني”.وأضافت قائلة: “ستستمر دولنا في جهودها في العمل مع الشركاء… لضمان الوصول إلى وقف إطلاق نار إنساني في قطاع غزة، حقنا لدماء أشقائنا الفلسطينيين في القطاع ولضمان وصول المزيد من المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى القطاع وحماية المدنيين”.
