حول الخليجعاجل

دلالات وأهداف زيارة رئيس الوزراء اليمني إلى روسيا

تقرير: علي عبد الجواد

توجه رئيس الوزراء اليمني، أحمد عوض بن مبارك،  أمس الأول، إلى روسيا، في أول زيارة رسمية له، ولمدة ثلاث أيام، منذ توليه منصب رئاسة الوزراء في 5 فبراير الجاري، تلبيةً لدعوة تلقاها من الجانب الروسي، وهي الزيارة التي تحمل عدد من الملاحظات والدلالات.

وشمل برنامج الزيارة لقاء “بن مبارك” بعدد من المسؤولين الروس، من بينهم وزير الخارجية سيرجي لافروف، ورئيس مجلس الدوما فياتشيسلاف فولودين، ورئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالنتينا ماتفينكو، بالإضافة إلى نائب رئيس الوزراء الروسي أليكسي أوفرتشوك، ومن المحتمل أيضًا أن يلتقي رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين.

ملفات ساخنة

يناقش رئيس الوزراء اليمني جملة من الملفات الساخنة، يمكن الإشارة إلى أهمها في الآتي:

  • مستجدات الوضع في البحر الأحمر والتصعيد في المنطقة، كانعكاس للحرب في غزة.
  • الدور الروسي للمساهمة في إحلال الأمن والسلام في اليمن.
  • التطورات التي تشهدها اليمن في مختلف المجالات، والتحديات التي تواجهها الحكومة.
  • العلاقات الروسية اليمنية والقضايا ذات الاهتمام المشترك؛ ومنها:
  1. بحث آليات تنفيذ بنود إعلان مبادئ علاقات الصداقة والتعاون الثنائي الموقع بين الرئيسين اليمني والروسي عام 2003.
  2. تفعيل عمل اللجنة الوزارية المشتركة بين البلدين، واتخاذ الخطوات اللازمة.
  3. فرص تعزيز العلاقات في مختلف الجوانب، وخاصة الاستثمارية ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود.
  4. الفرص الاستثمارية الواعدة المتاحة، واستعداد الحكومة لتقديم كافة التسهيلات اللازمة لرؤوس الأموال الروسية.
  5. الانفتاح الروسي والرغبة في التعاون مع اليمن في مجال الطاقة والنفط والثروة السمكية والزراعة.

السياق والظرف السياسي للزيارة

تأتي هذه الزيارة في ظل سياقات ومستجدات داخلية وإقليمية خارجية متعلقة باليمن:

  • موقف روسيا في مجلس الأمن في الاهتمام بالملف اليمني، ورفض السوك الأمريكي والغربي والعمليات ضد اليمن.
  • وجود مساعي إقليمية ودولية لإيجاد حل سياسي شامل للأزمة في اليمن، شملت زيارات لوفدين سعودي وعماني إلى صنعاء.
  • الجولات المكثفة للمبعوثين إلى اليمن؛ الأمريكي تيم ليندركينغ، والأممي هانس غروندبرغ.

دلالات زيارة رئيس الوزراء اليمني إلى روسيا

تأتي الزيارة تأسيساً على جملة من المؤشرات على تنامي الاهتمام الروسي باليمن خلال الفترة الأخيرة؛ وخاصة بالموقف الروسي في مجلس الأمن المناويء للغرب ولأمريكا، وكذلك حرص روسيا بالإسراع في توجيه برقية تهنئة من رئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين لنظيره بن مبارك بمناسبة الثقة التي نالها وتعيينه رئيساً للوزراء.

ومن الواضح أن لروسيا أهداف جديدة تتمثل في توسيع ساحة المواجهة مع أمريكا والغرب، واستغلال التصعيد الحوثي، والرغبة بفتح جبهة اليمن لتكون محل ضغط روسي جديد على واشنطن سياسياً ودبلوماسياً على أقل تقدير، بالانفتاح على كافة الأطراف السياسية، علاوة على البدء في فتح قنوات ومسارات تعاون اقتصادي.

أهداف زيارة رئيس الوزراء اليمني إلى روسيا

تهدف الزيارة لتحقيق أهداف متعددة ومركبة؛ وبصفات متنوعة؛ حيث هي ليست زيارة متعلقة فقط بمنصب رئيس الوزراء، لكنها متعلقة أكثر أيضاً بدور دبلوماسي سياسي لمنصب وزير الخارجية الذي يحتفظ به بن مبارك،  ويشغله منذ أواخر عام 2020، ويتسق بطبيعة القضايا ذات الأولوية التي تفرض نفسها.

ومن شأن ارتفاع نسق ومستوى العلاقات الروسية مع اليمن والتواجد في قضايا المنطقة، أن يزيد من حدة المواجهات والصراع والاستقطاب الأمريكي الروسي، ومساحات استدعاءه في سياقات وملفات جديدة في ساحة اليمن.

ويبدو الموقف الروسي متوازناً ما بين دعم الحوثيين كنوع من الضغط على واشنطن، وأحد آليات التنسيق الروسي الإيراني على نمط التجربة في سوريا، وإن اختلف الشكل، وما بين الدخول في علاقات دبلوماسية واقتصادية كبيرة مع الحكومة اليمنية الشرعية.

في النهاية، يمكن القول أن التواجد الروسي والتماس مع اليمن حتى هذه اللحظة طبيعياً ومتوازناً، لكن إذا لم يكن هناك وجود لاتفاق سياسي قريب، وإن لم يكن هناك أفق للتصعيد في البحر الأحمر، فإن فرص الارتقاء الروسي بمستوى التواجد في الشأن اليمني ربما تزيد، مع مستجدات التطورات، ومع ارتفاع الطموح الروسي وفقاً للأحداث.

 

لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي

زر الذهاب إلى الأعلى