لدغات خلية نحل “طه حسين” ورم أصاب ساسة تشدقوا بالليبرالية ج4

أبو بكر عبد السميع
تحدثنا فيما سبق عبر ثلاثة حلقات عن أزمة طه حسين والمواقف المتباينة بين التيارات السياسية في ذلك الحين وهذه الحلقة الخاتمة لهذه القضية ..لكننا نري أنه سيء التعبير جدًا في بعض عباراته، أنكر المؤلف في التحقيقات أنه يريد الطعن على الدين الإسلامي وقال إن ما ذكره في سبيل البحث العلمي وخدمة العلم لا غير، غير مقيد بشيء.
ولا بد هنا أن نشير إلى ما قرر المؤلف في التحقيق من أنه كمسلم لا يرتاب في وجود إبراهيم وإسماعيل وما يتصل بهما مما جاء في القرآن الكريم ولكنه كعالم مضطر إلى أن يذعن لمناهج البحث فلا يسلم بالوجود العلمي التاريخي لإبراهيم وإسماعيل.
قرار النيابة حول قضية “طه حسين” واتهامه بالتعدي على القرآان والسنة
ذكر قرار النيابة: أن للمؤلف فضلا لا ينكر في سلوكه طريقا جديدا للبحث حذا فيه حذو العلماء من الغربيين ولكنه لشدة تأثير نفسه مما أخذ عنهم قد تورط في بحثه حتى تخيل حقا ما ليس بحق أو ما يزال في حاجة إلى إثبات أنه حق أنه قد سرق طريقا مظلما فكان يجب عليه أن يسير علي مهل وأن يحتاط في سيره حتى لا يضل ولكنه أقدم بلا احتياط فكانت النتيجة غير محمودة)
اختتم تقرير النيابة بهذه السطور وحيث إنه مما تقدم يتضح أن غرض المؤلف لم يكن مجرد الطعن والتعدي على الدين، بل إن العبارات الماسة بالدين التي أوردها في بعض المواضع من كتابه إنما قد أوردها علي سبيل البحث العلمي مع اعتقاده أن بحثه يقتضيها، وحيث إنه من ذلك يكون القصد الجنائي غير متوافر فلذلك تحفظ الأوراق إداريا ..
القاهرة في 30 مارس سنة 1927.
(رئيس نيابة مصر محمد نور)
انتهت أوراق التحقيق إلى تبرئة طه حسين من الكفر والسخرية بالإسلام، لكن لا تزال بعض الأوراق مفتوحة بضمير التفتيش عن إيمان طه حسين أو كفره رغم أن الرجل يشهد أن لا إله إلا الله وحده ومحمد صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله ورغم كتابته عن السيرة النبوية وتطرق إلى اعترافه بوجود إبراهيم وإسماعيل عليهما وعلي نبينا السلام إلا أن دعاة السوء يرمون كل شئ لايوافق هواهم بالاثم والشر ،وفي النهاية لابد أن ينتصر البحث العلمي.
لمزيد من الأخبار زوروا موقعنا: الوسط العربي
